{لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} المتقين المؤمنين حقيقة بالله وباليوم الآخر لن يتهربوا من الجهاد في سبيل الله لا بالمال ولا بالنفس، سيكون موقفهم هو الاستجابة لله، والطاعة لله، والتحرك في سبيل الله بكل رغبة ومحبة. الله عليم بالمتقين ويعلم نفسياتهم وضمائرهم وخفايا نفوسهم، وعليم بذات صدورهم، فهو يحكي عنهم بعلم، يحكي عنهم بعلم أنه لا يمكن أي إنسان مؤمن إيماناً حقيقياً وإيماناً صادقاً بالله واليوم الآخر لا يمكن أن يتخاذل ولا أن يتهرب، ولا أن يبحث عن الأعذار الواهية والمبررات الزائفة غير الحقيقية ولا الواقعية ليتهرب عن الجهاد في سبيل الله.
إنما {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ} ـ أولئك المتخاذلين بإذن، يريد أن يتخاذل بإذن، يريد أن يترك الجهاد في سبيل الله ويأخذ أذن ليبرر تخاذله ـ {الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} لا يؤمنون بالله فلم يستجيبوا له، ولم يستحيوا منه، ولم يثقوا به، ولم يطمئنوا على وعوده، {وَالْيَوْمِ الآخِرِ} فلم يشتاقوا إلى جنته، ولم يخافوا من عذابه وناره.
{وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} مرتابين لم يثقوا بوعود الله، لم يثقوا بوعده بالنصر، ولم يثقوا بوعده بالتأييد، ولم يثقوا بوعوده التي وعد بها من يجاهدون في سبيله، فلذلك بقيوا في حالة اضطراب وتردد فيما هم عليه من الشك والريبة.
مستوى إعداد النفس للجهاد في سبيل الله يدلل على صدق الإنسان مع الله
{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً} الإنسان إذا اتخذ، إذا اتخذ قراره جاداً للجهاد في سبيل الله سيعمل على أن يعد ويستعد للتحرك في سبيل الله بقدر ما يستطيع. الله قد أمرنا أن نعد في سبيله بقدر ما نستطيع {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}(الأنفال:60)، الإعداد على المستوى المادي وعلى مستوى إعداد النفس للجهاد في سبيل الله يدلل على صدق الإنسان مع الله وعلى مصداقيته وأنه قد توفرت في واقعه الإرادة، قد أراد ، أراد أن يجاهد، أصبح عنده إرادة وتوجه جاد وصادق مع الله سبحانه وتعالى أن يجاهد في سبيله، فهو يعد ويستعد، يعد ما استطاع من السلاح، يعد ما يستطيع على المستوى المعنوي والإيماني والخبرة الجهادية.
وهنا ندرك أهمية الاستعداد والإعداد، وهذه من المسائل التي يقصر الناس فيها تقصيراً كبيراً، والله المستعان، الله المستعان. البعض قد يسبب لنفسه خصوصاً من يستطيع أن يعد ثم لا يعد قد يسبب لنفسه أن يخذل فلا يوفق للجهاد في سبيل الله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من ســورة التــوبــة -الدرس الرابع
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.
بتاريخ
13/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة.