قدَّمنا بالأمس عرضاً موجزاً على ضوء الآيات المباركة من سورة البقرة، التي نزل فيها التشريع من الله -سبحانه وتعالى- لفريضة صيام شهر رمضان، والتي تعتبر ركناً من أركان الإسلام، ويتبين لنا من خلال تلك الآيات المباركة الأهمية الكبيرة لهذه الفريضة العظيمة، وما اقترن بها من تسهيلات تراعي مختلف الظروف التي يعيشها الإنسان: كحالة المرض، وحالة السفر، وحالة العجز والضعف لدى الطاعنين في السن… وما شابه ذلك من الحالات، كما لاحظنا- فيما مضى- بالأمس الفوائد والمكاسب المغرية والعظيمة والمهمة المترتبة على هذه الفريضة المباركة، مما يجعل من هذه الفريضة المباركة جذَّابةً ومهمةً للإنسان؛ باعتبارها تمثِّل عاملاً مساعداً مهماً وفعَّالاً ومؤثراً لهذا الإنسان على المستوى التربوي، للسيطرة على غرائزه، وتكسبه قوة الإرادة، وقوة العزم، وقوة التحمل؛ فيتحرك في ميدان هذه الحياة للنهوض بمسؤولياته، وللاستقامة الأخلاقية والسلوكية والعملية، وهذا مكسبٌ عظيمٌ، ومكسبٌ مهم.
فصيام شهر رمضان وسيلة عملية تربوية مهمة جدًّا؛ وبالتالي يفترض بالإنسان أن يدرك قيمة هذه النعمة كنعمة من الله -سبحانه وتعالى- ولهذا وجَّهنا الله أن نكبره على عظيم ما هدانا إليه، وأن نشكره، وتختتم- دائماً- فريضة صيام شهر رمضان بعد كمال شهر رمضان بمناسبة معروفة هي مناسبة عيد الفطر، العيد هو تعبير عن الاحتفاء بهذه النعمة، والشكر لله -سبحانه وتعالى- عليها، ولذلك في صلاة العيد هناك ذكرٌ من أهم أذكارها هو التكبير، {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}[البقرة: من الآية185]، ففي صلاة العيد التكبير ذكر رئيسي يتكرر فيها كتعبير عن التعظيم لله -سبحانه وتعالى- على عظيم ما هدانا إليه، أنه هدانا لما هو من النعم العظيمة، ولما له نتائج كبيرة، وآثار مهمة وعظيمة في أنفسنا وفي أعمالنا؛ وبالتالي في واقع حياتنا، فيجب أن يكون لدينا الوعي عن هذه الفريضة؛ لأنه في العادة يركِّز الكثير من الخطباء ومن المرشدين ومن العلماء في الخطاب الديني على التركيز على الثواب والحسنات فحسب، ولا يركِّزون على النتائج المهمة لمثل هذه الفرائض العظيمة مثل قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: من الآية183]، وتأتي الحسنات والأجر والفضل والمكاسب الكبيرة في الدنيا وفي الآخرة بناءً على هذه النتيجة المهمة: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، والذي نحتاج إليه هو الاستحضار لهذا الهدف المهم من الصيام، لهذه النتيجة المترتبة عليه، إن نحن انطلقنا لأداء هذه الفريضة بشكلٍ واعٍ، وبفهمٍ صحيحٍ لها، وما يترتب عليها، والتزمنا أثناء شهر رمضان نلتزم ونتقي الله -سبحانه وتعالى- نحذر من المعاصي بكل أشكالها وأنواعها، ونحذر- كذلك- من التجاوز لحدود الله، سواءً تجاه المفطِّرات في المأكولات، أو المشروبات، أو المعاشرة الزوجية خلال شهر رمضان في النهار منه، أو سائر المعاصي في الليل أو النهار التي هي خطيرة على الإنسان، وستفقد الإنسان الاستفادة من صيام شهر رمضان إذا لم يتق الله في شهر رمضان، فمن المهم أن نستحضر هذه المسألة، ونحرص على أن نرسِّخها في ذهنيتنا وفي وجداننا؛ ليكون لها الأثر في واقعنا العملي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
الانتماء الإيماني.. ضرورة إعادة الضبط!
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية
مايو 14, 2019م