المشهد في الإحراق للمصاحف، والإساءة للقرآن، والتمزيق لها، هو مشهدٌ يتكرر من جانب اليهود الصهاينة، في مناسبات متعددة، في مقامات متعددة، وكذلك الاستهداف لبيوت الله، والتدمير للمساجد، والتمزيق للمصاحف، هذا يتكرر، في مقدمة ما يستهدفون به المساجد: الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، المسجد الأقصى الشريف، هم يكثرون ضمن برنامج مخطط ومدروس من الاقتحامات له، والتدنيس لباحاته، والاستهداف للمصلين فيه، وللمرابطين فيه، بالضرب، بالاعتقال، بالاضطهاد... بكل أشكال الاستهداف، هذا يتكرر منهم كثيراً، ويحرصون على أن يصوروا ذلك، ويقومون ببعض الرقصات في باحات المسجد الأقصى، وفيها عبارات تستخف بالمسلمين، وتتحداهم، وتستفزهم، وفي بعض الحالات إساءات يوجهونها ضد رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، والمسلمون يشاهدون تلك المشاهد، ويكادون أن يتعودوا عليها، ومن السياسة التي يعتمد عليها اليهود الصهاينة هي: السعي لترويض المسلمين؛ حتى يتقبلوا خطوةً هي من الخطوات العدائية السيئة، الخطيرة جداً على الأمة الإسلامية، ثم ينتقلون إلى خطوةٍ أخرى.
بدأوا الآن يتحدثون عمَّا هو أخطر من مسألة الاقتحامات للمسجد الأقصى، وأحد مجرميهم السيئين بات يتحدث عن توجههم لبناء كنيسٍ يهودي في المسجد الأقصى، هذه خطوة كيف ينبغي أن تقابل من المسلمين، بحسب واجبهم الديني، ومسؤوليتهم الدينية؟ إلَّا بالجهاد في سبيل الله، إلَّا بالتحرُّك العملي والموقف الصادق، ولكن قوبلت من معظم البلدان، على مستوى الأنظمة والنخب، وحتى في أوساط الشعوب، بالصمت والسكوت، بالصمت والسكوت، وهذه حالة ملحوظة، وخطيرةٌ جداً، وسيلحظها العدو في تقييمه لواقع الأمة، وما الذي نتصور من جهة العدو أنه سيكون في تقييمه لبعض الشعوب، لبعض الأنظمة التي يراها تسكت عن كل هذا، يُمَزَّق القرآن الكريم، وتحرق مصاحفه، وتسكت، يهدد المسجد الأقصى، يقتحم بشكلٍ شبه يومي، ويسكتون، ثم إلى مستوى هذا الموقف الأرعن، الأحمق، السيء جداً، ويسكتون؛ سيرى فيهم أنهم في حالة استسلام، وذلة، وخنوع، وجُبن، وخوف، ولا مبالاة، وأنهم قد تنكروا لدينهم، لمبادئ إسلامهم، لقيمهم، لقرآنهم، لرسولهم، لمقدساتهم، هذا سيجرؤه عليهم أكثر، ويشجعه عليهم أكثر، ويطمعه فيهم أكثر، يرى فيهم أمة، أو شعوباً، أو أنظمة، يَسْهُل السيطرة عليها؛ لأنها تعيش حالة الهزيمة، والذلة، والخوف، والتنكر للقرآن، والرسول، والمقدسات، والتنكر للمبادئ الإسلامية، وللإسلام بكله؛ ولذلك سيكون متجرئاً عليهم أكثر، وطامعاً فيهم أكثر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 25 صفر 1446هـ 29 أغسطس 2024م