مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ}[التوبة: الآية83]، البعض يصل بهم الحد من سخط الله ومقته عليهم عندما يتخاذلون في مرحلة حسَّاسة، مرحلة مصيرية، تكون الأمة فيها في مشكلة كبيرة، وفي مواجهة تحديات وأخطار كبيرة، وفي أشد الظروف، وأقسى المراحل، وأصعب المراحل يتخاذلون، يثبطون، يشمتون، يسخرون، يستهزئون، ثم عندما تجتاز الأمة تلك المرحلة الخطرة جدًّا، تلك الظروف الصعبة والحسَّاسة والمصيرية، وتخرج منها بالنصر، وتنفتح لها آفاق الانتصارات، وتأتي مراحل متقدِّمة، الأمة فيها في مرحلة انتصارات، وقد تجاوزت تلك المراحل الخطرة للغاية والصعبة جدًّا، يأتي البعض في تلك المراحل ليتحرك فيما بعد، ويعتبر نفسه ذكيًا أنه في المراحل الخطرة والحسَّاسة والصعبة قعد وتخاذل، مثل هذه النوعية لا يقبل الله منها، ولا ينبغي للمؤمنين أن يقبلوا منها أن تتحرك فيما بعد، ممنوعة خلاص، مقتت وخذلت؛ لأنها حتى لو تحركت فيما بعد، هي لا تتحرك بدافع إيماني، إما بدافع مادي، بدافع المكاسب في مرحلة اطمأنت فيها من المخاطر، وفي المرحلة التي هي صعبة، والمرحلة التي فيها أخطار كبيرة تنصلت وتخاذلت، مثل هذه الفئة بالذات لا ينبغي أن تقبل فيما بعد أبدًا.

بهذا التعبير القرآني: {فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً}، نهائياً؛ لأنهم لا يتحركون بدافع إيجابي نهائياً، {وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، أنتم قعدتم برضى بذلك القعود، البعض من الناس قد يقعد وهو يحس بالذنب، ويستشعر التقصير، ويقول: [والله نحن مقصِّرون للأسف، وقعودنا هو خطأ]، لكن البعض لا، يقعد برضى، بارتياح إلى ما هو فيه من تخاذل، هذا إنسان عديم الإحساس، منعدم الإيمان، هذا إنسان قد وصل إلى درجة خطيرة جدًّا من الانسلاخ والتفرغ من كل القيم الإنسانية والفطرية والإلهية، إنسان بلغ غاية السوء جدًّا، وأحيانًا تكون هناك أحداث مؤلمة للغاية، تُحرِّك أي إنسان بقي فيه شيءٌ من الإحساس الإنساني: مظالم كبيرة، جرائم كبيرة، معاناة كبيرة، ويكون الأعداء على مستوى فظيع جدًّا من عدوانيتهم وإجرامهم، إنسان يرضى لنفسه بالقعود في واقعٍ كهذا، فاعتبره لم يعد له من كلمة إنسان إلَّا الاسم ، وإلَّا قد صار حيوانًا متبلدًا، لم يعد يمتلك المشاعر الإنسانية، البعض يشاهد مشاهد مأساوية جدًّا من جرائم الأعداء ولا يحركه ذلك، يلحظ عدوانًا وحشيًا وإجراميًا وببغي كبير ولا يستفزه ذلك، ولا يؤثر فيه ذلك، لا آيات الله تؤثر فيه من القرآن، ولا الواقع من حوله، ولا المآسي من حوله، ولا الأحداث من حوله تؤثر فيه ولا تحركه، ماذا يعني ذلك؟ يرضى لنفسه بالقعود، ويرتاح، ويضحك، يشعر بالسرور فيما هو فيه، وهو في حالة لا تليق أبدًا بإنسان يحمل الشعور الإنساني، لا تليق بإنسان بقي فيه ذرة من الإحساس والوجدان والمشاعر الإنسانية، مثل هذه النوعية لا يقبل منها، {إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، (رَضِيتُم بِالْقُعُودِ)، كما قلنا: البعض قد يقعد وهو يحس بالذنب، وقد يتوب فيما بعد وينطلق، لكن تلك الفئة التي رضيت بالقعود، خلاص، {فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ}، (فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ): اقعدوا كما النساء والصبيان، النساء اللواتي لهن عذرهن في التخلف، أما موقفكم فليس بمناسب أبدًا، وكالأطفال الصغار، يبقى رجّال، [البعض- ما شاء الله- با يطلع وزنه ثمانين كيلو، والَّا مائة كيلو، والَّا سبعين كيلو، والَّا مائة وعشرين كيلو، يبقى حاله حال طفل صغير في المزباء (في المهد) عند أمه ترضعه، مسكين، وترعاه وتنظفه]، يبقى كأنه طفل صغير، يعني: في حالة الجمود، والتخاذل، والتنصل عن المسؤولية، يعني: حالة معيبة، {فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ}، يعني: أنتم في حالة معيبة، لا تشرفكم أبداً كرجال، يفترض أنكم من تذهبون، وتعلِّق عليكم نساؤكم الأمل بأنكم حماة الديار، وحماة الأعراض، والحماة للعرض والأرض والشرف، ولكن تبقون أنتم بحاجة لمن يحميكم أنتم والنسوان والأطفال، حالكم حال تلك النسوة وأولئك الأطفال الذين هم بحاجة إلى من يحمل نخوة، وشهامة، ومروءة، وعزة، وإباء، فيذهب لحماية تلك الفئات الضعيفة والمستهدفة من جانب الأعداء.

فعندما يقول الله: {فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ}، يعني: أنكم في وضعية معيبة، ومخزية، ومشينة، وغير لائقة بكم، انظروا كيف هو منطق القرآن، البعض يكونون في حالة من التباهي بما هم عليه من قعود، كيف يتحدث عنهم القرآن الكريم؟

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرابعة بمناسبة الهجرة النبوية 1440هـ – 4 – 4أبريل, 2019م.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر