بعد فشلِ العدو الاسرائيلي في تركيبِ البوابات الالكترونيةِ على مداخلِ المسجدِ الاقصى، شرَعت قواتُ الاحتلال بتركيبِ كاميراتٍ حديثةٍ على أبوابِ المسجدِ من الخارجِ موجهةً على باحاتِ الأقصى، الأمرُ الذي جرى بسريةٍ تامة دونَ علمِ دائرةِ الأوقافِ الإسلاميةِ بالأمر، مما أثار ردة فعل غاضبة، في صفوف المقدسيين الفلسطينيين الذين أبدوا استعدادهم للتصدي لهذا التعدي الواضح ومواجهته بعد ان بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الاثنين، بتركيب كاميرات مراقبة على سور القدس التاريخي.
منذ أن أرغم المقدسيون الشرطة الصهيونية على إزالة البوابات الإلكترونية؛ تم أمس تركيب كاميرات متطورة جدا واستبدال الكاميرات القديمة بأخرى حديثة من أجل السيطرة الصهيونية على الموقع، ونصبت الكاميرات على جميع المداخل المخصصة للمصلين حسبما افاد المركز الفلسطيني للإعلام.
وقال مراسل وكالة الأنباء الرسمية في القدس إن آليات تابعة للاحتلال تنشغل الآن بتوزيع كاميرات لتركيبها على مقاطع أخرى من سور القدس التاريخي، تحديدا في الجهة الشرقية والجنوبية من المسجد الأقصى.
وكانت سلطات الاحتلال أزالت البوابات الإلكترونية من أمام مداخل المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب الناظر “المجلس”، وباب الأسباط، وشرعت بتركيب جسور حديدية قرب بوابات المسجد لحمل كاميرات “ذكية” بديلة للبوابات الإلكترونية التي رفضها وقاومها أهل مدينة القدس ومرجعياتهم الدينية والوطنية..
كما عبر المقدسيون عن رفضهم لهذه الاجراءات، ووصفوها بالحيلة الجديدة.
موقف دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس
وفي سياق متصل كشفت دائرة الإعلام والعلاقات العامة بدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عن إضافة الاحتلال كاميرتين عند باب “المجلس” أحد أبواب المسجد، بالإضافة إلى استبداله جميع كاميرات المراقبة القديمة المنصوبة عند أبواب الأقصى بأخرى جديدة ذات تقنية عالية.
وأكد المدير العام للأوقاف الإسلامية بالقدس عزام الخطيب “أن هدف الاحتلال من نصب الكاميرات الجديدة يتمثل في تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم وذلك بعد ثلاثة شهور من حراك المقدسيین لمنع أي تغيير بالوضع القائم بالقدس منذ احتلالها عام 1967.
ويحاول الاحتلال إفراغ المسجد الأقصى والضغط على المصلين وعلى الأوقاف الإسلامية، كما يهدف -بحسب الخطيب- إلى منع وصول المصلين إلى المسجد، وقال إنها “حرب ضدنا وضد المقدسات”.
أما مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني فاعتبر أن سلطات الاحتلال تسعى لكسب تأييد الشارع الإسرائيلي، والالتفاف على انتصار المقدسيين الذي حققوه بعد أسبوعين من الاعتصام عند أبواب المسجد رفضا للبوابات الإلكترونية.
وبحسب الكسواني فإن الاحتلال نصب حينها سبع كاميرات موزعة على باب الأسباط، وباب الملك فيصل، وباب الغوانمة، وباب القطانين، لكنها كانت مثبتة من الخارج بشكل يرصد ما يحدث في المسجد من الداخل.
القناة العاشرة تبرر نصب الكاميرات
وبحسب القناة العاشرة، فإنه تم نصب كاميرات المراقبة في الأقصى بناء على توصيات من وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، باستخدام وسائل تكنولوجية دقيقة، وأنها أكثر تطورًا من تلك التي أجبر الاحتلال على إزالتها في أيلول/ تموز الماضي، بعد الضغوطات التي مارسها المقدسيون، خلال أحداث الأقصى الأخيرة، رفضًا لسيطرة الاحتلال على المقدسات الفلسطينية.
وزعمت القناة، أنه “تم تركيب الكاميرات كجزء من طلب الأوقاف السماح للمصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى دون إجراءات أمنية”. مع العلم ان الاوقاف اكدت على لسان كبار مسئوليها إن “أحدا لم يبلغنا بأنه تم نصب الكاميرات، تم تركيبها في صمت تام”.
ونصبت شرطة الاحتلال الكاميرات عند جميع مداخل الأقصى “المخصصة للمصلين المسلمين”، باستثناء باب الأسباط، الذي شهد اعتصامات ووقفات المقدسيين في أحداث الأقصى في تموز/ يوليو الماضي.
العلماء والسياسيون المقدسيون ينددون بالانتهاكات الاستفزازية
هذا الانتهاك الواضح قوبل برفض الشارع الفلسطيني حيث أكدت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة على رفضها القاطع لكافة الإجراءات الاحتلالية الجديدة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها. كما ندد علماء وسياسيون في القدس بنصب الاحتلال الاسرائيلي لهذه الكاميرات التي تنتهك الخصوصيات وياتي هذا التصعيد الاسرائيلي ضد المسجد الاقصى بعد 3 أشهر فقط من احداث الاقصى وأزمة البوابات الالكترونية.
ومن جهته ندد رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ الدكتور عكرمة صبري بالانتهاكات الاستفزازية ووصفها محاولة دنيئة من الاحتلال الغاصب للاستيلاء على المسجد وعرقلة وصول المصلين اليه ، داعيا الامتين العربية والاسلامية الى القيام بدورها ومشددا الى اهمية شد الرحال الى الاقصى في كل الاوقات وخاصة في الصباح حيث الاقتحامات والانتهاكات الاسرائيلية.
كما قال مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني ان الكاميرات التي نصبها الاحتلال الاسرائيلي من شأنها التضييق على المصلين لافتا الى ان سلطات الاحتلال تريد أن تثبت من وراء ذلك أنها هي أصحاب السيادة علی المسجد ولكن نؤكد انه “ليس لها الحق بذلك، فالاقصى حق خالص للمسلمين وحدهم”.
وفي ذات السياق هب الوسط السياسي مؤيدا موقف المرجعيات الدينية حيث أكد وزير شؤون مدينة القدس ومحافظ المدينة عدنان الحسيني “:ان قيام الاحتلال بتحديث وزيادة كاميرات المراقبة في الطريق المؤدية الى الاقصى هو “ترسيخ الاحتلال ومحاولة لترهيب المصلين”.
ويأتي هذا التصعيد من قبل سلطات الاحتلال عقب عدة أيام من الإعلان عن خطة أمنية للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى، وضعها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان لمنع ما أسماها “الهجمات الفلسطينية” في البلدة القديمة.
وأخيرا تبقى القدس عربية فلسطينية ومن حق الشعب الفلسطيني وحده، ويجب محاربة كل أشكال الاحتلال الاسرائيلي الغاصب الذي يسعى دائما لتهويد القدس العربية وفرض سيطرته عليها.
المصدر : الوقت التحليلي