مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مثل هذه الحالة تحصل كثيراً في واقع الأمة، وفي هذا الزمن على نحوٍ واسع، فقد تتضح الكثير من المواقف، الكثير من القضايا أنها حق، وأنها بالحق، عندما نلحظ مثلاً من أبرز القضايا التي الحق فيها واضحٌ جدًّا: مظلومية الشعب الفلسطيني، وخطر إسرائيل، وخطر أمريكا، ومع ذلك، مع كل الوضوح المتعلق بالحق في هذه القضية، أكثر أبناء الأمة هم خارج الموقف المفترض، خارج الموقف الحق، أي: لا يقفون الموقف الحق عملياً، ولا يتحركون وفق ذلك.

 

هذه الحالة لها أسبابها، الله -سبحانه وتعالى- جعل كثيراً من توجيهاته على النحو الذي يبني الأمة، يحيي الأمة لتكون أمةً عزيزةً وقويةً، تتحرك في مواجهة التحديات من واقعٍ قوي، يحيي فيها روح المسؤولية، يحيي فيها الإباء، يحيي فيها العزة، يحيي فيها الإيمان، يحيي فيها الثقة بالله -سبحانه وتعالى-، ينظم أمرها، يجمع كلمتها، يصلح واقعها، ويهيئها لأن تكون في مستوى مواجهة التحديات، وفي مستوى تحمل المسؤولية.

 

فعلى المستوى الشخصي، في القرآن الكريم في هدايته، في تربية الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ما ينمِّي في الإنسان ويعزز فيه قيم الإسلام العظيمة: العزة، الكرامة، الإباء، الاستشعار العالي للمسؤولية، التفاعل مع القضايا المهمة، والوعي بخطورة التفريط وخطورة التقصير، والتعلق بالله -سبحانه وتعالى-، والروحية الإيمانية العالية التي يتوفر فيها الدافع الكافي، والدافع القوي لتحمل المسؤولية، وللتحرك في المواقف المهمة، وللانطلاقة في الموقف الحق.

 

على المستوى أيضاً العام، المستوى الجماعي للأمة، هناك الكثير من الأعمال والمسؤوليات الهامة ذات الطابع الجماعي، التي تدعى إليها الأمة، وتربَّى عليها الأمة، وتحرك فيها الأمة، والكثير من هذه المسؤوليات والتفاصيل العملية ذات أهمية كبيرة في بناء الأمة، فالأمة عندما تعيش حالة الفراغ، ولا تتحرك ضمن هذا المشروع الإلهي، ولا تستجيب لهذه التوجيهات الإلهية التي تبنيها، التي تربيها، التي تحيي فيها روح المسؤولية، التي ترفع مستوى الوعي لديها، التي تساعدها في واقعها لتبني نفسها في كل المجالات: على المستوى العسكري، على المستوى الاقتصادي... على كل المستويات، إذا لم تتجه هذا الاتجاه؛ فسيكون واقعها نفسه واقعاً سلبياً، يؤثِّر عليها في مدى الاستجابة لتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-، وللتحرك في المواقف المهمة؛ لأنها ترى نفسها في واقعٍ ضعيفٍ، أو واقعٍ هشٍ، أو واقعٍ يسوده الكثير من الخلل، أو الإشكالات والعوائق، وترى نفسها ليست جاهزة لمواجهة التحديات، وتعتبر نفسها ليست مهيأة لتحمل المسؤوليات، فالكثير من توجيهات الله -سبحانه وتعالى-، وبالتحديد التوجيهات التي يتهرب الكثير من الناس عن الالتزام بها وعن تنفيذها، هي ذات أهمية كبيرة في معالجة هذه المشكلة، معالجة مشكلة الخلل في واقع الأمة، الضعف في واقع الأمة، الحالة التي يموت فيها الاستشعار للمسؤولية، الحالة التي يتردى فيها واقع الأمة ووضع الأمة في كل المجالات، فتتحول إلى أمةٍ ضعيفة، أمةٍ مفككة، أمةٍ عاجزة، أمةٍ تغيب عنها حالة الجهوزية لمواجهة التحديات، أمة تموت فيها المعاني والقيم ذات الأهمية الكبيرة، التي تجعل الإنسان حاضراً ومهيأً لتحمل المسؤوليات، ومواجهة التحديات.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية الثانية والعشرون: 1441هـ 15-05- 2020م.

يوم الفرقان (5) استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر