هذا على مستوى الإرادة والحالة والروح المعنوية، التي عندما ازدادت تعاظما، الحالة الوجدانية فيما يتعلق بالاستعداد العالي للتضحية في هذه النقطة أيضا بالذات وصلت لدرجة عالية جدا، وفي تقديري لأثر هذه الشهادة أنه أحيا مشاعر الإباء والعزة والاستعداد للتضحية، واستفز شعبنا العزيز كما كانت المسألة في بداية العدوان، كان في بداية العدوان حصلت حالة من الاستفزاز الكبير للشعب، وكان لهذا أثر كبير يعني في تحرك الناس وانطلاقتهم واندفاعهم الكبير، ربما مع طول فترة الحرب وتعاقب السنوات وأصبح الروتين فيما يتعلق بالحرب روتينا بطيئا، روتينا اعتياديا إن صح التعبير، يعني تعود الناس على أجواء الحرب، البعض بدأوا في حالة الفتور بالاتجاه إلى انشغالاتهم الاعتيادية في الحياة، لكن هذه الجريمة في حق هذا الرجل العظيم، بحق هذا الشهيد العزيز مثلت حافزا كبيرا لشعبنا العزيز، وأعطته طاقة متجددة، ووثبة جديدة إلى ميدان القتال، وهذا الشعور نعيشه جميعا، الإحساس بطاقة جديدة وعزم متجدد، ومشاعر عالية، واستشعار أكبر للمسؤولية، واندفاع أكبر نحو تحمل المسؤولية، نحو العمل، نحو الموقف، واستعداد أعلى للتضحية، هذه هي المشاعر السائدة، وهذه هي بركة إلـــهية لتضحيات الشهداء الأبرار، كل شهيد يترك أثرا من الروح المعنوية، على مستوى معين، البعض مثلا على مستوى قريته، على مستوى منطقته، على مستوى أسرته، على مستوى محيطه، على مستوى أصدقائه، أحيانا بعض الشهداء يوفقهم الله بأن يكون هذا الأثر واسعا جدا، ومستواه مرتفعا بشكل كبير، هذه بركة ورحمة، وهذه إحدى الثمار المهمة للتضحيات في موقف الحق، هذا الأثر لا يكون إلا لشهداء الحق، شهداء العدالة، شهداء الشعوب في قضاياها العادلة، يتركون أثرا وجدانيا عظيما وحتى روحانيا، الإحساس بقدسية هذه التضحية، بعظمة هذه التضحية، وأنها تضحية في سبيل الله تعالى، والله قال: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم}، الذين قتلوا في سبيل الله، وسبيل الله ما هو؟ كما نكرر في كلماتنا كثيرا وكثيرا، ليس سبيل الله هو دفاع عن الله، الله هو الغني، سبيل الله منظومة من المبادئ والقيم والتعليمات الإلهية الفطرية الإنسانية العظيمة المقدسة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد
عبد الملك بدرالدين الحوثي
في تشييع الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه 28-04-2018م