الخطر الإسرائيلي الأمريكي يجب أن تكون النظرة إليه إلى أنه خطر على الأمة الإسلامية بكلها، وخطر على مقدساتها أجمع، ليس خطراً يقتصر على الواقع الفلسطيني، على الشعب الفلسطيني، الإسرائيليون يجعلون من المنطقة الفلسطينية، من الأرض الفلسطينية مرتكزاً يجثمون عليه لينطلقون من خلاله، ليصلون بكل شرهم وفسادهم إلى المنطقة العربية بكلها، ويستحوذون على الواقع العربي بكله، يكونون هم الأكثر تأثيراً، والأبرز نفوذاً، والأكثر سيطرة وتغلباً. هذا واضح، وهذه النظرة الواعية التي يجب أن تكون قائمة لدينا جميعاً، ندرك من خلالها مسؤوليتنا وحجم مسؤوليتنا في مواجهة هذا الخطر الذي هو خطر على أمتنا بكلها، خطر على شعوب المنطقة بكلها، ليس فقط على الشعب الفلسطيني العزيز المظلوم، ليس فقط على الأقصى الشريف ثالث الحرمين، بل هو خطر حتى على الحرمين الشريفين، على كل المقدسات، على الأمة بكلها، على شعوب المنطقة بكلها.
إدراك الأمة لهذا الخطر الإدراك العميق سيكون عاملاً مساعداً على التحرك الجاد، والأمة تفقد الجدية في مواجهة هذا الخطر، وإلا فالمنطقة العربية بكلها تدرك أن إسرائيل عدو وإن كان هناك سعي حثيث لتغييب هذا من الذهنية العربية تماماً.
أيضاً يجب أن تكون النظرة الواعية إلى طبيعة التحرك الإسرائيلي الأمريكي إلى أنه تحرك واسع وشامل، ليس فقط التحرك الإسرائيل والخطر الإسرائيلي، لا يتمثل فقط في احتلال فلسطين وفي تهديد بعض المقدسات، هو أكبر من هذا، مع أنه في ذلك المستوى كاف في أن تتحرك كل الأمة لمواجهته، وهو مع ذلك خطر واسع وشامل يستهدف الأمة في كل مقومات نهوضها ونهضتها.
يتحرك في كل الاتجاهات وفي كل المسارات، معرفة هذا بشكل كبير مهم، والكثير يعرف لكن لا تتوفر العوامل المعنوية للقيام بالمسؤولية، الكثير يعرف الخطر الإسرائيلي والأمريكي لا يقتصر فقط بمقدار ما يحتلونه من أرض، أو بمقدار حرصهم على التموقع والتمركز في منطقتنا العربية لأهميتها الجغرافية، لأهميتها الاقتصادية، فيما تختزنه في باطنها من ثروة هائلة من النفط وخيرات أخرى وعلى ظاهرها كذلك.
أكثر من ذلك, يستهدفنا كأمة ويستخدم كل الوسائل والأساليب مما وصفهم القرآن الكريم به وتحدث عنهم يمثلون خطراً كبيراً كأعداء رئيسيين للأمة, يمثلون خطراً كبيراً على الأمة هو لبس الحق بالباطل, أنهم قديرون جداً على لبس الحق بالباطل, هذه واحدة من الوسائل التي يعتمدون عليها في ضرب الأمة, التزييف للفكر, التزييف للثقافة, التزييف للوعي, التزييف للإعلام, هذه قضية خطرة جداً جداً جداً ووسيلة أساسية ورئيسية يضربون بها الأمة, من خلالها يتمكنون هم أن يتحكموا في صناعة التصور, التفكير, الرؤية, وبالتالي طبيعة التفكير والموقف, الموقف, في نهاية المطاف يدفعون هم فئات واسعة داخل المجتمع الإسلامي إلى تبني مواقف هي تخدمهم, هي لمصلحتهم, فنكون نحن أمة نضرب أنفسنا, نعمل ما يضرنا وما يخدم أعداؤنا, نتحرك نحن بأنفسنا عملياً فيما يحقق سياسات تضربنا من الداخل, تضعفنا من الداخل, تحقق لأعدائنا الكثير والكثير من المكاسب.
هذه مسألة مهمة جداً من خلال وسائل الإعلام المقروءة, المسموعة, المرئية, من خلال اختراقهم للجامعات والمناهج الدراسية والمشاريع التعليمية, كل العوامل التي من خلالها يمكن أن يصنعوا توجه الأمة, هذا من أخطر ما يكون, أن يكونون هم بكل ما يحملونه من عداء للأمة, بكل حقدهم, بكل الحالة العدوانية التي يعيشونها يحملونها تجاه الأمة ويمارسونها تجاه الأمة مَن يتحكمون في صناعة توجه الناس في مواقفهم, في رؤاهم, حالة خطيرة جداً لا أسوأ منها ولا أخطر منها؛ لأنهم بالتالي هم يدفعوننا من الداخل إلى أن نضرب أنفسنا, إلى أن نتحرك بالشكل الذي يفيدهم يخدمهم, هذه واحدة واحدة من المجالات من الوسائل من الأساليب التي يركزون عليها.
جانب آخر مما يركزون عليه: استهداف الأمة في إيمانها بكل ما يحمله الإيمان من ارتباط قوي ووثيق بالله سبحانه وتعالى, من تحلي بالقيم والأخلاق العظيمة الإلهية, مكارم الأخلاق, من مبادئ مهمة, يتحركون في هذا المجال برغبة شديدة {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً}(البقرة من الآية:109) واستهدافهم للأمة في هذا المجال له وسائل وأساليب كثيرة جداً, استهداف الشباب لتمييعهم, لإفسادهم, نشر الفساد بكل أشكاله, وفي مقدمته الفساد الأخلاقي, العمل على نشر حالة الإلحاد والبعد عن الله سبحانه وتعالى, وسائل كثيرة يعتمدون عليها في هذا المجال, وهذا شيء خطير جداً, إبعاد الأمة الإسلامية والشعوب العربية عن إيمانها, إبعاد لها عن تأييد الله, عن النصر من الله سبحانه وتعالى, إغراق لها في متاهات وضياع, فلا يبقى لها تلك القيم الإيمانية التي منها العزة ومنها الإباء ومنها مكارم الأخلاق.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم القدس العالمي 1433هـ.