يقول السيد عبد الملك حفظه الله:
هذه الثمرة العظيمة التي تحصل ما الذي يقابلها؟ الذي يقابلها حسب المنطق القرآني هو التولي لليهود والنصارى واتخاذهم أولياء أن يكون ثمنه ذلة وهوان وضعف وعجز وشتات وفرقة وشقاء ونكد، في مقابل ذلك هذا الربح العظيم في تولي الله ورسوله، تولي الإمام علي (عليه السلام)، تولي هداة الله وأوليائه ورموزه لعباده، أن يكون الثمن هو القوة، هو النصر، هو الغلبة، أن تكون الأمة بدلاً من أن تكون أمة مغلوبة تكون أمة غالبة، بدلاً من تكون أمة مستضعفة تكون أمة قوية، بدلاً من أن تكون أمة مستذلة مهانة تكون أمة عزيزة بعزة الله، بعزة رسوله، بعزة الإمام علي، بعزة الإيمان، بعزة القرآن الكريم، فهناك مساران وتوجهان متباينان لا بد للإنسان أن يكون في أي منهما.
وبالتالي الأمة بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن تكون في هذا الاتجاه الذي تقدمه ثقافة القرآن الكريم، تقدمه ثقافة الغدير، تقدمه ثقافة الولاية، إما أن تكون في هذا الاتجاه تتولى الله وتؤمن بولايته عليك، وأن ولاية رسوله امتداد لولايته، وأن ولاية الإمام علي (عليه السلام) امتداد لولاية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن ولاية أولياء الله والهداة لعباده امتداد لولاية الله سبحانه وتعالى وفي إطار ولاية الله سبحانه وتعالى، ولاية قائمة على الرحمة، ولاية تبني أمة على أساس الرحمة والحكمة والعزة، تبني أمة لتكون قوية، تبني أمة لتكون بمستوى مسؤوليتها الكبرى في الأرض كأمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أمة لها مسؤوليتها العالمية في إقامة الحق، في إقامة العدل، في مواجهة الظلم ولتكون بمستوى هذه المسؤولية في عزتها، في قوتها، في حكمتها، في ارتقاء وزكاء نفوس أبنائها.
أو سيكون البديل هم اليهود والنصارى والذلة والخنوع والعبودية والهوان كما هو حاصل في هذه المرحلة لأمة ابتعدت عن التولي الحقيقي لله ورسوله والذين آمنوا.
هذان المساران المتباينان إما أن يكون الإنسان في هذا الاتجاه كمسلم وهذا الشيء الطبيعي للإنسان كمسلم، اتجاه أن نتولى الله ورسوله والإمام علي (عليه السلام) ومن هم امتداد للإمام علي (عليه السلام) في إطار ولاية الله سبحانه وتعالى، أو الاتجاه الآخر المباين لهذا الاتجاه؛ لأن الاتجاه الآخر اتجاه اتخاذ أمريكا وإسرائيل أولياء معناه: أن يكونوا هم من يتحكمون في شؤون هذه الأمة، أن يكون ما هو سائد في واقع الناس، ما يُفرَض على الناس، ما يعمله الناس، ما يتوجه فيه الناس، ما يُلزَم الناس بالتوجه إليه، ما يُلزَم الناس بالتقبل له هو ما تريده أمريكا لا ما يريده الله، ما تريده أمريكا لا ما يأمر به الله، ما تقرره الإدارة الأمريكية لا ما يأمر الله به في كتابه.
فيأمر الله بأمر ويوجه توجيهاً معيناً ويكون هناك في المقابل إرادة أمريكية مناقضة لهذا التوجيه الإلهي، توجه أمريكي، أمر أمريكي يعارض هذا التوجيه الإلهي، فهناك يُؤثَر ما تريده أمريكا على ما يريده الله، فيكون المُتبع، يكون المُتقبَّل، يكون السائد، يكون ما يُدفَع إليه الناس، ما يُؤمَر به الناس، ما يُوجَّه إليه الناس، ما تُبنَى عليه حياتهم، ما تُبنَى عليه شؤونهم، ما تُدار به أمورهم سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً في كل أمورهم وشؤونهم ما تريده أمريكا وإسرائيل، ما تقرره أمريكا وإسرائيل، ما تأمر به أمريكا وإسرائيل، لا ما أراده الله، لا ما أمر به الله، لا ما قرره الله.
يكون المُتبَع بدلاً من القرآن الكريم وتعليمات القرآن الكريم تعاليم الإدارة الأمريكية، وما يقدمه الأمريكيون الذين يزورون هذه الدولة العربية أو تلك الدولة العربية، يكون هَم الزعيم العربي أو الحاكم العربي أو النظام العربي أو الحكومة العربية المعينة أن تُمضِي على شعبها، أن توجه شعبها، أن تقرر في شؤون شعبها ما تريده الإدارة الأمريكية، وما الذي ستريده الإدارة الأمريكية؟ ما الذي ستقدمه أمريكا وإسرائيل لأمتنا ولشعوبنا كعدوة حاقدة لا تريد لنا أي خير، كفئة ليس لها إنسانية ولا ضمير ولا شرف ولا أخلاق ولا مبادئ، كفئة تعادي الله وتعادي البشرية وتعادي الإنسانية؟ هل يمكن أن يقدموا لنا ما فيه خير لنا؟ كل ما يقدمونه من خطط، كلما يفرضونه علينا من رؤى، من ثقافات في أي شأن من شؤون حياتنا سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً هو بما يضرب أمتنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.