ثم يوجه توجيهاً مهماً إلى سلاح فعال في المواجهة هو سلاح المقاطعة {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} مقاطعة لهم في حياتهم ومقاطعة لهم حتى مع مماتهم {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً} لا تصل عليه صلاة الجنازة {وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}؛ لأن في ذلك تشريفاً أو تكريماً أو احتراماً. وهذا سلاح المقاطعة من أهم ما يجب أن يفعل في مواجهة فئات الشر والناس السيئين جداً الذين يكون لهم دور أساس في التثبيط عن الجهاد في سبيل الله، أو في مواجهة الجهاد في سبيل الله، ومواجهة دين الله، سلاح المقاطعة، المقاطعة بكل أشكالها بأشكال كثيرة، هو هذا هنا مقاطعة حتى مقاطعة حتى لصلاة الجنازة عليهم، وحتى في الحضور في دفنهم وتشييعهم.
تفعيل هذا السلاح مهم؛ لأنه من أسوأ ما يتحاشاه المنافقون هو المقاطعة لهم، وأن يتحولوا إلى منبوذين مكروهين مرفوضين، لا قابلية لهم، ولا تأثير لهم، ولا في واقع المجتمع لا يقبلهم أبداً، هذا مسألة كبيرة عليهم ويمثل عذاب لهم. عندما يشعرون أن المجتمع قد نبذهم وقاطعهم وتركهم وأصبحوا لا قيمة لهم ولا أهمية لهم ولا تأثير لهم يعذبون عذاباً نفسياً ويشعرون بالخزي، وهذا من أسوأ ما يحرصون على تحاشيه. ولذلك يسعون إلى استرضاء المجتمع بكل الوسائل والأساليب من ذلك الحلف بالأيمان، والخداع والأكاذيب، ويطلقون الكثير من الدعايات لهذا الغرض.
وهذه المقاطعة الشديدة لهم حتى مع موتهم، لماذا؟ {إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} كفروا، وإن لم يعلنوا كفرهم، وإن لم يعلنوا خروجهم من ملة الإسلام، لكنهم عندما كرهوا الجهاد في سبيل الله هم اتهموا الله في حكمته، واتهموه في رحمته، واتهموه في علمه، ثم كان لهم موقف جريء وسيء جداً تجاه أوامر الله وتوجيهاته، فهم في تلك الحالة عاشوا حالة الكفر في قلوبهم وإن لم يعلنوا خروجهم من ملة الإسلام، وإن كانوا يصلون ويصومون ويحتفظون بمسابح، أو أي شيء أخر، يحتفظ بمسبحته وقد يحاول أن يقدم نفسه أنه من أهل الخير وما إلى ذلك، لكنه بكرهه للجهاد في سبيل الله وموقفه المعقد والسلبي والسيء والمقيت ضد الجهاد في سبيل الله هو كان يتهم الله الذي أمر بالجهاد في حكمته وفي رحمته وفي علمه، وبالتالي كان جريئاً على عصيان الله، ومخالفة أمر الله سبحانه وتعالى فعاش حالة الكفر في قلبه.
{مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ}(المائدة:41) {وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ}،{إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} لو كانوا مؤمنين بالرسول والرسول جاهد ودعاء إلى الجهاد، ودفع إلى الجهاد، وحث على الجهاد، ورغب في الجهاد، وتحرك مجاهداً طوال بعثته لجاهدوا ولتقبلوا الجهاد في سبيل الله، ولما كان لهم ذلك الموقف السيء الذي هو أكثر من مسألة التخلف، أكثر من مسألة القعود، هو الرضى بالقعود وهو الكره للجهاد في سبيل الله. {وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} خارجون على أمر الله سبحانه وتعالى ومتجاوزين له.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم.
دروس من سورة التوبة - الدرس السادس .
ألقاها السيد
عبد الملك بدر الدين الحوثي
الدرس السادس
بتاريخ
21/رمضان/1434هـ
اليمن – صعدة.