منير الشامي
لم ولن يساورَنا الشكُّ يوماً في أن ثرواتِ اليمن النفطية والغازية كانت وما تزال الهدفَ الذي يسيلُ عليه لُعابُ قوى الاستكبار العالمي منذ أن عرفوا مقدار تلك الثروات وحجمها وأماكن تواجدها، بدايةً من الشيطان الأكبر “النظام الأمريكي ” وانتهاء بأذياله وعملائه أنظمة الشقاق والنفاق في الجزيرة العربية.
ونعلم جيِّدًا أن تلك الثرواتِ كانت وما تزالُ الكابوسَ الفظيعَ الذي أرق ويؤرق نظام الرياض ليل نهار في حال قيام دولة مدنية قوية ومستقلة عن وَصايتها تملك قرارَها وقادرةً على استخراج ثرواتها وحمايتها وتسخيرها لمصلحة الشعب، وندرك أَيْـضاً أن أحلامَه في السيطرة عليها والاستفراد بها هي مَن استدلت الغشاوة على عيونه وجعلته يغامر ويرمي بنفسه في أتون مستنقع الحرب على اليمن وأن النظام الأمريكي هو من يزيّن له سوء عمله ويدفعه ليتزعمَ العدوان في الشكل الظاهري، مستغلاً لهوسه وشغفه بالاستحواذ على ثروات اليمن.
فانقاد له سامعاً ومطيعاً، ومتجاهلاً أن النظام الأمريكي أكثر هوساً وأشدُّ شَغَفًا بثروة النفط اليمني، وتجاهل أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن إلا مِن أجلِ النفط العراقي وأنه لو مُنع عنه النفط السعوديّ يوماً لَما أمهله في البقاء حتى فجر اليوم الثاني.
إذن فالحقيقة التي أصبحت اليوم ماثلةً للعالم أن ثرواتِ اليمن النفطية هي السبب الرئيسي الثاني بعد السبب الأول والمتمثل بمحاولة القضاء على المشروع القرآني؛ كون استمراره سيؤدي إلى بناء دولة يمنية قوية ومستقلة قادرة على حماية ثرواتها وعلى استغلالها لمصلحة الشعب.
هذه حقائقُ أصبحت اليومَ ظاهرةً بكل وضوح كقرص الشمس في كبد السماء، ولعل فشلَ عدوانهم من جهة والأزمة العالمية في مصادر الطاقة التي خلّفتها الحرب الروسية الأطلسية في أوكرانيا من جهة أُخرى هي من أجبرت أعداء اليمن على الكشف عن مطامعهم واللعب على المكشوف واستغلال الهُـدنة في المجازفة بإدخَال القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية إلى الأراضي اليمنية؛ مِن أجلِ النفط والغاز اليمني لا غير.
وما الاستنزافُ الذي مارسته دولُ العدوان للنفط اليمني منذ العام 2016م ثم الغاز إلا مرآة تعكسُ سيلانَ لُعابهم الذي لن يتوقفُ إلا ببتر الألسنة التي يسيلُ منها ببأس يمني شديد.
فهل يظن نظامُ الرياض مثلاً أن قواتِ أسياده الأمريكي والبريطاني والفرنسي جاءت لتساعده في الاستحواذ على ثروات اليمن؟
إن كان يظُنُّ ذلك فَـإنَّ عليه أن يفوقَ من غفلته وأن عليه أولاً أن يحاولَ وقفَ استنزافهم لثروات شعب نجد والحجاز وَإذَا نجح في ذلك فعندها يظُنُّ كما يشاء ويطمع في ثروات غيره قدر ما يشاء.
لقد انكشفَ كُـلُّ ما يسعى إليه أعداء اليمن، ومثلما استطاع الشعبُ اليمني بقيادته المؤمنة والحكيمة إفشالَ عدوانهم سيفشل بتوكله على الله سعيُهم لنهب ثرواته وسيلجمُ أفواههم ويمنع سيلانَ لُعابهم منها إن لم ينسف الجماجم التي تحتويها فما تبقى من هُـدنة الاستنزاف سينقضي وما بعدَها ستنقلب أحلامُهم كوابيسَ في سراديب الجحيم.