{وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (الَّذِينَ آمَنُواْ) الإمام علي -عليه السلام- بمؤهلاته الإيمانية الراقية، والذي في مثل هذا اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة والرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عائدٌ من حجة الوداع وفي وادي خم بلّغ ما أمره الله بإبلاغه بهذه الولاية، الإمام علي -عليه السلام- ولايته هي امتداد لولاية الرسول قائداً من بعده للأمة معلماً مرشداً زعيماً، يعمل على هداية الأمة، يواصل مشوار الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في بناء الأمة في هدايتها في إدارة شئونها في تطبيق دينها وفقاً لمسئوليتها العظيمة ودورها العظيم، الإمام علي -عليه السلام- أبلغ الرسول أمته في بلاغه الشهير والذي نحرص من خلال إحيائنا لهذه المناسبة أن نحافظ على ذلك البلاغ ليبقى للأمة عبر الأجيال شهادةً للرسول بالبلاغ وإكمالاً للحجة وإتماماً لها على الناس، الرسول خطب في الثامن عشر فقال في خطابه المشهور عندما وصل إلى الموضوع المطلوب (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) الإمام علي بمؤهلاته الإيمانية والربانية كان هو الجدير بهذا الموقع، كان لديه الكفاءة اللازمة لمسئولية بهذا الحجم، مسئولية عظيمة أن يخلف النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ويتولى من بعده الموقع الأول في الأمة هادياً ومربياً ومعلماً وزعيماً ومرشداً وبانياً لهذه الأمة، الإمام علي بمؤهلاته التي كانت معروفة ومشهورة وتحدث عنها النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- في مقامات متعددة، منها في مقام خيبر عندما قال -صلى الله عليه وآله- (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار يفتح الله على يديه ) تجلى في ذلك المقام مستوى أهلية الإمام علي -عليه السلام- لتلك المسئولية العظيم، رجلاً في مستوى المسئولية، رجلاً لديه الجدارة ببناء هذه الأمة بالارتقاء بها بتعليمها بقيادتها في مواجهة اعدائها مهما كانوا ومهما كانت إمكانياتهم، لديه هذا المستوى العالي من الإيمان منزلة عظيمة سامية رفيعة عند الله العظيم (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) هذا الرجل العظيم الذي يحبه الله ورسوله أليس جديراً منا بالمحبة ؟ أليس جديراً منا بأن نتولاه؟ أليس جديراً بالمقام العظيم في قيادة الأمة وهداية الأمة؟.
في مقام آخر والرسول يؤكد مكانة علي في الأمة ودوره المستقبلي الكبير من بعده قال -صلى الله عليه وآله وسلم- (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) مقام علي من محمد في أمة محمد مثل مقام هارون من موسى في أمة موسى، فكيف كيف كيف يمكن للبعض أن يضع في هذا المقام غير علي وقد وضعه الله في المقام اللائق على لسان نبيه، عليٌ بهذه المنزلة من هذا الموقع كشخصية بعد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ليس هناك في كل الأمة من هو في مستواه ولا في مقامه، عليٌ بمؤهلاته الكبرى في كل المجالات في مجال العلم (أنا مدينة العلم وعلي ٌ بابها) عليٌ قرين القرآن بل القرآن الناطق المهتدي بالقرآن المستوعب للقرآن المتمسك بالقرآن الهادي بالقرآن، قال عنه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- (عليٌ مع القرآن والقرآن مع علي) عليٌ الذي هو على الحق متمسكاً بالحق ثابتاً على الحق عالماً بالحق يهدي الأمة إلى الحق ويسير بها في طريق الحق قال عنه الرسول (عليٌ مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) عليٌ بمؤهلاته بكماله بموقعه العظيم بعد رسول الله محمد أراد الله له أن يكون هو بكل تلك المؤهلات من يقود الأمة بعد نبيها وأن تتولاه الأمة؛ لأنه النموذج الراقي لمن يلي أمر الأمة وعندما قال الرسول (فهذا عليٌ مولاه) هذه تعني: هذا هو اللائق بهذه الأمة التي يراد لها أن تكون أمة عظيمة يناط بها مهام عظيمة وجسيمة، هذا هو اللائق بهذا الدين العظيم بأمة عظيمة برسول عظيم وبمهام عظيمة، رجل لديه المؤهلات كلها في نفسه وتجاه الأمة حكمة ورحمة، تحدث القرآن الكريم ونطق برحمة علي بإخلاص علي برأفة علي .
الإمام علي -عليه السلام- الذي تصدق بخاتمه وهو راكع عندما دخل سائل إلى مسجد النبي وطلب من الناس أن يتساعدوا معه لم يتعاون أحدٌ معه ممن كان حاضراً في المسجد، والإمام علي كان يصلي في أعظم لحظاته، اللحظات التي يعيش فيها خشوعه وإقباله إلى الله، وفي أهم لحظة وأعز لحظة وأكثرها انشغالاً بقلبه التفاتاً إلى الله وخشوعاً لله وهو في تلك اللحظة الأهم انتبه لذلك الفقير الذي لم يتعاون معه أحد، وأشار إليه بخاتمه ليأخذه، نفسيةٌ ممتلئةٌ بالرحمة للناس والرأفة بهم والحرص عليهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم الولاية 1433هـ