مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]

نجد كيف أنَّ المسؤولية المتجسدة بعنوان الجهاد في سبيل الله -سبحانه وتعالى- بالنفس وبالمال هي جزءٌ رئيسيٌ وأساسيٌ من الإيمان، وهي المحك المهم الذي يجلي مصداقية الإنسان في انتمائه للإيمان، وهذا ما لم يكن يرغب به الأعراب، الأعراب أرادوا إيماناً لا مسؤولية فيه، إيماناً لا يكون الموقف جزءاً منه، لا يكون العطاء جزءاً منه، لا تكون التضحية جزءاً منه، لا يكون الجهاد جزءاً منه، أرادوا إيمان الشعائر الدينية فحسب، إيماناً يقتصر على الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج مثلاً، بعضاً من الشعائر الدينية، بعضاً من الالتزامات الدينية التي يرون فيها أنها بسيطة، وأنها سهلة، وأنها غير مكلفة؛ أمَّا إيماناً يدخل فيه الموقف، يكون الموقف جزءاً منه، تكون المسؤولية جزءاً أساسياً منه، أمَّا الإيمان الذي يستند ويعتمد على اليقين، على الثقة بالله -سبحانه وتعالى- فكان غائباً عنهم، ولذلك لم يمكن أن تنجح آمالهم، رغباتهم، آراؤهم تلك في أن يتحول ذلك الالتزام الجزئي، وتلك النظرة القاصرة، وذلك المفهوم الناقص إلى إيمانٍ بالمعنى الحقيقي، وإلى إيمانٍ بالمعنى أو بالمصداقية التامة، وإلى التزامٍ تام، لم يمكن ذلك.

 

وكل هذه الحالات- وبلا شك- هي لا تزال قائمةً في واقع الأمة، يعني: الكثير من أبناء الأمة لا يزالون يحملون هذه الرؤية الأعرابية، التي هي غير الثقافة القرآنية، غير المفهوم القرآني،نه أنه أ غير المفهوم الصحيح والأصيل للإيمان، المفهوم الأعرابي: الذي يرى من الإيمان حالةً مزاجية تخضع لرغبة النفس، تخضع للمعايير الشخصية، والاعتبارات الشخصية، والمزاج الشخصي، فيأتي الإنسان ليختار من هذا الدين البعض، الشيء اليسير، الشيء القليل، ويرى في الالتزام الشكلي والمحدود به حالةً كافية، وحالةً إيمانيةً تامةً ومكتملة، وهذا خطأٌ جسيم، ومضرٌ بالإنسان، ومضرٌ بالأمة، ومضرٌ بالمجتمع، فالله -سبحانه وتعالى- لم يقبل من الأعراب أن يقدِّموا هذا الشكل، هذا المستوى الناقص القاصر المحدود؛ لأنه بحد ذاته يعبِّر عن نقص كبير بدءاً من حقيقة الانتماء، من حقيقة الاستيعاب لتلك المبادئ العظيمة والمبادئ المهمة.

 

ثم يقدِّم القرآن الكريم النموذج الصادق، ويختار عنوان الصدق ليكون هو العنوان المعبِّر بالفعل عن الانتماء الحقيقي، عن الانتماء الذي يرضي الله -سبحانه وتعالى- ويمثل الانتماء الواقعي الصادق، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}، هم يتحلون باليقين، بالثقة بالله -سبحانه وتعالى- إيمانهم هو إيمانٌ صادق لا ارتياب معه، لا شك معه، فهم أولاً فيما يتعلق بوعد الله ووعيده لم يعانوا من حالة الارتياب، لم يصبهم الشك والقلق. |لا| عندهم اطمئنان تام بكل وعد الله، عندهم ثقة قوية بالله -سبحانه وتعالى- وعندهم يقين بما وعد الله -سبحانه وتعالى- {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}، على مستوى وعد الله ووعيده، على مستوى الحق الذي ينتمون إليه، يعونه، يلتزمون به، يتمسكون به، لا ارتياب عندهم أبداً.

 

{وَجَاهَدُوا} هم ليس فقط اهتموا بالشعائر الدينية، والالتزامات الدينية على المستوى السلوكي، على مستوى المعاملات؛ وإنما مع ذلك أيضاً كان لديهم هذا الجانب المهم في الإسلام: التحلي بالمسؤولية، المواقف الصحيحة، التحرك الصحيح، {وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، الإنسان إذا وصل إلى هذا المستوى في انتمائه الإيماني: إلى مستوى الجهاد بالمال والنفس، فمعنى ذلك بالتأكيد: أنه فيما دون ذلك من الالتزامات الدينية، من الشعائر والأعمال هو مهتم، هو ملتزم؛ لأن هذا هو ما قد يتهرب منه الكثير من الناس مع التزامهم بما هو دونه من الأعمال التي يرونها سهلة، من الالتزامات التي يرونها بسيطة، من الأعمال التي يرونها غير مكلفة.

 

ثم يأتي القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة ليقدم لنا كذلك المواصفات التي تعبِّر عن المصداقية في هذا الانتماء، والتي تتناول كل جوانب الحياة، كل واقع الإنسان، في كل مجالات حياته، سواءً في سورة المؤمنون… أو في آياتٍ أخرى، وسنأتي- إن شاء الله- لنتحدث عن هذا الجانب في هذا السياق، وفي هذه الكلمة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(يمن الإيمان) بمناسبة جمعة رجب 1441هـ 81 مارس 0202م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر