الله يعلمنا في هذه الآية أن نتقيه، وأن تكون رابطة الإيمان بالله فوق كل رابطة، فوق كل رابطة، فوق رابطة النسب، فوق رابطة الحزب، فوق رابطة القبيلة، فوق أي رابطة أخرى، رابطة الإيمان؛ لأن كل أولئك كل أولئك عندما تقف معهم أو تواليهم وتناصرهم وتكون معهم في موقفهم الباطل وهم قد أصبحوا في خط الكفر ومرتبطين بخط الكفر أولئك سيتبرؤون منك يوم القيامة، سيتبرؤون منك يوم القيامة، ولن ينفعوك بشيء أبداً.. بل الكثير من الناس يكون ضحية، ضحية لا يستفيد شيئاً أصلاً، إنما يناصر ناس ويتبع ناس على ما هم عليه بروابط من هذه الروابط العمياء، ثم هم المستفيدون في عاجل الدنيا لمرحلة محدودة، وفي مستوى محدود فقط وإلا فهم كلهم خاسرون كلهم خاسرون.
فهل بعد هذا من شيء عندما يقول الله:{لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} واتخاذهم أولياء هو من خلال المعية معهم في الموقف، قد تناصر الموقف الذي هم فيه وهم في واقع الحال قد أصبحوا مرتبطين بخط الكفر ومناصرين للكفر، أو قد تتراجع عن موقفك مع الحق مع الله مع الإيمان مع الدين مع أمتك، قد تتراجع عن ذلك من أجلهم، وقد تخذل الحق من أجلهم، وهذه كلها حالة خطرة.
{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ}ـ منكم يا أيها الذين آمنوا ـ {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} عندما تتولاهم تصبح عند الله في عداد الظالمين؛ لأن موقفك وولاءك لهم يصبح فعلاً مناصرةً لهم على ما هم عليه، وما هم عليه منشأه الظلم ونتيجته الظلم، كل ما يفعلونه ظلم ظلم، وأنت ظلمت نفسك وفي نفس الوقت ظلمت غيرك، وأصبحت شريكاً لهم في كل ما يعملونه من جرائم وظلم وطغيان، شريكاً معهم في ظلمهم، ومحسوب عند الله من الظالمين، وقد يعملوا أشياء فضيعة جداً، قد يعملون أشياء فضيعة جداً وقد لا تشارك فيها مباشرة، لكنك تؤيدهم بكلامك، أو بخذلانك للحق وموقفك المثبط عن الحق فتصبح شريكاً لهم في ظلمهم الكبير، وهذه مسألة خطيرة جداً.
ربما بعض الناس ونتيجة ابتعادهم عن هدى الله، وما نشأ عنه من غفلة كبيرة وجهل وضلال وقصور رهيب في الوعي، سيتفاجأ يوم القيامة عندما يرى نفسه شريكاً للإسرائيليين والأمريكيين في جرائمهم، وهو كان يعتبر نفسه لحيه مسكين ما قد قتل ولا واحد، فيأتي يوم القيامة وهو شريك في تلك الجرائم الكبيرة في كل أقطار الدنيا، ويصبح عليه وزر كبير وحمل ثقيل والسبب ولاءه، ولاءه وتأييده حتى الكلامي.
{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ندرك هنا أهمية مسألة الولاء الولاء. للأسف الشديد الكثير من المسلمين ـ وأكرر هذا الكلام لأهميته ـ لم يدركوا بعد خطورة هذه المسألة يتساهلون تجاهها، هذه من أخطر الأشياء مسألة الولاء. عندما يتولى الإنسان الكافرين يصبح شريكاً لهم في ظلمهم وفسادهم وجرائمهم الكبيرة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم:
دروس من سورة التوبة الدرس الثالث.
ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي
بتاريخ/12/رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.