مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لقمان الحكيم -عليه السلام- أولاً ركَّز على أن يبني مسيرة حياته على أساسٍ سليمٍ وصحيح، هذه أول خطوة: كيف يبني مسيرة هذه الحياة على أساس ينطلق من خلاله في هذه الحياة في التصرفات، والأعمال، والسلوكيات، والمواقف، وهو أساسٌ إيمانيٌ عظيم، هذا الأساس هو: الشكر لله، الشكر لله من خلال العرفان بالنعمة، والتقدير لنعم الله -سبحانه وتعالى- وهذا مهمٌ جدًّا فيما له من أثر عظيم في استقامة الإنسان، وفي رشده الفكري، وسلامته الأخلاقية.

 

لقمان الحكيم انطلق على هذا الأساس من واقع العرفان بالنعمة، والتجنب لكل ما يمثِّل إساءةً إلى الله -سبحانه وتعالى- وبالتأكيد هذا الأساس مهمٌ في أن ينطلق الإنسان في واقع الحياة إيجابياً، يكون إيجابياً ومتفائلاً، لهذا أثر مهم حتى على مشاعر الإنسان، وعلى طبيعة علاقته بالله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه يدرك أنَّ كل ما هو فيه من خير إنما هو يتقلب في نعم الله -سبحانه وتعالى- وهذه مسألة مهمة جدًّا، النعم المعنوية، والنعم المادية، والنعم التي لا تحصى ولا تعد التي تشمل كل جوانب الحياة، فالإنسان عندما ينطلق على هذا الأساس هو ينطلق في هذه الحياة إيجابياً، ومتفائلاً، ويحمل انطباعات إيجابية، يعني: غير معقد، الإنسان المعقد جدًّا، والذي يحمل الكثير والكثير من العقد في نفسه ومشاعره ونظرته التشاؤمية في واقع الحياة، هو لا يدرك نعم الله -سبحانه وتعالى- وهو لا يحمل الشعور الإيجابي لا نحو الله، ولا نحو خلقه، ولهذا أثر سيء على الانسان.

 

{أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} فكان هذا هو الأساس، إذاً من الحكم التي نستفيدها من لقمان الحكيم أولاً: كيف يبني الإنسان أولاً الأساس الذي ستبني عليه مسيرة حياتك في أعمالك ومواقفك وتصرفاتك؛ حتى لا تخرج وتتحرك في هذه الحياة من دون أساس تبني عليه، {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}، الإنسان هو المستفيد إذا شكر؛ لأن الله شكورٌ لمن يشكره، الشكر يعني: أن تحظى بالمزيد من رعاية الله -سبحانه وتعالى- ومن نعمه، ومن ألطافه، نعمه الواسعة المعنوية وليس فقط المادية، فأنت المستفيد، الله -جلَّ شأنه- قال: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: من الآية7]، الله -جل شأنه- هو القائل: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: الآية147]، من عظيم فضله أنه شكورٌ لمن يشكره، مع أنه لا حق عليه لعباده، ولكن مع ذلك يشكر من شكره، يزيده من فضله، يزيده من رعايته، يزيده من نعمه، ويحيطه بنعمه الواسعة؛ فلذلك الإنسان هو الذي يستفيد، حتى على مستوى الفطرة والسلامة النفسية والأخلاقية لهذا أهمية كبيرة جدًّا جدًّا، ينسجم الإنسان مع فطرته بشكلٍ كبير.

 

{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} الكفر هنا ليس هو كفر الجحود، هو أشمل، هو عنوانٌ أوسع، هو كفر النعمة، الإنسان في مسيرة حياته: إما أن يكون شاكراً لله، وإما أن يكون كافراً لنعم الله، في مقابل الشكر الكفر للنعم، وعدم التقدير لنعم الله -سبحانه وتعالى- والتجاهل لها، والإنسان- كما سبق في درس أمس في قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: الآية 3] – لا يخلوا من هذا: إما أن يكون شاكراً ويتجنب ما يمثِّل إساءةً إلى الله -سبحانه وتعالى- في أقواله، في تصرفاته، في أعماله، وإن زل؛ أناب ورجع وتاب، أو أن يكون كافراً لنعم الله -سبحانه وتعالى- وفي هذه الحالة يقول الله: {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} لا يتضرر، والإنسان الذي يكفر النعمة، ولا يشكرها، ولا يقدِّرها، ويتنكر لله في فضله وكرمه ورحمته هو الذي يخسر هو، ويتضرر هو؛ أما الله فهو (غَنِيٌّ) لا يحتاج إلى شكرنا، ولا إلى أعمالنا، ولا إلى طاعتنا، (حَمِيدٌ) هو حقيقٌ بأن يُحمد، ولا يحتاج في أن يكون محموداً وحميداً إلى أن نشكره وأن نحمده، هو حقيقٌ بالحمد أصلاً.

لقمان بنى على هذا الأساس الكبير العظيم المهم السليم، فكان هو العنوان الأول في حكمته.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

قبس من الحكمة

في وصية لقمان الحكيم لابنه

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة والعشرون. يونيو 5, 2019م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر