مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما تدخل إلى عالم الجنة، ذلك العالم الواسع جدًّا، وهي في كلها عالمٌ واسع، كل ما فيه نعيم، يتوفر فيها بشكلٍ عام كل أنواع النعيم، وفيه أيضاً ما يخصك، كما قرأنا في الآيات المباركة- التي مرَّت بنا- عن الأربع الجنات، التي تخص كل واحدٍ من أهل الجنة، ولكن هناك أيضاً نعيمٌ واسع.

 

عندما تلبس من ملابس الجنة، تلبس ملابس الحرير؛ بينما من يدخل إلى النار: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}، ما هو الفرق الكبير بين:

 

من يلبس الحرير الناعم، من حرير الجنة، الجميل الناعم جدًّا، والفاخر جدًّا، والذي لا يمكن أن يماثله أي ملابس قد لبسها أغنى الأغنياء في هذه الدنيا، أو أكثر الناس سلطاناً ومالاً، يمكن لأقل أهل الجنة نعيماً، ملابسه هو، نعيمه هو، هو أرقى من ذلك بكثير، أرقى وأعظم وأسمى مما يكون قد توفر لأكثر أهل الدنيا ثراءً وسلطاناً.

تلبس من ملابس الجنة، من حريرها، وتحلى من حليتها، {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ}[الإنسان: من الآية21]، {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}[الحج: من الآية23]، أفخر أنواع الزينة، ويأتي من يلبسك هذه الملابس، هذه الحلية، هذه الزينة، (وَحُلُّوا)، {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا}، من ذهب الجنة ببريقه الأخاذ، بجماله العجيب، بزينته الفاخرة، ولؤلؤ الجنة.

 

في مقابل أن من يتجه إلى النار يُغَلُ بقيود الله، {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}[الحاقة: الآية30] يُغل بقيود الله، والله قال: {وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}[الفجر: الآية26].

في عالم الجنة، تتنعم بأنواع النعيم فيها، أنواع النعيم التي لا حصر لها ولا عد، أنواع النعيم، إذا كانت نعم الله في الدنيا يقول عنها: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل: من الآية18]، فكيف بنعيم الجنة؟!

 

في القرآن الكريم يبين الله لنا سعة هذا النعيم، فيقول “جلَّ شأنه”: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}[فصلت: من الآية31]، كل ما تشتهي نفسك متوفر، كل ما تطلبه يتوفر لك.

 

ولهذا ليس هناك ما يماثل هذه الحالة نفسها في الدنيا، لا يمكن لأي إنسانٍ- مهما كان، وأياً كان- أن ينال كل ما تشتهي نفسه، تبقى هناك العوائق: عائق الفقر عند البعض، عائق المرض عند البعض… ظروف معينة، أو موانع معينة، أو نواقص معينة، لا يتهيأ للإنسان أن يكون له هذا في الدنيا، مهما كان ثراؤه، مهما كانت إمكاناته، مهما كانت سلطته.

 

أما هناك فالأمر مختلف، {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}، {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ}[الفرقان: من الآية16]، {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ}: من كل أنواع النعم، كل شيءٍ متوفر، وعلى أرقى مستوى، وعلى أعظم ما يمكن أن تتخيل، نعيمٌ واسع.

 

يقول الله “سبحانه وتعالى”: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}[الطور: 17-18]، (فَاكِهِينَ): هم يعيشون حالة السرور، والفرح، والارتياح التام، في ذلك النعيم الذي هم فيه، وبما أعطاهم الله من النعم الواسعة، وفي كل يومٍ يعيشون أجواء هذا النعيم، وما فيه من جديد، وما فيه مما يلتذون به، يرتاحون به، ينعمون به، يسعدون به، يفرحون به، فهم في حالةٍ من السرور الدائم والارتياح التام، ليس عندهم ملاحظات، يقولون: [في نقص في هذا الموضوع]، أو [هذه الملابس ليست مما تروق لنا]، أو [هذا الطعام لم يعجبنا بالشكل المطلوب]، لا؛ لأن كل ما أعطاهم الله “سبحانه وتعالى” هو أرقى نعيم، هو أهنأ ما يمكن أن يهنأ به الإنسان، وهو المناسب على أرقى مستوى، يناسبهم جدًّا، يرتاحون به جدًّا، يفرحون به جدًّا؛ لأن الله العليم بهم، والعليم بكل إنسان، بما يناسبه، بما يلائمه، يقدم له ما يناسبه، ما يلائمه، ما يعجبه، ما يرتاح به، وعلى أرقى مستوى.

 

في الدنيا قد تنزل ضيفاً عند إنسانٍ كريم، ولكنه لا يعلم بطبائعك، بما يناسبك، بما ترتاح به، وقد يتفضل ويقدم إليك شيئاً، وبكرم، وقد يكون شيئاً لا يناسبك، قد تتمنى لو أنه أعطاك كذا، أو أعطاك كذا، وهيأ لك كذا… وأنت تستحي؛ لأنك ضيف، فلا تذكر له ما ترغب به.

 

أما في الجنة فيقدم لهم كل الذي يرغبون به، من العليم بهم، من الله “سبحانه وتعالى”، ويتاح لهم المجال أيضاً في ذلك النعيم الواسع أن يختاروا مما فيه ما يروق لهم، ما يناسبهم، {فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}، بعطاء الله، ربهم الكريم.

 

{وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}، وهذه نعمة عظيمة جدًّا، مع ذلك النعيم يتذكرون هذه النعمة: أن الله وقاهم عذاب الجحيم، أنهم قد نجوا؛ بينما هلك أكثر البشر، فعندما نجاهم الله ووقاهم عذاب جهنم، عذاب الجحيم، يستشعرون أنها نعمة عظيمة جدًّا.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة العاشرة 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر