الدروس والعبر من هذه الآية المباركة: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}:
أول درس هو: ثمرة الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى-، والتوكل على الله -جل شأنه-، فالله -جل شأنه- يمنح من رعايته ومعونته وتأييده ما يمكِّن عباده المؤمنين في موقفهم الحق من إلحاق الخسائر الكبيرة بالعدو، بالرغم من محدودية الإمكانات على المستوى المادي والعسكري في يد المؤمنين، وما يمتلكه المؤمنون، ولكن الله يمكنهم فيعطيهم فاعلية عالية في المواجهة، ويمكنهم أيضاً من إلحاق خسائر حساسة وكبيرة، تصل أحياناً إلى قتل قادة من صفوف العدو أو في صفوف العدو، والقتل في صفوف العدو في المعركة العسكرية من أكبر ما يؤثِّر عليه، يؤثِّر عليه، ويسبب له الهزيمة، ويترك تأثيراً كبيراً عليه فيما بعد ذلك، ودائماً ما تحسب في مقدِّمة الخسائر العسكرية: القتلى؛ باعتبارهم في حساب الخسائر من أخطر الخسائر، ومن أكبر الخسائر العسكرية التي تترك تأثيراً كبيراً في ميدان القتال، والله -سبحانه وتعالى- يتدخل في هذا الجانب المؤثر أيضاً: التمكين من قتل الأعداء، من قتل قادتهم، من قتل فرسانهم وشجعانهم، فيمثل هذا نكايةً بهم، وتطهيراً للأرض منهم ومن شرهم؛ لأن العنصر البشري هو الأساس في المعركة وفي الصراع، العنصر البشري هو الفاعل، هو المؤثر، هو الذي يتحرك، فعندما يُضْرَب العنصر البشري للعدو، هذا يؤثر عليه، وهذا يفيد أيضاً في مهمة تطهير الأرض من المجرمين والأشرار، الذين يشكِّلون خطراً على البشرية في أمنها، واستقرارها، وصلاحها، وصلاح حياتها...إلخ.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون: 1441هـ 14-05-2020م.
يوم الفرقان (4) الاعتماد على الله والتنكر للذات.