مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم كذلك مع هذا الجانب النفسي، وهذا الأثر النفسي المهم جدًّا، تأتي من الله “سبحانه وتعالى” الهداية، على مستوى الفكرة، على مستوى الرؤية، على مستوى البصيرة، على مستوى المفاهيم، والادراك الصحيح لما ينبغي علينا أن نعمله، لما ينبغي علينا أن نبني عليه مسيرة حياتنا، فيتجه الإنسان في مسيرة حياته، في حركته في هذه الحياة، في كل اتجاهاتها، على مستوى الأولويات، والأعمال، والسلوكيات، والمواقف، والولاءات، ليس من منطلق المزاج الشخصي، والأهواء النفسية، والانفعالات المزاجية، وإنما على نورٍ من ربه.

 

ولذلك يأتي في الآية المباركة قوله “سبحانه وتعالى”: {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}، فهو يمشي في هذه الحياة، {يَمْشِي}: عبارة عن حركته في هذه الحياة، حركته العامة، بما فيها من سلوكيات، واهتمامات، وأعمال، ومواقف، وولاءات، وتصرفات، وهو ينطلق من زكاء نفس، من شعورٍ بتلك القيم العظيمة، ومن رؤيةٍ هادية، من فكرةٍ صحيحة، من مفاهيم منيرة، ولذلك هو يدرك جيداً ما عليه أن يعمل، ويتحرك على أساس نور الله “سبحانه وتعالى”، المتمثل بهدايته “جلَّ شأنه”.

 

هدى الله “سبحانه وتعالى” هو النور الذي يضيء للإنسان في هذه الحياة، فيرى الحقائق كما هي، بعيداً عن التأثر بالمؤثرات السلبية؛ لأن المؤثرات السلبية تمثل حالة عمى للإنسان، فلا يدرك كثيراً من الحقائق.

 

الإنسان إذا كان في حالةٍ مزاجية، وفي حالةٍ نفسيةٍ سيئة، لم يتزك في نفسه، ولم يهتد بنور ربه “سبحانه وتعالى”؛ فهو يعاني من حجب كثيرة تحجبه عن إدراك الحقائق، وعن التفاعل معها، حتى لو أدرك بعض الحقائق التي تفرض نفسها عليه، أو تفرض نفسها في واقعه، فهو يعاني في نفس الوقت من عدم تفاعل، من موت الضمير، وما أكثر الذين يعانون من موت الضمير، مهما كان حجم الأحداث من حولهم، مهما كانت في مستوى تأثيرها، واستفزازها، وإزعاجها، فالبعض لا يتفاعل مع ذلك.

 

نحن لاحظنا في واقع حياتنا على مستوى ما نعانيه من عدوان تحالف العدوان على بلدانا، أو ما يجري على الشعب الفلسطيني في فلسطين، نرى الأحداث المأساوية، المظالم الكبيرة، الأحداث المؤلمة والمزعجة والمستفزة، المظلومية الرهيبة جدًّا، والبعض مهما كان حجم المأساة، فكما قال الشاعر: (ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ)، (ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ).

 

البعض من الناس مهما كانت الأحداث عاصفةً، والتحديات قائمةً، تفرض نفسها على الواقع، وعلى الناس في هذا الواقع، فهو يتعامى عنها، يتجاهلها، وكأن التجاهل يمثل حلاً بالنسبة له، لا تستفزه؛ لأن وجدانه بارد، ولأن ضميره ميت، ولأن إدراكه للحقائق ضعيف ومشوش؛ وبالتالي يُمنِّي نفسه، وما أكثر الذين يُمنُّون أنفسهم بأن تأتي المتغيرات هكذا بشكلٍ تلقائي دون أن نتحمل المسؤولية فيما علينا أن نعمل، بدافع إيماننا، بدافع إنسانيتنا، بدافع الضمير والاستشعار للمسؤولية، وبحسب أيضاً الهداية الإلهية، هداية الله لنا فيما يوجِّهنا إليه، ويأمرنا به، ويدُّلنا عليه، وينبِّهنا بشأنه.

 

فالآية المباركة تبين لنا عظمة هذه الصلة بالله “سبحانه وتعالى”؛ لأن صلتنا بالله ليست فقط منحصرةً أن ندعوه عند الضراء، إذا أصبنا بالمرض، أو عانينا من الفقر، أو واجهنا بعضاً من الظروف القاسية في هذه الحياة، نتجه إليه بالدعاء: أن يفرِّج عنا، أن يعطينا، أن يمنَّ علينا، هذا جزءٌ من علاقتنا وصلتنا بالله “سبحانه وتعالى”، ولكن هذه الصلة هي أساسيةٌ في كل شيء، هذه الصلة بالله “سبحانه وتعالى” التي نتمتع فيها بالحياة الحقيقية، والتي نبتني فيها في واقعنا النفسي، ثم ننطلق على أساس ذلك في ميدان العمل، في مسرح الحياة، في ميدان المسؤولية، ونحن على مستوى النفس، والأثر النفسي، والزكاء النفسي، استفدنا من هذه الصلة بهذه الحياة المهمة: حياة المشاعر، حياة القيم، حياة الإيمان، حياة الإحساس بالكرامة، والعزة، والمبادئ العظيمة، التي تسمو بالإنسان كإنسان، وتحقق له كماله الإنساني، ثم النور الذي نتحرك على أساسه في هذه الحياة، فلا نتخبط في سلوكياتنا، في أعمالنا، في مواقفنا، في اهتماماتنا، تخبطاً ناتجاً عن منطلقات خاطئة، أو مفاهيم خاطئة، أو تصورات باطلة.

 

عندما ننظر في ساحتنا العامة على المستوى البشري، أو في ساحتنا الإسلامية، ما أكثر من يعانون- كما قلنا- من موتٍ في الضمير، ومن تشوشٍ في الرؤية، ومن غباء فيما يتعلق بالمفاهيم الصحيحة، بل إنَّ البعض يكونون في مقامات علمية: سواءً جامعية… أو غيرها، ولكنهم لا يمتلكون الرؤية الصافية، الرؤية المنيرة، التي تضيء للإنسان فيرى الحقائق كما هي، ويدرك مسؤولياته كما ينبغي، ويدرك ما عليه أن يعمل، تأتي المؤثرات الأخرى فتؤثر على الإنسان، فالشطر الأول من المقارنة، هو يبين لنا هذه الصلة بالله “سبحانه وتعالى”: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد بمناسبة افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر