مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إقبال أهل اليمن إلى الإسلام كان منذ المرحلة الأولى في الدعوة الإسلامية، ورسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" في مكة، حيث كان هناك القلة القليلة ممن آمنوا به في مكة، وكان من أبرزهم من هم من أصولٍ يمانية، مثل: عمار بن ياسر ووالده، ومثل: المقداد، المعروف بالمقداد بن الأسود الكندي، وعمار والمقداد من عظماء وأخيار صحابة رسول الله "صلى الله عليه وعلى آله"، الذين آمنوا، وجاهدوا، وصبروا، وجمعوا بين الهجرة والجهاد والإيمان، وكانوا على مستوىً عظيم من الوعي، والبصيرة، والمنزلة الرفيعة في إيمانهم، وسابقتهم، وفضلهم.

ثم كان إيمان الأوس والخزرج (الأنصار)، الذين تشرَّفوا بهذا الشرف الكبير: الإيواء لرسول الله، ونصرته، والدخول في الإسلام، والأوس والخزرج من أصولٍ يمانية.

 

ثم تبع ذلك أيضاً إيمان البعض على مستوى أفراد، على مستوى جماعات، على مستوى قبائل، لكن التحول الواسع، التحول الكبير كان في جمعة رجب، وما تلا ذلك، وما تلا ذلك من انتشار الإسلام على نحوٍ واسع.

 

إقبال أهل اليمن في انتمائهم للإسلام، وفي انتمائهم الإيماني، كان متميزاً بأنه في أغلبه طوعيٌ كما قلنا، إقبالٌ برغبةٍ، بانسجامٍ، بتفاعلٍ كبير، باستجابةٍ ومبادرةٍ ورغبةٍ كبيرةٍ وسريعة، وأيضاً كان معه تجسيدٌ لقيم هذا الإسلام، ومبادئ هذا الإيمان، وتمسكٌ بقيمه وأخلاقه، ونصرةٌ، وجهادٌ، وعطاءٌ، وتضحية؛ ولذلك كانوا إلى درجةٍ وصفهم الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" بها بوصفٍ عظيم، ويعتبر بحقٍ وسام شرفٍ كبير، عندما قال "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" فيما روي عنه: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))، وهذا يعبِّر عن أصالة هذا الشعب في انتمائه الإيماني، عن مدى إقباله إلى الإيمان، تمسكه بالإيمان، الإيمان كمنظومةٍ متكاملة: على مستوى المبادئ، على مستوى الأخلاق، على مستوى الالتزامات العملية، على مستوى المواقف، فكان هذا يميِّز هذا الشعب بأنه في انتمائه الإيماني أصيل الانتماء، صادق الانتماء، ثابت الانتماء، متميز الانتماء، وهذه نعمةٌ كبيرة، وشرفٌ كبير، نعمةٌ عظيمةٌ على أبناء هذا البلد، على مستوى ذلك الوقت، في ذلك العصر، في ذلك الزمن، في تلك المرحلة، ثم على مستوى كل مراحل التاريخ جيلاً بعد جيل إلى قيام الساعة، هذه نعمةٌ كبير، نعمةٌ عظيمةٌ جداً.

أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، هي: نعمة الهداية، الهداية للإيمان، الهداية بتوجيهات الله وتعليماته للإنسان في مسيرة حياته، هذه الحياة هي ميدان اختبار، وميدان مسؤولية للمجتمعات البشرية كافة، والله "سبحانه وتعالى" قال في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: الآية6]، مسيرة الحياة هي مسيرة اختبار، الإنسان يواجه فيها الكثير من الصعوبات والتحديات، ويعيش فيها الاختبار، أمام التوجيهات الإلهية، أمام ما يواجهه من تحديات وصعوبات وظروف، كيف سيتعامل معها، والإيمان عندما يمنُّ الله على شعبٍ، أو على شخصٍ، أو على أمةٍ، أو على مجتمعٍ بالإيمان، يعتبر توفيقاً عظيماً؛ لأن الإنسان مسيرته تتجه به نحو الله "سبحانه وتعالى"، سواءً كان كافراً أو مؤمناً، مطيعاً أو عاصياً، مرجعه إلى الله، مصيره إلى الله، للحساب وللجزاء على ما قدم، على ما عمل في هذه الحياة، على تصرفاته في هذه الحياة، وهو مصيرٌ محتومٌ لا مفر منه، لا يمكن للإنسان أن يمتنع عنه، ولا أن يفر منه، لا مفرَّ من الله إلَّا إليه.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1443هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر