عندما تتحول بقاع العالم الإسلامي تتحرك من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى بلد فتجد النفوس هي النفوس, النفوس المحبطة, الضائعة الفاسدة التائهة وتجد الناس هم الناس, من مكة اتجه صوب العراق حيث شيعة أبيه وحيث وصلت إليه الكثير من الرسل والكتب التي تعلن الاستجابة له, وتعلن التأييد له, وأنه سيجد في العراق مجتمعاً يقبل بالحق وينصر الحق ويقف مع الله ومع الإسلام, مع أولياء الله, مع الخير, مع الصلاح, اتجه صوب العراق وهو في كل منزل ينزل به, وأمام كل جماعة يجتمع بها يذكّر, يذكّر الأمة بمسؤوليتها, يذكّر الأمة بواجبها, يذكّر الأمة بالخطر الكبير الذي أصبحت فيه ويقول: ((أيها الناس إن رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله, ناكثاً لعهد الله, مخالفاً لسنة رسول الله, يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان, فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مُدخَله)).
عندما تسكت تسكت الأمة ولا تسعى للتغيير في مواجهة السلاطين والحكام والطغاة الذين يعملون على إبعاد دين الله من واقع الحياة, يحلون الحرام ويزيلون الحق, يطبقون سيرة الإثم والعدوان كمنهجاً في تعاملهم مع الناس, تكون القضية خطيرة, ليست المسألة أن سكوتك أو حتى تحملك من دون أن يكون لك موقف سيفيد, سيفيدك على الأقل في الآخرة, لا, إنما ستكون النتيجة أن يدخلك الله معه, مع ذلك الطاغية المجرم الذي غير دين الله, وحرف دين الله, ونشر الفسوق, وأحل حرم الله جل وعلا تكون النتيجة أن يدخلك الله كساكت مُدخَله إلى النار معه.
لكن مع كل هذا لم يكن هناك استجابة, الأمة وصلت إلى مستوى خطير, خطير جداً من الهوان والابتعاد عن الله والابتعاد عن الحق, وأصبحت ساحة قابلة للفساد والمفسدين والطغيان والطغاة والجريمة والمجرمين, وحينها الإمام الحسين (عليه السلام) رغم الخذلان من الأمة, رغم عدم الاستجابة, رغم التنكر له وهو سبط رسول الله والتنكر للإسلام, التنكر للمعروف, يدعو الأمة إلى مسؤولية هي مسؤولية واضحة عليها أن تأمر بالمعروف فلا مجيب, رغم كل التخاذل ورغم كل تلك الحالة من التنكر والوقوف في وجهه ضرب الإمام الحسين أعظم الأمثلة التي قدمها عن دين الله وعظمته, عن قيم الإسلام وعظمتها, بقي هو مع مجموعة صغيرة من العالم الإسلامي ممن بقي فيهم زكاء الإسلام, وأثر القرآن وطهارة الإيمان, في تلك المجموعة الصغيرة بقي صامداً, ثابتاً مع كل ما واجهه من المتاعب, من خذلان الأمة ومن تنكرها, ومن تجند الأكثر منها ضده, بقي على ذلك الموقف العظيم هو وتلك الفئة القليلة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى عاشوراء
للعام الهجري 1429هـ.