في الدين ما يشكل ضغطاً بالنسبة للناس فيما إذا قصروا، وسائل ضغط، نتائج ثقيلة في الأخيـر، تقصيـرك أنـت الآن وتقصيري وتقصير هذا وتقصير الرابع عن أن تجتمع كلمتنا، وتتوحد كلمتنا، ويتوحد صفنا لننطلق جميعاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل ما نملك، سأرى نفسي وترى نفسك في وضعية تفرض علينا أن نغادر بيوتنا ونغادر أموالنا.
نقول لأولئك الذين يبخلون بجزء بسيط من أموالهم في سبيل أن تحيا أمـة أو أن تؤهـل أمـة لتكون قادرة علـى الأمـر بالمعـروف والنهـي عـن المنكـر سيجـدون أنفسهم في يوم من الأيام في مرحلة عصيان كامل أن تبقى في بيتك ومالك، فإما أن تنطلق لتضحي بنفسك وأنت ترى بأن تلك العملية قد تقوم بها وليس لها تأثير يذكر.
ألسنا نرى الفلسطينيين الآن يضحون بأنفسهم أحياناً رجالاً ونساءً، عملية في وسط السوق، عملية داخل شاحنة، وغالباً ما تكون ضد مواطنين يهود، أي ليس لها أثرها الكبير وإن كانت عملية شجاعة وعملية مهمة لكن لاحظ من هو الضحية؟ هم في الغالب ليسوا أولئك العساكر، ليسوا أولئك الجنود الذين هم درع الدولة الصهيونية، الذين هم وسيلة الظلم، الذين هم يقومون بتلك المجازر، لا يستطيعون أن يصلوا إلى معسكراتهم، لا يستطيعون أن يصلوا إلى ثَكَنَاتهم، أعمال فردية لا يستطيعون أن يتكونوا ولا بشكل مجاميع ولو على أقل تقدير إلى مائة شخص إلى خمسين شخصاً، هل هناك من يمكنهم من هذه؟ لا. قد ينطلق بمفرده ثم ليس بإمكانه أن يصل إلى ثكنة عسكرية في أغلب الأحوال فيفجر نفسه هناك في هذا الشارع أو فـي ذلـك السـوق، فليقتـل كم مـا يقتـل، سيقتل لكن هل هناك نكايـة حقيقيـة ومؤثـرة جـداً بالعدو؟ لا.
قـد يـرى النـاس أنفسهـم فـي وضعية كهذه فإما أن تفجر نفسك لتقول لله ها أنا قد أعذرت، وما يدرينا لعلـه لا يقبـل منـك حتـى حالـة كهذه؟ لأنك فرطت يوم كان العمل اليسير سيترك أثراً كبيراً في نصر الدين، وفي القضاء على المنكر، وفي سيادة المعروف، فتنطلق لتفجر نفسك أو تقيم على فسق، على ضلال، وأنت تعلم أنه واجب عليك أن تهاجر فتترك بيتك ومالك، أو أن تنطلق في حمل ثقيل لتنزع نفسك من مالك وبيتك لتغادر إلى منطقة أخرى؟
أولئك الذين يستثقلون ألف ريال في سبيل الله، سترى نفسك في واقع من هذا النوع إذا لم تنطلق، أم أن الفساد يقـف عنـد حـد؟ أم أن الظلـم يقف عند حد؟ لا. الفساد لا يقف عند حد، الظلم لا يقف عنـد حد إذا لم يوقفه المؤمنون بأيديهم، أو ننتظر الظالمين أو ننتظر الفاسقين هم من يوقفون الفساد والظلم، لا.
إذاًَ سيصل بالناس الحال إلى أن يروا أنفسهم أمام أحمال ثقيلة في ميدان العمل، ينطلق ليفجر نفسه فلا يرى أن هناك نكاية شديدة في العدو، أو أن يخرج من بيته ومالـه فتكـون الأعمال مجهدة وتكون الانطلاقة لتبتعد عـن مالك وعن عمارتك عن مزارع [القات] عن مزارع [البن] عن [العمارة] الجميلة فتغادرها وترى نفسك ملزماً بأن تهاجر عنها وتتركها، أليس هذا حملاً ثقيلاً؟
سيكون ثقيلاً فعلاً، ولكن سيكون حينها لا مناص منه، واحـد مـن اثنين: إما أن يكون مسكنك أحب إليك من الله ورسوله وجهاد في سبيله، أو تنطلق لتجاهد في مرحلة ليس معك أحد ولا تستطيع أن تقوم بعملية مع مجموعة بسيطة من زملائك، بل لا تستطيع أن تُكَوِّنَ مع الآخرين جيشاً ولا كتيبة واحدة.
ثم ما هو العمل الذي ينكي بالعدو؟ إن أردت أن تتكلم كمموا فمك وضربوك وداسوك، وتكون أنت من تتكلم وحدك ولا ينفع كلامـك، تـرى نفسـك أنـه لا مجـال وليس هناك أي وسيلة أخرى إلا أن تربط نفسك بالمتفجرات ثم تنفجر، تنفجر بكـل ما تعنيه الكلمة غيضاً وتنفجر ألماً على ما ضيعت، وتنفجر حيث ترى أنه لا وسيلة غير هذا الانفجـار لتعمـل مـا يمكـن أن يكـون لـه أثـر ولـو بسيط في العدو، أنت تركت يوم كانـت الكلمة الواحدة يمكن أن يكون لها أثر عمليات متعددة من هذا القبيل في مرحلة كتلك المرحلة المظلمة.
الكلمات في مراحل معينة هي من تفجر أوضاعاً، هـي من تهز عروش ظالمين، هي من تبني أمة، لكن ستجد نفسك - أنت المؤمن المقصر - في مرحلة لا تستطيع أن تقول كلمة فلا يكون أمامـك إلا هـذا العمـل أن تفجر نفسك أو تترك بيتك ومالـك وتغـادر إلى حيث يكون هناك أجواء بعيدة عن أجواء البلد الذي أنت فيه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة الهوية الإيمانية
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 31/1/2002م
اليمن – صعدة