مـوقع دائرة الثقافة القرآنية –إيران–25 جمادى الآخرة 1442هــ
أكد قائد الثورة الاسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، انه اذا ألغى الاميركان كل حالات الحظر بشكل عملي فإننا سنعود الى التزاماتنا بالاتفاق النووي.
وخلال استقباله صباح اليوم الاحد حشدا من منتسبي القوة الجوية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية بمن فيهم عدد من القادة والطيارين، قال السيد الخامنئي: اذا رفعوا كل حالات الحظر بشكل عملي، فإننا سنعود الى التزاماتنا بالاتفاق النووي.
واضاف: الجانب الذي يحق له وضع الشروط في الاتفاق النووي هو ايران، لأنه نفذ كل التزاماته، وليس أميركا والدول الاوروبية الثلاث التي تنصلت عن كل التزاماتها.
وأردف: اذا ارادوا ان تعود ايران الى التزاماتها، فعلى اميركا ان ترفع كل حالات الحظر، ويجب ان نتحقق من ذلك، لنرى صحة ذلك، وعندها سنعود الى التزاماتنا.
وشدد سماحته على ان هذه هي السياسة المؤكدة والثابتة للجمهورية الاسلامية والتي يُجمع بشأنها كل المسؤولين ولن يحيد عنها أحد.
ووصف القائد العام للقوات المسلحة حدث 8 شباط/فبراير 1979 بأنه من ايام الله، مضيفا: ان انفصال جزء هام من الجيش والتحاقه بالامام والشعب كان شبيها بالمعجزة، لأن اعتماد نظام الطاغوت كان على الجيش والسافاك، وبالتالي تلقى الضربة من حيث لم يكن يتصور.
وتطرق الى الحسابات الخاطئة للادارة الاميركية الديمقراطية في ذلك الوقت، في تقييم اوضاع ايران والشعب، وقال: لقد كان الاميركان يعولون كثيرا على الجيش الشاهنشاهي، وبناء على الاخبار المؤكدة كانوا قد خططوا لتنفيذ انقلاب لكي يمنعوا سقوط نظام الشاه من خلال القاء القبض على قادة الثورة وروادها واستخدام العنف ضد الشعب بشكل واسع، ولكن احد العوامل التي أحبطت هذه الخطة الشيطانية، تمثل في حركة القوة الجوية في الثامن من شباط/ فبراير.
وأكد سماحته ان اميركا مازالت تواصل الحسابات الخاطئة تجاه ايران، ومازالت لا تملك الادراك والمعرفة الصحيحة عن الشعب الايراني، مضيفا ان واحدا من نماذج هذه الحسابات الخاطئة كان في فتنة 2009، حيث أبدى الرئيس الاميركي الديمقراطي دعمه رسميا للفتنة بتصور ان الامر قد انتهى.
وعدّ قائد الثورة، الحظر الاميركي غير المسبوق بهدف القضاء على ايران بأنه نموذج من الحسابات الاميركية الخاطئة، وقال: احد هؤلاء الحمقى من الدرجة الاولى، قال قبل عامين انهم سيحتفلون بعيد كانون الثاني/يناير 2019 في طهران. والآن سقط هذا الشخص في مزبلة التاريخ كما طرد رئيسه من البيت الابيض بفضيحة من العيار الثقيل، ولكن مازالت الجمهورية الاسلامية الايرانية وبحمد الله واقفة بشموخ.
وأكد انه لا ينبغي التعامل بتساهل تجاه العدو وحساباته الخاطئة، لافتا الى انه كانت هناك عوامل اخرى مؤثرة في حركة الثورة الاسلامية وهي عبارة عن السعي وبذل الجهود وتواجد الشعب في الساحة وايمانه بضرورة هذا التواجد والثقة بالوعد الالهي وخطط المواجهة.
وبيّن قائد الثورة الاسلامية انه بالاكتفاء بالجلوس والتفرج لن يتم انجاز اي شيء. وعلى المسؤولين ان يعملوا دوما على زيادة عناصر القوة الوطنية وتوليد القوة من خلال التواجد في ساحة العمل والثقة بالله.
واعتبر سماحته احد مظاهر انتاج القوة بأنه يتمثل في تعزيز القوات المسلحة بما يتناسب مع المتطلبات الاقليمية والدولية، وأشاد بالمناورات الاخيرة، وقال: ان تنفيذ هكذا مناورات كبرى ومثيرة للإعجاب، وذلك في ظروف الحظر، انما هو حقا ضمان للامن القومي على يد ابناء البلاد في القوات المسلحة وهو امر وهو امر يبعث على الاعتزاز كثيرا.
ورأى سماحته ان من متطلبات انتاج القوة في القوات المسلحة وفضلا عن تعزيز المعدات؛ الحفاظ على المعنويات ورفع مستواها، والايمان والقوة المعنوية للقوات، وقال: ان الخطأ الفادح لبعض دول المنطقة هو انها تستجدي امنها القومي من الاجانب، ورغم إنفاق مليارات الدولارات وتلقي الاهانات، لكنها لا تضمن أمنها القومي عند الحاجة، مثلما حصل في احداث السنوات الاخيرة في مصر وتونس او ما شاهدناه في مصير محمد رضا بهلوي.
ونوه سماحته الى ضرورة الحذر من وقوع الخطأ في الداخل، مضيفا: ان احد الاخطاء الكبرى هو الخشية من قوة العدو، او التعويل على العدو في الشؤون السياسية والاقتصادية.
ولفت قائد الثورة الاسلامية انه لسنا بصدد تضخيم قوة الداخل، ولكن علينا ان نشاهد حقائق الداخل وان نرفع مستواها، ولنعلم اننا سنصاب بالشلل اذا خشينا العدو مهما كانت قوتنا.
واكد ان على الاشخاص الذين لديهم تقييمات غير حقيقية عن قدرات اميركا وبعض القوى، ان يراجعوا القضايا الاخيرة في اميركا، مضيفا: ان الاحداث الفاضحة الاخيرة في اميركا، لم تكن قضايا صغيرة، ولا ينبغي ان نقيمها في اطار أفول رئيس ما، بل هذه القضايا هي افول لسمعة أميركا وقوتها ونظامها الاجتماعي، مستندا بذلك الى تصريحات الخبراء السياسيين البارزين هناك، قائلا: انهم انفسهم يقولون ان النظام الاجتماعي الاميركي متآكل من الداخل، والبعض يتحدثون عن عصر ما بعد أميركا.
وتابع: لو وقعت قضايا مشابهة لأميركا في نقطة اخرى من العالم، وخاصة في الدول التي لدى اميركا مشكلة معها، لما كانوا ينفكون عن الحديث عنها، ولكن الامبراطورية الاعلامية بيدهم، ويسعون للإيحاء بأن الامر انتهى، في حين ان القضية لم تنته ولها تداعيات.
ورأى ان السبب في إرباك الانظمة المرتبطة بأميركا في المنطقة بما فيها الكيان الصهيوني وتخرصاته وتهديداته الاخيرة، هو الخوف والاضطراب الذي تعيشه هذه الانظمة من حقيقة افول أميركا على الصعيدين الخارجي والداخلي.
وأوصى قائد الثورة الاسلامية، المسؤولين والمعنيين بامور البلاد بوحدة الكلمة وتوحيد الصوت بشكل مؤكد، وقال: ان وحدة الكلمة بين الشعب وكذلك المسؤولين كانت العامل الرئيس في تجاوز العديد من المشكلات خلال الـ42 عاما الماضية، ولابد ان يستمر هذا الانسجام ووحدة الكلمة.
المصدر: فارس