مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما تأتي التبريرات من جانبهم: {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة: من الآية52]، يعني: يبررون موقفهم بأنه إيمان بأن العدو أصبح حالة قائمة لا يمكن التصدي لها، ولا يمكن التغلب عليها، ولا يمكن دفع خطرها، وأنه لم يبق أمامهم إلا الانحياز في صفه بشكلٍ مباشر، أو القعود عن أي تحرك بوجه مؤامراته ومخططاته، وللتصدي له.

 

حالة تبرير غير مقبولة عند الله -سبحانه وتعالى-؛ لأن الله -جلَّ شأنه- يربينا إيمانياً، ويعلمنا أن نثق به، وأن نتوكل عليه، وأن نثق بوعده الصادق بالنصر، إذا تحركنا كما ينبغي، وقمنا بمسؤولياتنا.

 

ثم يؤكد القرآن الكريم على أن مآلات هذه المواقف المنحرفة هي الخسارة والندم، فيقول: {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}[المائدة: 52-53]، فيؤكد هذه الحقيقة القاطعة، الحتمية أيضاً: أن الذين يتجهون هذا الاتجاه المنحرف في الطاعة للأعداء، في التولي لهم، في المسارعة في الاسترضاء لهم، أن عاقبتهم هي الندم والخسران، وهذا ما نؤمن به، وهذا ما نثق به، وهذا ما نقطع به ونتَيَقَّنه أنها نتيجة حتمية لهم، عاقبة أمرهم أن يندموا، وعاقبة أمرهم أن يخسروا، وكل جهودهم في استرضاء العدو التي أسخطوا بها الله ستكون- في نهاية المطاف- وبالاً عليهم، وهم يخسرون، هم يخسرون على ما يفعلونه يحملون به الوزر عند الله -سبحانه وتعالى-، وفي نهاية المطاف لن تتحقق لهم أهدافهم من وراء ذلك؛ لأن العدو إنما يستغلهم، العدو حتى هم لا يرضى عنهم، لا يودهم، لا يحبهم، لا يرى لهم قيمةً عنده، مثلما قال الله -جلَّ شأنه-: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119]، هذا فيمن يحبهم حتى، لا يبادلونه نفس المشاعر، يبقى الحب من طرف واحد؛ أما هم فلن يكون لهم عنده أي قيمة على الإطلاق، ثم من يسعى بهدف الاسترضاء لهم والطاعة لهم، ويعطل توجيهات الله وتعليماته، ويتجاهلها، بل يعارض من ينفذها، ومن يسعى للالتزام بها، ومن يتوجه بها، مثل هذا النوع أيضاً- ممن يسعون لاسترضائهم- يخسر، وعاقبة أمره أيضاً الخسارة، وقد يصل إلى مواقف سلبية جدًّا، قد يحارب من أجلهم، قد يفعل الشيء الكثير من أجلهم، ثم- في نهاية المطاف- لن يكون لجهوده أي قيمة عندهم، ويضرب، يضرب من جانب الله -سبحانه وتعالى- أو من جانبهم ولا تتحقق له النتيجة التي أمَّلها، أمَّل في ذلك السلامة، أمَّل في ذلك العزة، أمَّل في ذلك الاستقرار، أمَّل في ذلك أن يبقى خارجاً عن المشاكل التي يتوقعها للذين يتحركون في الاتجاه الصحيح.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الثامنة والعشرون: 1441هـ 22-05-2020م.

واقع الأمة تجاه أهل الكتاب: المسارات والعواقب الوخيمة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر