ولذلك يتحدث في هذه الأيام البعض من الخبراء في هذه المجالات، خبراء في الحرب البيولوجية يتحدثون عن الأمريكيين أنهم اشتغلوا منذ سنوات في مجال العمل على الاستفادة من فيروس كورونا، وكيفية توفير الظروف الملائمة لتكثير هذا الفيروس، ولنشره ونقله إلى مجتمعات معينة، غير غريب على الأمريكي أن يشتغل في مثل ذلك، أن يعمل على الإضرار بالمجتمع البشري على نحوٍ واسع لأهداف كثيرة، منها أهداف عدائية لمجتمعات معينة، لدول معينة، سواءً في عالمنا الإسلامي، أو خارج عالمنا الإسلامي، من الطبيعي جدًّا ومن المعقول، من المتوقع يعني أن الأمريكي قد يتجه إلى استهداف الصين كبلد ناهض ومنافس للأمريكي على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الحضاري، وعلى مستوى الإمكانات والنهضة الاقتصادية، يجد فيه بلداً منافساً له، فيتجه إلى استهدافه؛ لإضعافه. في عالمنا الإسلامي بالأولى أن يركِّز الأمريكي وهو يعادي أمتنا، وأن يركِّز على مجتمعات في داخل هذه الأمة، أو بشكلٍ عام، بل في كافة المناطق، في كافة الأمم، في كافة القارات يمكن أن يشتغل على نشر هذا الفيروس؛ لأنه لا يبالي بالمجتمعات البشرية.
يمكن لشركات من الشركات التي يمتلكها اللوبي الصهيوني في أمريكا، الشركات العملاقة العابرة للقارات، التي تجعل من نشاطها العدائي للأمم والشعوب عملاً أساسياً بالنسبة لها، وتجعل من المصلحة الاقتصادية والمادية مبرراً لفعل أي شيء مهما كان مضراً بالشعوب والأمم الأخرى، يمكن لها أن تشتغل لنشر وباء معين، وتعد علاجاً له أو لقاحاً مضاداً له؛ لتبيعه فيما بعد- بعد أن نشرت ذلك الوباء- بمبالغ مالية كبيرة جدًّا، بل عُرِف عن الأمريكيين، وعُرِف عن شركات في أمريكا من الشركات العملاقة العابرة للقارات، التي تشتغل في الطب والدواء، عُرِف عنها هذا: أنها أحياناً- وكُتِبت كتب، وأُنتج عن ذلك برامج كثيرة في وسائل إعلامية كثيرة- أنها تعمل على هذا النحو: قد تنشر وباءً معيناً بعد أن تعد لهذا الوباء بعضاً من اللقاحات والعلاجات والأدوية، ثم بعد انتشار ذلك الوباء، بعد أن يلحق ضرراً كبيراً بالمجتمع البشري، تأتي لتبيع تلك الأدوية بمبالغ كبيرة جدًّا، وتجني أرباحاً طائلة.
التوجه العدائي، التجرد من كل القيم الفطرية والإنسانية الأخلاقية والدينية، الأطماع الرهيبة والجشع الهائل جدًّا، قد يدفع تلك القوى وتلك الدول وتلك الشركات التي فيها إلى فعل أي شيء مهما كان مضراً، طالما أنه يحقق ذلك الهدف العدائي، أو ذلك الهدف الاقتصادي، أو تلك مع بعضها البعض، مجموعة أهداف تلتقي وتجتمع، فغير بعيد أن يكون هناك توجه أمريكي لنشر هذا الفيروس، لنشر هذا الوباء، للاستغلال له، حتى وإن أضر بالمجتمع الأمريكي نفسه، هل يمكن أن نتوقع أنه يهمهم أمر شعبهم أو مواطنيهم؟ |لا| وقد ينشرون فيما بعد تلك اللقاحات أو الأدوية أو بعضاً منها في مقابل الأرباح التي يحصلون عليها هنا أو هناك!.
فإذاً هذا أيضاً من أشكال الدور التخريبي داخل البشر، نشر الفساد، هذا من مصاديق الآية المباركة: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة: الآية205]، هذا من أشكال الفساد الذي ينتشر، والضرر الذي ينتشر عبر طريق بعضٍ من البشر الذين ينشرون ما يضر بالناس، ما يضر بالإنسان في نفسه، في صحته، في حياته، ما يضر بالبيئة، ما يسبب الكوارث، ما يسبب الجدب في مناطق، ما يسبب السيول والأمطار التي تجرف مناطق بأكملها، ما يضر بالمجتمع البشري بأشكال متعددة ومتنوعة من الضرر: الضرر البيئي، الضرر بالمناخ، الضرر بالصحة العامة، الضرر على المستوى الاقتصادي، الضرر بالناس في حياتهم المعيشية، كما هو الاستهداف لهم أيضاً في أمنهم، من خلال الحروب، من خلال العدوان، من خلال الجرائم الكبيرة التي تستخدم بتلك الوسائل التي صنعها أولئك بقنابلهم المدمرة والفتاكة والقاتلة، بأسلحتهم التي أطلق عليها على المستوى الدولي بأنها أسلحة محرمة دولياً، ثم هي تستخدم للفتك بالشعوب، كالقنابل العنقودية التي تستخدم بشكلٍ مستمر في العدوان على بلدنا، وأسلحة أخرى، هذا حاصل، وهذا قائم، وهذا شيءٌ حاصل، ويتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى أمريكا وقوى الاستكبار، قوى الاستكبار وعلى رأسها أمريكا هي اليوم تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى عن هذه الأوبئة والكوارث والمصائب الموجودة في الساحة العالمية، يشترك معها البعض بقدرٍ أو بآخر، بقدر ما على الجميع من مسؤوليات، وبقدر ما يحصل من جانبهم من إخلال بهذه المسؤوليات، هم يمتلكون المختبرات والمعامل والإمكانات والوسائل التي تنشر الأوبئة والكوارث والمصائب، هم يعتمدون السياسات التدميرية التي أفقدت المجتمع البشري أمنه، هم يعتمدون السياسات والأساليب التي يغذون بها النزاعات بين الأمم والشعوب، هم الذين يعملون على نشر الأزمات والمشاكل في كافة المجتمع البشري، ويستخدمونها كسياسات للعمل من خلالها على السيطرة على هذا المجتمع البشري، ثم لهم سوابق في استخدام أنواعٍ من هذه الأسلحة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد/1441هـ/ 21 مارس/ 2020م.