مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في المجال السياسي كان الوضع يتأزم أكثر فأكثر، الانقسامات تشتد أكثر فأكثر، السفير الأمريكي يلتقي بهذا الحزب ويعطيه وعوداً ويشجعه، ويلتقي الحزب الآخر ويفعل معه نفس الشيء، ويشجع هذا على القيام والتحرك ضد هذا، ويسعى إلى تفريخ كثير من الكيانات والقوى المتناقضة، ويعمل على التحرك تحت كل العناوين على قاعدة: تفريخ المزيد من الكيانات المتباينة، أتى العنوان فيما يتعلق بالمرأة في هذا السياق، كيف يثيرون انقساماً تحت عنوان حقوق المرأة وحقوق الطفل، ثم اتجهوا أيضاً على المكونات الاجتماعية، اتجهوا إلى المكونات السياسية، وكان المسار- كما يتضح- طويلاً، يهدفون من خلاله إلى بعثرة هذا الشعب وتفكيك كيانه تحت كل العناوين؛ حتى لا يبقى رابطٌ جامعٌ يجمع أبناء هذا البلد ويحميهم من الانقسام، ويصبح كل شخص أو كل فئة بسيطة من أبناء هذا الشعب ينظرون إلى أنفسهم كفئة مستقلة عن بقية أبناء هذا البلد، لا رابط يربطهم بهم ولا يجمعهم معهم، وكلٌّ يتجه لمصارعة من تبقى من أبناء هذا البلد في إطار أهداف صغيرة، ونفسية صغيرة، وذهنية صغيرة، ومشاريع صغيرة، وأجندة صغيرة، عملية تفتيت، تذويب، ودفع نحو التلاشي والانهيار بكل الوسائل، والبعض كان يتفاعل مع ذلك، وينبهر بمثل هذه المؤامرات التي تطرح بأساليب معينة، وتقدم لها مبالغ زهيدة لتمويلها وتشجيعها، وهكذا كانت المسألة خطيرة جدًّا.

 

في الجانب الاقتصادي كانت الأزمة الاقتصادية تشتد وتشتد بشكل غريب جدًّا، الثروات النفطية التي كانت تحت سيطرة الدولة في كل هذا البلد، لم يعد لها أي أثر إيجابي لمعالجة المشكلة الاقتصادية، وكأننا بلد بلا نفط، ولا ثروة نفطية، ولا ثروة غازية، كل الإيرادات التي كانت تجمعها الدولة لم يعد لها أي أثر إيجابي يخدم هذا البلد، وينتفع به الشعب، كانت معاناة الشعب على المستوى الاقتصادي تزداد يوماً فيوماً، جرعة بعد جرعة، سياسات اقتصادية تدميرية، وضع بائس جدًّا، الموارد الاقتصادية بكلها على مستوى: الضرائب، والجمارك، وكلما يجمع من إيرادات لا أثر له أبداً في حلِّ المشكلة الاقتصادية لهذا البلد آنذاك.

 

مع ذلك كانت القروض من الخارج مستمرة، وما يأتي تحت عنوان هبات يأتي أيضاً، ولكن من دون أن يكون مجدياً، أو على الأقل يخفف من مستوى المعاناة الاقتصادية، فالأزمة خانقة جدًّا، الحصول على البترول آنذاك أصبح صعباً، مع أنَّ البلد ليس في حرب، مع أنَّ الثروة النفطية تحت سيطرة الدولة، مع أنه لا حصار على دخول المشتقات النفطية إلى البلد، لم يكن البلد لا تحت حرب، ولا في حصار خارجي، بل إنَّ البلد آنذاك في مرحلة يزعم الخارج أنه يساند السلطة التي كانت قائمةً بأمر هذا الشعب آنذاك، وأنه إلى جانبها، تعلن دول الخليج بكلها أنها إلى جانب تلك السلطة، يعلن ما يسمى بالمجتمع الدولي (أمريكا والدول الأوروبية) بكلهم أنهم إلى جانب تلك السلطة، وأنهم يدعمونها، وأنهم يقدِّمون لها الهبات والأموال، وتتلقى منهم الدعم السياسي، والحماية الكاملة، ومع ذلك انهيار اقتصادي مستمر ومستمر، يوشك أن يتجه بالبلد نحو الهاوية، كيف هذا؟!

 

هناك فارق كبير بين الضائقة المعيشية التي يعاني منها الشعب اليوم، وبين ما كان يعاني منه الشعب آنذاك، فارق ما بين السماء والأرض، الضائقة المعيشية اليوم هي نتيجة لحرب شاملة على بلدنا، عدوان بتحالف دولي إقليمي محلي على هذا البلد، وحصار خانق، ومنع لسفن المشتقات النفطية من الدخول إلى البلد، وسيطرة على الثروة النفطية في هذا البلد من جانب تحالف العدوان وعملائهم، الدولة اليوم في صنعاء لا بيدها الثروة النفطية، ولا بيدها المنافذ البرية والجوية والبحرية، هي جزءٌ منها مغلق، وجزءٌ منها تحت سيطرة مباشرة لتحالف العدوان، وسفن المشتقات النفطية من الذي يمنعها اليوم حتى لا تدخل إلى ميناء الحديدة، وإذا دخل منها شيء يدخل بعد تأخير لفترة طويلة، وينتج عن هذا التأخير غرامات مالية كبيرة؟ تحالف العدوان. من الذي تآمر على البنك المركزي حتى عطَّل دوره تماماً في صنعاء، إلَّا الدور الضئيل والمحدود، وأوقف كل نشاطه المباشر الذي كان يقوم به فيما قبل، وحوَّل هذا النشاط إلى عدن؟ تحالف العدوان. من الذي تآمر اليوم على العملة الوطنية واستهدفها في قيمتها أمام الدولار؟ تحالف العدوان. من الذي ينفذ الكثير من المؤامرات الاقتصادية التي يشنها حرباً على كل أبناء هذا البلد؟ تحالف العدوان. فهناك فرق ما بين الضائقة المعيشية اليوم، وما بين الانهيار الاقتصادي الذي كان قائماً في تلك المرحلة، والذي كان بفعل سياسات وتوجهات وإملاءات، ولم يكن بفعل ظروف، اليوم هو بفعل ظروف، ظروف حرب وحصار، آنذاك كان بسبب سياسات وتوجهات وحسابات، وهذا هو الفارق الكبير جدًّا.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة 21 سبتمبر 2020


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر