مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً بالنسبة لنا كشعبٍ يمني، وبالذات أبناء هذا البلد الأحرار والشرفاء الذين يبذلون كل جهدهم في التصدي للعدوان، هناك دروس مهمة، عشنا هذه المظلومية، وهذه المعاناة، ومواجهة هذا التحدي من بدايته وإلى اليوم، في كل منعطفاته، في كل مراحله الحسَّاسة والخطرة والكبيرة، وتفاصيلها كثيرة في كل المجالات، المؤامرات التي سقطت مؤامرة تلو مؤامرة، وعشنا هذه التفاصيل لا داعي للحديث عنها.

 

أهم درسٍ هو أننا عشنا ثمرة التوكل على الله، والاعتماد عليه، والثقة به -سبحانه وتعالى- وهذا درسٌ مهم استراتيجي، وإنساني، وإيماني، ومعنوي، أهم عاملٍ في الصمود هو الروح المعنوية، وهذه الروح المعنوية إنما تحققت لنا بمعونة الله -سبحانه وتعالى- بتوكلنا على الله، برهاننا عليه -سبحانه وتعالى-.

 

لم يكن البعض من أبناء هذا البلد الذين كان لديهم نقص في الروح المعنوية، في الروح الإيمانية، ولم يكونوا يحسبون حساب التوكل على الله، والاعتماد عليه، لم يكونوا يتوقعون أبداً أنه بالإمكان الصمود في مواجهة هذا العدوان بإمكاناته الهائلة، ومن واقع الظروف الصعبة التي نعيشها كشعب يمني، كان البعض يعتبر الصمود مستحيلاً، ويعتبر التماسك ثم الانتصار أبعد من المستحيل، ولكن هذا يعود إلى انعدام الحالة الإيمانية لديهم، إلى انعدام الثقة بالله -سبحانه وتعالى- عندهم، إلى انعدام التوكل على الله -سبحانه وتعالى- ضمن مفاهيمهم.

 

أمَّا أبناء هذا الشعب الأحرار والشرفاء والأعزاء، الذين يحملون الروح الإيمانية العالية، فكانوا مطمئنين إلى أنَّ ثمرة التوكل على الله -سبحانه وتعالى- ستكون هي النصر، وأنَّ وعد الله لن يختلف أبداً، إنَّه -جلَّ شأنه- قدَّم الوعود المهمة لمن يعتمدون عليه، ويثقون به، ويتمسَّكون به في موقفهم العادل، في موقفهم الحق، هو -جلَّ شأنه- القائل: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: من الآية3]، هو -جلَّ شأنه- القائل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: من الآية40].

 

من ينطلق معتمداً على الله -سبحانه وتعالى- واثقاً به، في الموقف الحق، متمسكاً بقضيته العادلة؛ يحظى من الله بالنصر، يحظى من الله بالعون، يحظى من الله بالتأييد، وهذه عبرة مهمة، وهذا درسٌ مهمٌ للغاية، نعتمد عليه في مواجهة كل التحديات مهما بلغت، ومهما كان مستواها، ومهما كان حجمها؛ لأن الله أكبر من كل ذلك، وأعظم من كل ذلك.

 

أيضاً رأينا من ثمار هذا النصر ونتائجه المشرفة النتائج البنَّاءة، أنه ليس فقط كان واقعنا واقع التماسك؛ إنما واقع البناء، والمثال البارز جدًّا في هذا الجانب: هو بناء القدرات العسكرية، واليوم عندما نتحرك ونتجه الاتجاه نفسه في بناء القدرات العسكرية في بقية المجالات، ومنها: الجانب الاقتصادي، نثق ونتيقن أنَّ الله -سبحانه وتعالى- سيمنُّ علينا بالتوفيق وبالتأييد وبالعون، ويحقق لنا بفضله وكرمه النتائج المهمة جدًّا التي تجعلنا أيضاً في مسار تصاعدي، عندما نلتفت إلى واقعنا رأينا ثمرة العمل الجاد، وثمرة ونتائج التضحية، وثمرة ونتائج الصبر، الانتصارات التي تحققت، والانجازات التي تحققت، والقدرات العسكرية والإمكانات التي وصلنا إليها بفضل الله -سبحانه وتعالى- هي نتاجٌ لمعونة الله مع ذلك العمل، مع ذلك الجهد، مع ذلك الصبر، مع ذلك العطاء، مع تلك التضحية، وهذا ما يجب أن نواصله، لا بدَّ من العمل، لا بدَّ من التحلي بالمسؤولية، لو كنا مظلومين كيفما كنا، ولو بلغ حجم المظلومية إلى أي مستوى من دون أن نتحلى بالمسؤولية، من دون أن نبذل الجهد، من دون أن نعمل، من دون أن نسعى بكل ما نستطيع، من دون أن نعمل ما علينا أن نعمله، لم تكن مظلوميتنا تكفي لأن تتحقق لنا هذه الانتصارات، وأن نصمد هذا الصمود، وأن نتمكن من هذا الثبات، وأن نتمكن من هذا التماسك.

 

لكي ننتصر، ولكي تثبت، ولكي تتماسك، ولكي تكون في موقع القوة في مواجهة التحديات، لا يكفيك أن تكون مظلوماً، بل لا بدَّ من أن تتحلى بالمسؤولية، لا بدَّ من أن تعمل، من أن تسعى، من أن تبذل الجهد، وفي كل ذلك تكون معتمداً على الله، ومتوكلاً عليه؛ لأن التوكل على الله بوعي، بفهمٍ صحيحٍ لمفهوم التوكل، هو التوكل الذي يُبنَى عليه عمل، يُبنَى عليه سعي، تبذل فيه جهود عملية، ولذلك ثمرة التوكل على الله مع العمل الجاد، مع التحلي بالمسؤولية، مع التضحية، مع الصبر على كل المعاناة، نتيجتها مهمة وبنَّاءة، وتحوِّل التحديات والمخاطر إلى فرص حقيقية نخرج منها بقوةٍ أكبر، وببناء لواقعنا على كل المستويات وفي كل المجالات.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة اليوم الوطني للصمود 26/ 3 / 2020م/ 28 مارس 2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر