مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

قال الله تعالى في القرآن الكريم:

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}[الأحزاب:23].

صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيم

بالأمس ودَّع شعبنا العزيز شهيده القائد الجهادي الكبير، رئيس هيئة الأركان العامة، الشهيد العظيم العزيز/ محمد عبد الكريم الغماري، وأُقيمت مراسم الصلاة والتشييع له ولابنه الشهيد حسين، ولرفيقيه معه كذلك، وبحضورٍ شعبيٍ واسعٍ جدًّا، ومميَّز، يعبِّر عن استمرار وثبات شعبنا العزيز في إطار موقفه العظيم، وتحركه في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في ثباته على موقفه في الجهاد في سبيل الله، نصرةً للمستضعفين، وابتغاءً لمرضات الله "جَلَّ وَعَلَا".

وفي هذه العلاقة الحميمية ما بين شعبنا العزيز ومؤسسته العسكرية، بقادتها، وكوادرها، وأفرادها، هذه المؤسسة التي هي على علاقةٍ قويةٍ وحميميةٍ بشعبها؛ لأن شعبها يدرك أنَّها مؤسسةٌ له، هي ذراعه الضارب في مواجهة الأعداء، هي تعبِّر عن توجهاته، عن مواقفه، تتحرك في إطار تطلُّعاته، ليست في اتِّجاهٍ آخر، كما هو حال الكثير من الجيوش العربية، التي تنظر إليها شعوبها على أنها مبنيةٌ ضدها، ومؤسسةٌ لتكون خصماً لها؛ لإخضاعها، لتركيعها، للطغاة والظالمين والجائرين.

شعبنا العزيز يرى في مؤسسته العسكرية، في قوَّاته المسلَّحة من الجيش والأمن، أنَّها قوَّةٌ له، وأنَّها منه وإليه، تعبِّر عن تطلُّعاته، عن توجهاته، عن موقفه، تتحرَّك معه في إطار الموقف الواحد، الذي يرضي الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والذي ينطلق من منطلقٍ يعبِّر عن هوية هذا الشعب، عن انتمائه الإيماني، عن توجُّهاته الإيمانية والقرآنية، التي تتطابق تماماً مع قول رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ": ((الْإِيْمَانُ يَمَان، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، فالحضور الشعبي العظيم والواسع له دلالاته المهمة، ومنها هذه الدلالات.

الشهيد وسائر الشهداء في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس)، وما قبل ذلك في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، الشهداء في هذه المراحل كلها، هم عنوانٌ أساس من عناوين الموقف الصادق والعظيم لشعبنا العزيز، الذي حمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى في مواجهة طاغوت العصر (أمريكا، وإسرائيل)، وفي نصرة الشعب الفلسطيني، والتَّمَسُّك بقضايا الأُمَّة الكبرى، التي هي في إطار المسؤوليات الكبرى لهذه الأُمَّة.

ولذلك عندما نتحدَّث عن موقف شعبنا في هذه الجولة المهمة: جولة العامين من الصراع والمواجهة الشرسة جدًّا بين هذه الأُمَّة، ممثلةً بأحرارها، بالمجاهدين منها، بالذين يعبِّرون عن الموقف الأصيل:

  • الأصيل إسلامياً.
  • الأصيل إنسانياً.
  • الأصيل قرآنياً.
  • الأصيل في التعبير عن حقيقة الأُمَّة، عن حقيقة القضايا التي هي قضايا هذه الأُمَّة.
  • الأصيل في المسؤولية بكل ما تعنيه الكلمة من كل جوانبها، وبكل أبعادها وحيثياتها.

هذا الصراع في المواجهة بين هذه الأُمَّة، وبين عدوها اللدود، المجرم، الحاقد، السيئ، المستكبر، الظالم، عدوها الصهيوني بأذرعه، التي تتحرك لاستهداف هذه الأُمَّة، وفي مقدِّمتها: إسرائيل، اليهود الصهاينة، ومعهم الأمريكي، الذي هو شريكٌ لهم في كل إجرامهم، وطغيانهم، ومؤامراتهم، وشريكٌ لهم في أهدافهم، ومخططاتهم، وهو راعٍ أساس لهم أيضاً، وكذلك من يدعمهم من الغرب، من يقف معهم من الغرب وغير الغرب، حتى على مستوى بعض الأنظمة العربية والإسلامية.

هذه المواجهة الساخنة جدًّا على مدى عامين، تميَّزت فيها مواقف الأحرار، الذين استجابوا لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتحرَّكوا بالدافع الإيماني، والدافع الإنساني، والدافع الأخلاقي، لاتخاذ الموقف الصحيح، المفروض دينياً، لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأَعِزَّاء، فكان الموقف اليمني من أبرز هذه المواقف، بمميزاته الكثيرة، التي تحدثنا فيما مضى عن الكثير منها، ونتحدَّث أيضاً- بالإشارة مجدداً- عن نقاطٍ مهمةٍ في ذلك.

موقف تحرَّك فيه بلدنا رسمياً وشعبياً بكل صدق، وببذل أقصى الجهد على كلِّ المستويات، اتَّجه شعبنا العزيز صادقاً مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أولاً، صادقاً في نصرة الشعب الفلسطيني، والوقوف معه بكل ما يستطيع، دون توانٍ، أو تخاذلٍ، أو تقصيرٍ وتفريطٍ متعمَّد، وقدَّم الشهداء، منذ البداية في الانطلاقة في هذا الموقف قدَّم الشهداء، واستمر في تقديم الشهداء طوال هذين العامين: شهداء من القوَّات المسلَّحة، شهداء من أبناء الشعب العزيز، شهداء في مواجهة ساخنة، مواجهة حقيقية مع الأعداء، وكانت هذه العطاءات، وهذه التَّضحيات، من المصاديق الجليَّة الواضحة لصدق موقف هذا الشعب، صدق موقفه على كلِّ المستويات، ومن ذلك: الموقف العسكري، والنصرة على المستوى العسكري للشعب الفلسطيني ومجاهديه.

وعندما تحرَّك شعبنا العزيز في هذا الموقف العظيم، الذي هو موقفٌ مشرِّف، موقف فخرٍ، وشرفٍ، وعِزٍ، وكرامةٍ، وأداء واجبٍ مقدَّس، تحرُّكٌ في الاتِّجاه الصحيح، ليس فيما لا يستحق منه التضحيات ولا العطاءات؛ ليس في موقفٍ هامشي، أو موقفٍ عابث، أو موقفٍ مستهتر، وليس في موقف المتهور؛ بل انطلق في أعلى مستويات الرشد والحكمة والمسؤولية.

أعلى مستويات الحكمة: عندما نتحرَّك في إطار تعليمات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وهدايته، وتوجيهاته الحكيمة قطعاً، التي هي في أعلى مراتب الرشد والحكمة، هل هناك أعلى في مستوى الرشد والحكمة من حكمة الله، من هداية الله، من تعليمات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فيما يقدِّمه الناس، فيما لدى الناس من رؤى، من أفكار، من تحليلات، فيما لديهم من نتاج فكري أو ثقافي؟ هل هناك ما هو أعلى من هداية الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وهو أحكم الحاكمين، عالم الغيب والشهادة، وفي إطار ما رسمه لنا من منطلق رحمته بنا، وهو أرحم الراحمين "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

ولذلك فشعبنا العزيز حينما انطلق من منطلقٍ إيماني، مستجيباً لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، في إطار أداء مسؤوليات هي مسؤوليات مقدَّسة، هي فرائض دينية، افترضها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" على عباده، هي أداء مشرِّفة، ينال بها الشرف، والمجد، والكرامة، والعزَّة، ليست في الاتِّجاه الذي من تحرَّك فيه، فهو يتحرَّك في مواقف مخزية، معيبة، هي عارٌ عليه، هي خزيٌ له، كالذين تحرَّكوا في اتِّجاه معاكس: في إطار نصرة العدو الإسرائيلي إعلامياً، مادياً، في إطار تثبيط الأُمَّة عن اتِّخاذ أي موقف، وتشويه كل موقفٍ صحيح لمواجهته ونصرة الشعب الفلسطيني... وغير ذلك.

ولذلك هذا الموقف العظيم، وبهذا المستوى الكبير من الاهتمام، من العطاء، من التَّضحية، من تقديم الشهداء في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من الزحم الهائل في الحضور الشعبي العظيم والواسع، والأنشطة الكثيرة، من: وقفات، ومظاهرات، ومسيرات، وعطاء مالي من أقسى الظروف، وما ترافق مع ذلك من جهدٍ عملي، من جهدٍ على كل المستويات، هذا الموقف العظيم سيبقى صفحةً نورانيةً بيضاءً مشرقة في تاريخ شعبنا العزيز، يتوارثها الأجيال، وهذا الموقف سيبقى مدرسةً للأجيال اللاحقة، مدرسةً معطاءة، تزوِّدهم باليقين، والبصيرة، والعزم، تستنهضهم لمواجهة التحديات كيفما كانت، للثبات في كل الظروف، والتجاوز لكل الصعوبات دون كلل، ولا ملل، ولا فتور، ولا عجز، مدرسة قيمية وأخلاقية، ومدرسة في الهمة العالية، في الصبر والثبات، وكل القيم العظيمة.

وفي هذه المدرسة هؤلاء الشهداء الأَعِزَّاء، الذين ارتقوا فيها في أداء مسؤولياتهم ومهامهم الجهادية، هم نجومٌ مضيئة في هذه المدرسة، ستتطلع إليهم كل الأجيال؛ باعتبار ما كانوا عليه من تفانٍ في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وما حملوه من مواصفات وقيم إيمانية راقية، ارتقت بهم في أدائهم، في ثباتهم، في روحيتهم المعنوية، في عطائهم العظيم في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري

 29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر