مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ}،{مَا لَكُمْ} هذه حالة غريبة، حالة لا تليق بإيمانكم، {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} وهذا هو حال الكثير من المنتمين للإيمان، وكان في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) كان هناك استنفار يعني: نفير عام، دعوة وطلب من كل المنتمين إلى الإيمان أن يتحركوا للجهاد في سبيل الله في مواجهة الروم، ولا يعذر من ذلك إلا الأعمى والأعرج والمريض ومن ليس باستطاعته أن يوفر لنفسه احتياجات السفر ولا هناك من يوفر له، فقط هذه الحالات الأربع التي كانت معفوة، أما الباقي فطبيعة تحرك الروم كدولة كبيرة في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ولربما كانت الدولة الأقوى في العالم في تلك المرحلة، والرسول استنفر المسلمين استنفار عام للتحرك التحرك الكبير؛ لأنه يعلم وهو الذي علمه الله الحكمة، يعلم أن الحكمة في مواجهة أهل الكتاب هي من خلال التحرك الكبير، فعمل على الاستنفار والحشد الكبير حتى يتحرك المسلمون في تحرك غير مسبوق لمواجهة أهل الكتاب الذين هم كانوا يتمثلون آنذاك بقوة الروم دولتهم الكبرى الروم، كانت الروم آنذاك مثلما أمريكا في زماننا وعصرنا.
الاستنفار في كل مراحل الإسلام، وهذا الخطاب القرآني خطاب للمسلمين في كل عصر في كل زمن إلى قيام الساعة، وأمام كل عدو أمام كل خطر في كل مرحلة تستدعي أن يكون هناك تحرك جاد من الجميع.
{مَا لَكُمْ}{مَا لَكُمْ} وهذا الاستفهام الاستنكاري الذي يستنكر يستنكر على المتخاذلين تخاذلهم، على المتنصلين عن المسئولية تنصلهم، يستنكر على المتثاقلين عن الجهاد في سبيل الله تثاقلهم وميلهم ونفورهم من الجهاد في سبيل الله وميلهم إلى الدنيا على هذا النحو. {مَا لَكُمْ} تستدعي من كل إنسان أن يعد عليها الجواب النافع الذي ينفعه عند الله سبحانه وتعالى. {مَا لَكُمْ} هذه سيكون مثلها يوم القيامة{مَا لَكُمْ}، أمام الحساب والجزاء في موطن السؤال والحساب والجزاء في ساحة الحشر يوم القيامة سيسائل كل متخاذل عن الجهاد في سبيل الله سيسائل؛ لأنه لن يجد لنفسه أي مبرر ولا عذر صحيح أبداً إلا من كان لديه عذر من الأعذار الشرعية الأربعة: كان أعرج أو أعمى أو مريض أو لم يمكن أن يتحرك لأنه فقير مدقع معدم يعيش حالة الفقر الشديد ولم يستطع أحد أن يموله ولم يستطع مثلاً المسيرة الجهادية أن تموله أو توفر له تكاليف العمل الجهادي.
{مَا لَكُمْ} هذه مسألة مهمة جداً، لو يسائل كل المتخاذلين لو يسائلوا أنفسهم الآن وأمامهم الفرصة، أمامهم الفرصة الآن أن يسائلوا أنفسهم قبل أن يأتي يوم القيامة وليس أمامهم فرصة لتعويض تقصيرهم، ولا لتفادي تفريطهم.. هل هل أننا في مرحلة ليس فيها موجب للجهاد ولا داعي للجهاد؟ ليس فيها أعداء للإسلام والمسلمين، وواقع الأمة فيها بخير، والدين قد قامت دعائمه في كل العالم الإسلامي وله سيطرته؟ هل واقع المسلمين بعيد عن أي حالة تعدي أو عدوان والمسلمون في خير وعافية ومسيطرون وأقوياء؟ ما هناك أي مبرر لكثير من المتخاذلين؛ لأن أكثر المسلمين في هذا العصر يتخاذلون عن هذه الفريضة المهمة، وهي من أكبر ما يقصر فيه الناس من الواجبات المهمة والأساسية في دين الله، هل أن الله لم يؤمر بها في كتابه؟ أو أن الحديث عن الجهاد في سبيل الله في القرآن الكريم كان حديث غامض غير واضح؟ أو كان الحديث عنه بشكل يسير وقليل محدود ليس بالشكل الذي يندفع له الإنسان أو يستشعر أهميته؟.
ما هناك فريضة من فرائض الله تحدث عنها القرآن الكريم بمثل ما تحدث عن الجهاد في سبيل الله، حديث واسع جداً وقوي يؤكد على ضرورته، أهميته، علاقته الأساسية بمصداقية الإيمان، ما هناك مبرر، ليراجع كل متخاذل ومتثاقل ليراجع نفسه، ليراجع نفسه الآن ما دام له فرصة في الدنيا، قبل أن يأتي يوم القيامة فيجد نفسه في حالة العذاب والعياذ بالله.
{مَا لَكُمْ} لا يستطيعوا الناس أن يجدوا أي مبرر أمام{مَا لَكُمْ} هذه. {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} حال لا يليق بإيمانكم، العدو يتحرك، العدو يستهدفكم وأنتم تستنفرون للتتحركوا في سبيل الله، في سبيل الله وقد وعدكم بالنصر، وتحرككم في سبيل الله يترتب عليه كل تلك المكاسب العظيمة التي وعدكم الله بها من نصره وجنته ورضوانه وتأييده وما إلى ذلك.

انتمائك الإيماني هو ميثاق ما بينك وبين الله على أن تسمع وتطيع لله سبحانه وتعالى،

يقول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وكما في السابق ينادينا بإيماننا بإيماننا يا مؤمن، بكل ما يترتب على هذا من تذكير لك، تذكير لك بانتمائك انتماءك الإيماني وما يفرضه عليك هذا الانتماء، هذا الانتماء الذي هو ميثاق ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى أن تحسب نفسك من المؤمنين، من الذين آمنوا، هذا هو ميثاق ما بينك وبين الله على الطاعة لله على أن تسمع وتطيع لله سبحانه وتعالى، وإلا فما الفارق بين المؤمن والكافر؟ إذا أنت تبني واقعك الإيماني على أساس أن لا تطيع الله، أن لا تطيع الله، أنت تبني واقعك على هذا الأساس فحينها ما الذي يبقى من فارق بينك وبين الكافر؟ مؤمن يقرر أن لا يطيع الله أبداً، وأن يرفض أوامر الله سبحانه وتعالى، وأن لا يستجيب لتوجيهات الله، حينها ما الذي يفرق بينه وبين الكافرين الأخرين؟.
الكفر إنما يؤسس بحالة من الابتعاد التام عن دين الله، والرفض لأوامر الله وتوجيهات الله، والابتعاد عن هدى الله والإعراض عنه تماماً، فأنت انتمائك الإيماني هو ميثاق ما بينك وبين الله {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}(المائدة:7).

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر