المرحلة الأولى: هي نشأة الكيان الإسرائيلي الغاصب، الغريب، المعادي للأمة، وفيها دروس مهمة جدًّا، وهي جديرة بالمراجعة والتأمل في واقع الأمة، كيف تمكّن الأعداء من زرع كيانٍ غريبٍ معادٍ وشاذ في قلب منطقتنا العربية والإسلامية، وليكون كياناً معادياً؛ فيحتل أرضاً، هي: جزءٌ من أرض الأمة، ويحتل مقدسات، هي: في مطلع قائمة مقدسات هذه الأمة، ويضطهد شعباً بأكمله، هو: جزءٌ من هذه الأمة.
وهنا يجدر بنا القول ان هناك عاملان أساسيان ساهما في نشأة وسيطرة العدو الإسرائيلي على فلسطين والأقصى، وهما -في الوقت نفسه- متلازمان، عاملان أساسيان ومتلازمان، ويجب أن نأخذ من خلال معرفتهما العبرة، وأن نستفيد منهما في الوقت الحاضر:
العامل الأول: هو اهتمام من اليهود، وسعيٌ جادٌ، منظمٌ، برعاية بريطانية وغربية، وفيما بعد حماية أمريكية.
العامل الثاني: عامل ملازم للعامل الأول، وجزء أساسيٌ في المساهمة فيما حدث، تخاذل وتقصير كبير في الجانب العربي، باستثناء تحركٍ محدود في الواقع الفلسطيني، وفي الواقع العربي، تحرك محدود لا يرقى إلى مستوى حجم الموقف، وحجم الخطر، وحجم التحدي، بعض الأحرار، بعض الشرفاء، بعض الغيورين تحركوا وبذلوا جهوداً كبيرة، لكن كان مستوى التخاذل كبيراً، وكانت مساحة التخاذل في الداخل الفلسطيني والواقع العربي واسعة جدًّا جدًّا جدًّا لعاملين أساسيين:- انعدام في الوعي: الوعي عن هذا الخطر، عن هذه المؤامرة، عن مستواها، والوعي عن الواقع المحلي، والواقع الإقليمي، والواقع الدولي، انعدام الوعي من جانب، ونقص كبير جدًّا في الإحساس بالمسؤولية: أن الكثير من أبناء الأمة لا يعتبر نفسه معنياً، ولا مسؤولاً تجاه ما يحدث وتجاه ما يجري، يدخل مع هذا أيضاً -نتيجة لانعدام الوعي، ولعدم الالتفات الجاد إلى الموضوع من أصله- يدخل لاعتبارات مثل: فقدان الأمل، انعدام الرؤية، وعوامل متعددة…
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي 1438هـ.