{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} هذه الأقوال هي من حالات الشرك، الانحراف الكبير لدى الذين أوتوا الكتاب لدى اليهود والنصارى الانحراف الكبير في دين الله الذي أوصلهم عن دين الله الذي أوصلهم إلى حالة الشرك والكفر، اليهود قالوا عن عزير أنه ابن الله فجعلوا لله ابناً، وهذه عقيدة تسيء إساءة كبيرة إلى الله ثم لها آثار ونتائج حتى على مستوى التوحيد والعبادة، اعتبروا عزير إله ابن إله، النصارى اعتبروا المسيح إله ابن إله، وهذه العقائد تسربت إليهم من الديانات الوثنية، من شرك الأخرين ومن كفر الأخرين من الأمم الأخرى.
{ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ} هذا القول الفظيع الذي هو كفر ويمثل شركاً قولهم هم قالوه، {يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ} وهم بهذا القول يشاكلون ما قاله الكافرين من الأمم السابقة يعني: كافر مثل كافر ما بلا اختلفت اختلفت الجهات التي جعلوها هكذا فيما يتعلق بإله وبالإله وما شابه. فالوثنيين السابقين لليهود والنصارى كان عندهم عقائد هكذا فيها آلهة وابن آلهة وما شابه.
{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} وهذا يعبر عن سخط الله الشديد عليهم ولعن الله لهم ويدلل على سوء ما قالوه أنه كفر فظيع، {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} من أين يصرفون عن الحق؟ وينقلبون إلى أقوال وعقائد هي كفر وهي شرك وهي باطل.
مظهر آخر من مظاهر شرك اليهود والنصارى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} اليهود والنصارى معهم عبَّاد ومعهم علماء، علماء دين وعبََّاد متعبدين ومتفرغين للعبادة الرهبان، وأولئك العلماء علماء الدين فيهم والعبَّاد فيهم كانوا أيضاً ضمن حالة الانحراف منحرفين مع المنحرفين، عبَّادهم وعلمائهم انحرفوا لم يحفظوا لهم التوجه الصحيح والطريقة الصحيحة والدين الحق لا، كانوا هم مرتبطين في معظمهم بحالات الانحراف والتحريف للدين وتعميم عقائد باطلة وتبني عقائد باطلة وأقوال باطلة كفر وشرك.
أولئك الأحبار والرهبان بتأثيرهم على المجتمع اليهودي والنصراني وخصوصاً الطبقة المتدينة منه بتأثيرهم عليه تأثير باسم الدين، موقع يؤثر من موقعه كعالم دين، الأخر يؤثر من موقعه وواقعه كعابد متعبد له قداسة وله احترام عند الطبقة المتدينة من العوام، عوامهم تأثروا بعلماء دينهم وعبَّادهم لدرجة أنهم اتخذوهم أرباباً من دون الله، كيف؟ كانوا يعتمدون عليهم في كل شيء، ما أحلوه جعلوه حلال، ما حرموه جعلوه حرام، فحينما كان علمائهم وعبَّادهم يحلون ما حرم الله ما حرم الله كانوا يستحلونه، وحينما كانوا يحرمون ما أحل الله كانوا يحرمونه، حينما كانوا يقدمون لهم الباطل كانوا يتبعونهم يعني: يأتمرون بأمرهم، ينتهون بنهيهم، يتمسكون بفتاواهم وتوجيهاتهم حتى فيما يخالف الله، فيما يخالف الله فجعلوهم أرباباً من دون الله، يتوجهون لهم فيما يخالف الله، ويطيعونهم في معصية الله، ويستحلون ما أحلوه مما حرمه الله، ثم يحرمون على أنفسهم ما حرموه عليهم مما أحله الله، جعلوهم بذلك أرباباً من دون الله.
لعل هذه الحالة حالة أثرت في واقع المسلمين للأسف مع تعاقب الأجيال مع التغير الكبير في واقع المسلمين؛ لأن الكثير من الناس يتأثر بشخص باسم أنه عالم أو عابد فمعه على أي حال على أي حال حتى لو خالف عالمه ذلك أو عابده ذلك حتى لو خالف القرآن، حتى لو خالف كتاب الله، حتى لو صده عن أشياء أساسية في دين الله يرتبط به ويخالف الله.
أيضاً{وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} يعني: واتخذوا المسيح ابن مريم رباً من دون الله عندما ألهوه جعلوه إلهاً مع الله سبحانه وتعالى.{وَمَا أُمِرُواْ} طبعاً المسيح بريء بريء لم يدعهم إلى عبادته وسيحتج عليهم حتى يوم القيامة، لكن باطلهم هو الذي صنع ذلك، وهي حالة من حالات الغلو في الدين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(دروس من سورة التوبة - الدرس الثالث)
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ/12/رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.