تمثل جزيرة سقطرى اليمنية إحدى أهم الجزر العالمية التي تتفرد بموقعها الجغرافي الاستراتيجي الاستثنائي، فهي تشرف على ممرات بحرية حيوية؛ المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عدن، والذي حقق لها هذا الموقع الإشراف على طريق الملاحة بين الغرب والشرق عبر مضيق باب المندب، بالإضافة إلى أن موقعها في المحيط الهندي، قد عزز موقعها التجاري الرابط بين بلدان شبه الجزيرة العربية وبلدان شمال افريقيا مع بلدان جنوب وجنوب شرق آسيا، وجعل منها جزيرة تتوسط طرق الملاحة الدولية فيسهل رسو السفن في موانئها، وهذا ما جعل لموقع الجزيرة أهمية كبيرة في الإستراتيجية الدولية والإقليمية، والذي يشكل دائرة السيطرة والتحكم التي تجمع بين غرب آسيا وشرق أفريقيا، وتجمع بين كل من شمال البحر الاحمر، والمحيط الهندي.
و تتميز جزيرة “السعادة” كما يطلق عليها، بتنوع مواردها الاقتصادية والنفطية والغازية، والبحرية والنباتية، إذ تعد جزيرة أرخبيل سقطرى أكبر محمية طبيعية في بحرها وبرها، وأوسع موقع للثروة النباتية الفريدة واللبان والأعشاب الطبية والأشجار المعمرة والطيور الداجنة والمهاجرة النادرة، الأمر الذي جعل منظمة اليونسكو تصنفها في العام 2008م ضمن قائمة التراث العالمي، ولقبت بأكثر المناطق غرابة في العالم، وأجمل جزيرة في العالم نظرا لتنوعها الحيوي الفريد وأهميتها البيئية.
ومنذ بدء العدوان على اليمن في العام 2015، تسعى دويلة الاحتلال الإماراتي التي لا تتجاوز مساحتها نصف مساحة جزيرة سقطرى، والذي يساوي عمر أصغر معمر يمني في الجزيرة أضعاف عمرها، إلى فصلها بشكل منهجي عن اليمن وإدارتها كجزء من أراضيها – تنفيذا للأجندة الصهيو أمريكية البريطانية التوسعية في اليمن، إذ لم تدعْ الأداة الإماراتية أي طريقة أو أسلوب للسيطرة على الجزيرة ونهب ثروتها الطبيعية والبحرية وتجريفها وسرقتها وتغيير معالمها، وسلخ هويتها اليمنية إلا واستخدمتها.
-
شراكة صهيوإماراتية لاحتلال سقطرى
ووفقاً لتقرير نشرته “وكالة أنباء أهل البيت (ابنا) الإيرانية، أنه بعد مرور سنة على التطبيع العلني بين الإمارات والكيان الصهيوني في أغسطس/آب 2020، توصلت أبو ظبي وتل أبيب إلى اتفاق مشترك للسيطرة على جزيرة سقطرى المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بغرض توسيع عملياتهم الاستخباراتية العسكرية المشتركة في مطار سقطرى الأكبر في الجزيرة.
ونقلت وكالة “ابنا” عن مصادر مطلعة أن مؤسسة “خليفة” الإماراتية والهلال الأحمر الإماراتي أبرمتا عقدًا مع الشركات الإسرائيلية “يوسي أبراهام” و”ميفرام” لتوسيع مطار “حديبو” الذي تستخدمه الإمارات والقوات الأمنية الإسرائيلية في عمليات الاستخبارات البحرية والجوية.
-
تواجد قوات صهيوأمريكية
وكشف مصدر مسؤول في حكومة الفنادق عن وصول قوات عسكرية وخبراء أمريكيين وصهاينة وبريطانيين إلى جزيرة أرخبيل سقطرى ناقلين معهم أجهزة ومعدات اتصالات تجسسية عسكرية، في إطار مساعيهم إنشاء غرف استخباراتية في الجزيرة للتحكم بطرق الملاحة الدولية، فضلًا عن نهب ثروات الجزيرة، وفقا لتقارير إعلامية.
-
تغيير الخريطة وتهجير السكان
سلسلة من الإجراءات والمخططات المشبوهة، استخدمها الاحتلال الصهيو الإماراتي بهدف تغيير الخريطة الديموغرافية والجغرافية للجزيرة، والقيام ببناء قواعد عسكرية، فضلاً عن إنشاء شركة اتصالات، وشبكات تجسس على سكان الجزيرة، وإنشاء موانئ خاصة فيها، وربط كل الإجراءات الأمنية في سقطرى بدولة الإمارات، بما فيها دخول الأجانب وحصرها فيها، مع نهب الأخضر واليابس من ثرواتها الطبيعية، كما قدمت إغراءات كثيرة لسكان الجزيرة لمغادرتها مقابل حصولهم على جنسية الإمارات والعمل فيها، فإنها ضغطت على كل من يعارضهم لمغادرة الأرخبيل، بل وصل الحال لدرجة إصدار مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية العاملة في الجزيرة، بطاقات تعريف شخصية لعدد كبير من أهالي سكان الأرخبيل اليمني، وباتت تتعامل مع سكان الجزيرة وفقاً لهذه الهوية ولا تقبل بغيرها عندما يتطلب الأمر من الشخص إثبات هويته، وأصبحت هذه البطاقة تمثل هوية يمكن الاعتماد عليها في زيارة الإمارات، ويحصل حاملها على امتيازات.
-
تجريف الشُعب المرجانية والأحجار النادرة
وتعمد دويلة الاحتلال الإماراتي في إطار مسلسل العبث والنهب في جزيرة سقطرى إلى هدم المناطق الأثرية المطلة على البحر لبناء قصور ومسابح وفلل للضيوف الأميرية، و سرقة الآثار القديمة والثروات الطبيعية كالأشجار والطيور والأحجار والحيوانات البرية وأرسلوها إلى مدنهم وحدائقهم، بالإضافة إلى نهب يقدر بالأطنان للشعب المرجانية والأحجار النادرة في العالم من هذه الجزيرة المحمية الطبيعية عالميا.
وحسب مصادر محلية فإن السفن التي تأتي يوميا إلى ميناء جزيرة أرخبيل سقطرى تحمل أطناناً من الأسماك والشعاب المرجانية والأحجار النادرة في العالم بغرض نقلها لبناء جزيرتين اصطناعيتين في دبي حسب ما أكدت المصادر، كما يتم سرقة ثروات الجزيرة والقيام بعمليات جرف الشعب المرجانية والأحجار النادرة فيها، بحسب موقع إمارات ليكس.
-
سرقة 180 نوعاً من الطيور
وتناقل ناشطون وإعلاميون من أبناء سقطرى، الأسبوع الماضي، أنباءً حول قيام الاحتلال الإماراتي بسرقة صقر نادر ينتمي للجزيرة اليمنية يسمى الصقر السقطري الشهير والنادر “سوعيدو”، بعد أن ظهر في أحد معارض أبو ظبي خلال الأيّام الماضية في تَعَدٍّ سافر على المحميات اليمنية ونهبها وسط تكتم الجمعيات العالمية المعنية بالمحميات العالمية والحفاظ عليها.
ولفت الناشطون إلى أن “سوعيدو” من الطيور النادرة في العالم ولا توجد إلَّا في جزيرة سقطرى، حَيثُ يبلغ طولُ جناحَيه 190 سم ووزنه 2000 جرام وهو يشبه الصقر بشكله، موضحين أن الاحتلال الإماراتي قام بسرقة ونهب حوالي 185 نوعاً من الطيور التي تنتمي للأرخبيل اليمني، ناهيك عن جرف الشعب المرجانية النادرة التي تتمتع بها الجزيرة اليمنية الاستراتيجية المطلة على البحر العربي والمحيط الهندي.
-
تدمير البيئة
إلى ذلك حذر ناشطون من استمرار تساقط وموت شجرة دم الأخوين النادرة في جزيرة سقطرى المحتلة، والتي تمثل رمزا تراثيا ومعنويا للجزيرة وأبنائها، مشيرين إلى أن من بين الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر هو العدوان والاحتلال الإماراتي الذي أحدث ضررا كبيرا في الجزيرة وبيتها وسمعتها كمحمية طبيعية وحولها من محمية طبيعية إلى ثكنة عسكرية
ختاما
على دويلة الاحتلال الإماراتي أن تدرك أن سقطرى يمنية وستبقى يمنية، وعبثها في الجزيرة لن يطول، وما تستطيع دويله الانبطاح الإماراتي تحقيقه هو اكتساب خبرة في الحياة وفي أدب التعامل مع الأحياء والبشر، أما أهداف استعمارية أخرى فقد عجزت بريطانيا والبرتغال، وبفضل الله وقواتنا المسلحة والطيران المسير وأبناء الجزيرة الأحرار سيندحر الاحتلال الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي مذموما مدحورا، وما ذلك على الله ببعيد.
نقلا عن موقع أفق نيوز