عندمـا تجـد أن هناك مسئولية عليك أمام الله فيجب أن تتحرك، حتى وإن كانت القضية فيها خوف، حتى وإن كانت القضية تؤدي إلى أن تضحي بنفسك ومالك. ما الله ذكر هذا في القرآن الكريم، طلب من المسلمين، طلـب مـن المؤمنيـن، بـل جعـل مـن صفـات المؤمنيـن الصادقين، من صفات المؤمنين الصادقين، هو أن يبذلوا، أن يجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، {إنما المؤمنون الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَـئِـكَ هُـمُ الصَّادِقُـونَ}(الحجرات: 15) أولئـك هـم الصادقون، والجنة هي للمؤمنين الصادقين، وعندما تجد القرآن الكريم، يطلب منك أن تضحي بنفسك، الله يطلب منك أن تضحي بنفسك، أن تضحي بمالك، أي حين؟ إذا لم يكن أمام ما تتحرك أمريكا وإسرائيل فيه، فأمام من؟ هل أمام المهدي المنتظر!
أنـت إذا لـم تبـذل نفسـك ومالك في مواجهة هؤلاء الأعداء فهم من سيسخروك أنت لتبذل نفسك ومالك في سبيلهم، في سبيلهم فعلاً، وهم متجهين، يعني هذه عندهم سياسة ثابتة: أن يضربوا المسلم بالمسلم، عندهم هذه السياسة، أن يضربوا المسلم بالمسلم.
إذا لم تتحرك، فـي الأخيـر يجنـدوك تضـرب مـَن؟ تضرب آخرين مسلمين خدمة لأمريكا وإسرائيل. مثلما جندوا في السابق عشرات الآلاف من المسلمين، من أجل تحقيق مطامعهم، ومن أجل الدفاع عن مصالحهم، أيام الاستعمار الأول.
المسلمون يجاهدون تحت راية البريطانيين تحت راية الإيطاليين والفرنسيين، وقتال بين الدول هذه المستعمرة وقودها مَن؟ المسلمين، معظم وقودها كانوا هم المسلمين في بلدان أفريقيا، والبلدان المستعمَرة.
وهذه قضية يجب أن نتنبه لها، قضية لا تتصور أن بإمكانك أن تتنصل من مسئوليات الحق وتجلس هناك سليم، عندما تتهرب من الحق ستساق إلى الباطل، أعداء الله سيسوقونك إلى الباطل، وتبذل أكثر مما كـان يطلـب منـك فـي سبيـل الحق، تبذله في سبيل الباطل، وأنت تتهرب على أساس أن تنجو بنفسك، ستبذل نفسك وتقتل في سبيل الباطل، والشواهد كثيرة في هذه، من التاريخ شواهد كثيرة، التاريخ في الماضي والتاريخ المعاصر، أيام الاستعمار وإلى الآن.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
من ملزمة الشعار سلاح وموقف
بتاريخ11/رمضان/1423
اليمن-صعدة