مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولذلك نعود للحديث عن أنَّ الإيمان إنما هو منظومة متكاملة، منظومة من المبادئ، من القيم، من الأخلاق، من الالتزامات العملية، وأنه يبني لهذه الأمة بنيةً مستقلة نتاجها حضارة عادلة، حضارة متميزة، حضارة تقوم على أساسٍ من تلك المبادئ والقيم، الإيمان هو للحياة، ليس شيئاً ثانوياً، ليس خاصاً بالمساجد، ليس مجرد شعائر وطقوس، الإيمان هو للحياة بكلها وبكل ما فيها، ولذلك أتى القرآن الكريم ليقدم لنا الإيمان أولاً كصلة بالله -سبحانه وتعالى- بكل ما لهذا من مدلول مهم وعظيم، الإيمان يجعلنا على اتصال بالله، اتصال بهدايته، برعايته، بتوجيهاته، بتعليماته، بمعونته، بتوفيقه… بكل ما يمكن أن يكون لهذه الصلة من تأثير كبير جدًّا في الإنسان نفسه، في الأمة كأمة، والمجتمع كمجتمع، في الواقع بنفسه.

 

ولهذا يأتي في القرآن الكريم الحديث الواسع عما يعنيه هذا الانتماء الصادق، وما يمثله من علاقة بالله -سبحانه وتعالى- من صلة برعايته، بهدايته، بتوفيقه، بمعيته، فالله -جلَّ شأنه- يقول: {وأنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنفال: من الآية19] معهم بكل ما تعنيه هذه العبارة المهمة جدًّا، معهم يهديهم، هو وليهم، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا}[محمد: من الآية11]، مولاهم يتولاهم برعايته، بتوفيقه، بمعونته، بنصره، بتأييده، برعايته الشاملة، بألطافه الكبيرة، بكل ما يمثل هذا من أهمية، سواءً في معادلات الصراع، في مواجهة مشاكل هذه الحياة، في تحدياتها… إلى غير ذلك، لهذا أثر كبير، أثر كبير في الواقع نفسه، ما يأتينا من الله -سبحانه وتعالى- من خلال هذه الصلة، وبأثر هذا في نفسية الإنسان، في مشاعره، في معنوياته العالية، فلذلك نراه كما هو صلة بالله -سبحانه وتعالى- هو يمثل عنصر قوة على المستوى المعنوي، والجانب المعنوي هو أول ما نحتاج إليه، في مواجهة التحديات، والأخطار، والأعداء، والصعوبات، والمشاكل، والتحديات، أول ما نحتاج إليه هو الجانب المعنوي، الحالة المعنوية من الاطمئنان، من الثقة بالله -سبحانه وتعالى- من الشعور بمعية الله -سبحانه وتعالى- أنك مع الله، وأنَّ الله معك، من الرجاء في الله -سبحانه وتعالى- هذا الرجاء المفتوح الذي يجعلك لا تيأس أبداً مهما كان حجم الصعوبات، والتحديات، والمعاناة، والأخطار، أنت ترجو الله دائماً، أملك بالله أملٌ كبير، ثقتك به ثقةٌ عظيمة، أنت تتوكل عليه، أنت تؤمل وترجو فضله، أنت تؤمن به، برحمته، بفضله، بكرمه، بوعده الصادق، هذه القوة المعنوية التي يحتاج إليها الإنسان تحمي هذا الإنسان من الإخفاق، من الانهيار، تحمي هذا الإنسان من اليأس، تحمي هذا الإنسان من الإحساس بالهزيمة، من الشعور بالهزيمة، تحفظ لهذا الإنسان تماسكه وثباته وقوته، ليس فقط هكذا، بمعنى: لا تقتصر المسألة على أنَّ حالتك الإيمانية، واعتمادك في الإيمان على تلك المبادئ، ثقتك بالله -سبحانه وتعالى-…إلخ. هي بنفسها التي توفر هذه الحالة المعنوية؛ إنما أنت على اتصال برعاية معنوية من الله -سبحانه وتعالى- الله الذي قال -جلَّ شأنه-:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح: من الآية4]، الله -جلَّ شأنه- هو الذي يقول: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا}[الكهف: من الآية14]، الله هو الذي يمنحك أيضاً هذا العطاء المعنوي المهم جدًّا، المتمثل بالسكينة، المتمثل بالاطمئنان، المتمثل بالربط على القلب، بما يوفر من طاقة معنوية هائلة جدًّا، تساعدك على الثبات مهما كانت التحديات، مهما كانت المخاطر، مهما كانت الضغوط، مهما كانت المعاناة، تقف بتلك المعنوية العالية، بتلك السكينة. فيما يعيش البعض حالةً من الانهيار النفسي، من الهزيمة النفسية، من الانكسار المعنوي، من السقوط على المستوى النفسي والمعنوي، من اليأس؛ أنت تكون بعيداً عن كل ذلك، تعيش بذلك العطاء الإلهي، بتلك الرعاية المعنوية الإلهية حالة السكينة، حالة الاطمئنان، حالة الربط على القلب، حالة رباطة الجأش، هذا يؤهلك كإنسان، يؤهل المجتمع كمجتمع للتحرك في أهم المسؤوليات، وللتصدي لكل المخاطر، ولمواجهة كل التحديات.

 

فلذلك نرى فيه عنصر قوة تحتاج إليه الأمة، ونحن في مرحلة مهمة تعيشها الأمة من التحديات والأخطار؛ لأن الأمة واجهت التحديات والأخطار الخارجية، في الوقت الذي كانت هي مثقلة ومعانية من مشاكلها الداخلية، من تراكمات الماضي، من المشاكل الكثيرة التي هي نتاجٌ للاختلالات التي أحدثتها في داخل الأمة تلك الفئات المريضة، تلك الفئات السلبية المنحرفة، من المنافقين، من الطغاة والجبارين، الأمة أتت في هذه المرحلة من تاريخها إلى مواجهة التحديات الكبيرة من أعدائها، وأعداؤها في ذروة ما هم فيه من إمكانات، من نهضة، من تمكن، من قوة، من تطور، وهي مثقلة، الأمة في نفسها مثقلة كحالة المريض المثقل بمرضه، حالة المريض الشديد المرض، بأفاعيل أولئك الجبابرة والظالمين والمفسدين والمضلين، الذين لعبوا دوراً سلبياً في داخل الأمة، ولكنها تمتلك هذه العناصر من القوة التي تجعلها تتعافى من كل تلك الجراح، من كل تلك الأضرار، من كل تلك الآثار، يجعلها تتعافى، وتقوى، وتنهض، وتواجه كل التحديات، عظمة هذا العنصر المهم الذي هو الإيمان في مفهومه الحقيقي، في منظومته المتكاملة من مبادئ، ومن أسس، ومن قيم، ومن أخلاق، ومن برنامج عملي، عظمة هذا العنصر أنه بالشكل الذي يجعل الأمة تنعتق وتتخلص من كل أعباء تلك الآثار والأضرار التي ألحقها بها أولئك المضرون من الداخل، أولئك المفسدون من الداخل، تلك الفئات المضلة والمفسدة، والتي أضرت بالأمة، وتواجه الخطر والتحدي الخارجي من أعدائها الذين لا ينتمون إليها، ولا ينتمون إلى هذا الدين، كما هو الخطر الأمريكي، كما هو الخطر الإسرائيلي الذي تواجهه الأمة في هذا الزمن.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(يمن الإيمان) بمناسبة جمعة رجب 1441هـ 81 مارس 0202م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر