عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد - عليه السلام - في محاضرته الرمضانية الثالثة عشر للعام الهجري 1446 هـ ، ان من أهم مقامات سيدنا إبراهيم عليه السلام هو توجيه الأسئلة التي تستنطق الحقيقة عند قومة الذين انصرفوا عن الله ونهج وهدي الله، وهذه قضية خطيرة جدا ففيها تنكر لأكبر الحقائق ، بعدها اتجه سيدنا إبراهيم لموقفه الحاسم ضد قومه مؤكدا برأته من كل المعبودات غير الله سبحانه وتعالى، وقد اختار عليه السلام توجيه عبارة (فأنهم عدو لي) ، وهذا يعني ان عبادتهم من دون الله عبادة باطله شنيعه وفيها تعدي على أكبر الحقائق ، وخطر لابد من السعي لازالته، لأن ذلك يعني الاتجاه لعبادة العدو، وهذه حاله خطيرة وخسارة كبيرة على الإنسان، وهناك حالة مشابهه اليوم عندما يعبد العرب اليوم تعاليم امريكا وتوجيهات امريكا، فعندما يقومون بحذف الآيات القرآنية بما يتناسب مع مشاعر اليهود وامريكا، وحينما يوالون اعداء الله والاسلام فهذا مخالفه لأمر الله ونهي الله، وهذا من عبادة الله، يخشونهم أكثر من الله، والذي يتأمل في وضع الانظمه الرسميه انهم يخشون امريكا وينسون الله والاملاءات التي تقدمها امريكا فوق القرآن الكريم، وهذه خسارة كبيره وشر كبير على العرب والانظمه نفسها وشعوبها وأمتها وعلى البشرية كلها..
الحقيقه الاكبر إلى يوم الدين هي أن الله سبحانه وتعالى يخرجنا من الظلمات إلى النور، وامريكا واسرائيل طاغوت يخرجوننا من النور إلى الظلمات، والباطل هو طارئ في واقع البشر، ورب العالمين هو الدائم وهو الحق الذي يتوجب علينا عبادته وخشيته، فالربوبية المطلقه هي لرب العالمين وهو الاله الحق الذي لا معبود بحق غيره، ثم بعدها اتجه سيدنا إبراهيم مع قومه إلى ربطهم بالله سبحانه وتعالى فهو مصدر كل النعم وكل متطلبات الحياة منه سبحانه ، ثم سرد عليهم نعم الله سرد متسلسل بداية من الخلق والهداية والاطعام والشراب ، واختار هذا التسلسل ليطمئنهم لانه اختار ما ارتضاه لنفسه ويثق به، ليعزز لديهم الثقه ، فالله الذي خلقني وخلق الجميع ونعمة الخلق بالوجود هي الحقيقة الثابته التي لا ينكرها حتى المشركون، وبما انه الخالق فهو المنعم، وهذه النعمه هي نعمة الوجود اصلا، والوجود بالصورة والقدرات والحواس والمواهب والأعضاء التي وهبها الله للإنسان وخلقه في أحسن تقويم واحسن صورة، وعلى الانسان ان يدرك هذه الحقيقه وهذه النعمه..
لذلك تعتبر عقوبات المسخ من أشد العقوبات، فعندما مسخ الله بني إسرائيل لقرود وخنازير اهانهم واذلهم وشوههم ، والله الخالق المنعم والمالك الذي يستحق العبادة وحده وله حق الأمر والنهي في عبادة وهو من يستحق حق اللجوء اليه، ونعمة الهداية نعمه عظيمه ومهمه واساسيه ولشدة اهميتها قدمها قبل الطعام والشراب، والله عندما خلق الخلق لم يتركهم بدون هداية، ولو لم تكن نعمة الهداية مهمه للإنسان لانتهى فهي مرتبطه بوجود الانسان، والهداية الفطرية في كل الكائنات الحيه هي من أساسيات وجود الكون، والهداية الفطرية للإنسان موجوده منذ بداية ولادته وقبل حتى أن يفتح عيونه يبحث بالهداية الفطرية للرضاعه من ثدي أمه..