يقول الله "سبحانه وتعالى" أيضاً في القرآن الكريم، وهو يذكِّرنا بما يعنيه لنا انتماؤنا الإيماني: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}[البقرة: من الآية231]، اتخاذ آيات الله هزواً: عندما نقرأها فلا نعمل بها، عندما لا نلتفت إليها في التزامنا العملي، نقرأها ثم نعرض عنها في مقام العمل، في مقام الالتزام، في مقام الطاعة، {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}، هذا منها، البعض أكثر من ذلك: قد يسخر، قد يعتبرها غير حكيمة، غير حضارية، قد يعتبرها أنها سلبية في الحياة، أنها تحد من حرية الإنسان في هذه الحياة، كل هذه العناوين التي يتحرك فيها أولياء الشيطان للصد عن سبيل الله، والواقع أنَّ كل آيات الله فيما فيها من تعليمات وتوجيهات، هي التي تكفل للإنسان الحياة الطيِّبة، الحرية الحقيقية بمفهومها الصحيح، الحضارة الراقية، التي تكون حضارة لا تهدم إنسانية الإنسان، لا تسيء إلى الإنسان في إنسانيته، حضارة راقية، حضارة بمعيار الأخلاق وبمعيار العدل.
{وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ}[البقرة: من الآية231]، {يَعِظُكُمْ بِهِ}، الله "سبحانه وتعالى" أنزل علينا من هديه، من نوره، من تعليماته، ما هو نورٌ لنا في هذه الحياة، ما هو عظةٌ لنا في هذه الحياة، ما هو عبرةٌ لنا في هذه الحياة، ما نَرشُد به، ما نهتدي به، ما نتزكى به، أعطانا الحكمة، كل تعليماته حكيمة، هي الأفضل لنا في هذه الحياة، هي الأصوب، هي التي تستقيم بها الحياة، هي التي فيها الخير لنا في الدنيا والآخرة، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: من الآية231].
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1443هـ