مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نتأمل في هذا الجانب، وفي واقع هذه الحياة، نجد بعضاً من النقاط المهمة جدًّا، الإنسان يتسبب في الأوبئة والكوارث والمصائب من خلال عدة أمور:

 

أولاً: من خلال عدم ارتقائه في تعامله وسلوكه ونشاطه وحركته في الحياة على أساسٍ من المسؤولية والرشد والمبادئ والتعليمات الإلهية، كثير من تصرفات الإنسان تخرِّب، تضر، إمَّا تضر ببني الإنسان من حوله، أو تضره هو، أو تضر في الواقع، تضر البيئة، تضر في واقع الحياة، ولهذا أتى في القرآن الكريم الحديث عن نوعية من البشر، الذين لا يتحلون بالمسؤولية والرشد، ولا يلتفتون إلى التعليمات الإلهية، ولا يستجيبون لأوامر الله، قال الله -سبحانه وتعالى- {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة: الآية205]، فالكثير من الناس ممن هم بعيدون عن الالتزام والانضباط في مسيرة حياتهم، في تصرفاتهم بشكلٍ عام، في معاملاتهم، في حركتهم في هذه الحياة، بعيدون ومتعنتون على توجيهات الله -سبحانه وتعالى- لا يلتزمون بالضوابط الصحيحة، بالقيم والأخلاق والمبادئ، يتصرفون من منطلقات أخرى: أهواء أنفسهم، أحقاد وعداوات، يتجرَّدون من القيم والأخلاق والمبادئ، لا يبالون بأي تصرف مهما كان ضاراً، قد يضر بهذا المجتمع أو بهذا المجتمع، بل أحياناً يتعمَّدون ما يضر، ما يسيء، ما يدمِّر، ما يجلب الضرر بالبشر هنا أو هناك.

 

ثانياً: من خلال خلل في التعامل مع الطبيعة، الله -سبحانه وتعالى- خلق هذا الكون، خلق هذا العالم، وخلق هذه الأرض، وأودع في هذه الأرض الكثير من العناصر التي يتحرك فيها الإنسان وفيها قابليات، وأودع الله فيها من الخصائص ما يمكن أن يستفيد منه الإنسان فيما ينفعه، وفيما يفيده، ويمكن إذا تصرف فيها الإنسان بشكلٍ خاطئ، أو تعامل معها بطريقة خاطئة، أن يتضرر من ذلك، وأن تتحول إلى مصدر خطر، ومصدر ضرر على هذا الإنسان، فتعاملنا مع الطبيعة، تعاملنا مع ما خلقه الله لنا بطريقة خاطئة، أو بطريقة سلبية قد ينتج عنه، وقد يترتب عليه أضرار تنالنا نحن، ويعتبر هذا أيضاً بما كسبت أيدينا، وناتجٌ عن تصرفاتنا الخاطئة، وعن أعمالنا الخاطئة، هذا أيضاً جانبٌ آخر.

 

ثالثاً: العمل الممنهج والمقصود لنشر الضرر، كاستخدام وسائل ضارة أو مفسدة، من ضمن هذا الجانب: الحرب البيولوجية، الحرب البيولوجية: هي عملية استخدام للفيروسات والجراثيم ونشرها؛ من أجل نشر أوبئة ضارة وفتَّاكة بالإنسان، بمجتمعٍ هنا أو مجتمعٍ هناك، اليوم تمتلك دول مثل أمريكا وبعضٍ من الدول تمتلك مختبرات ومعامل ضخمة وبإمكانيات كبيرة، وتعتمد على دراسات وأنشطة واسعة للاستفادة من بعض الفيروسات والجراثيم الضارة التي تنشر الأوبئة وتفتك بالبشر، ومن خلالها تنتشر الكثير من الأمراض القاتلة، أمراض متعددة تسببها فيروسات أو جراثيم، منها هذا: مرض كورونا، منها أيضاً أوبئة أخرى مثل: الانفلونزا، منها حتى: الجدري… أمراض كثيرة هي ناتجة عن ماذا؟ عن فيروسات أو عن جراثيم معينة، وتدخل إلى الإنسان تلك الأوبئة أو تلك الأمراض نتيجة تلك الفيروسات أو نتيجة تلك الجراثيم.

 

من زمان طويل على مدى عقود من الزمن اشتغلت بعض الدول لتمتلك قدرة استخدام هذه الجراثيم والفيروسات، بل إنَّ بعض الدول استخدمتها كوسيلة لإلحاق الضرر بدولٍ هنا أو مجتمعاتٍ هناك، وعملت على كيفية استغلال هذه الفيروسات والجراثيم، وكيفية العمل على تكثيرها من خلال ظروف ملائمة لتكثيرها، ثم تعبئتها وطريقة نشرها بوسائل متنوعة في مجتمعات معينة؛ لاستهدافها بتلك الأوبئة، أصبحت وسيلة من الوسائل التي تستخدم للإضرار بالمجتمعات البشرية هنا أو هناك، طبعاً هذا العمل إجرامي، إجرامي بكل ما تعنيه الكلمة، وضرره ضررٌ يعم، قد يُستهدف مجتمع ما، أفراد ذلك المجتمع بأطفالهم ونسائهم، وكبارهم وصغارهم، ويفتك بمجتمع كبير.

 

عُرِف عن الأمريكيين وعن دول أخرى أنها استخدمت هذا النوع من الأسلحة: نشر الوباء عن طريق وسائل معينة: إما أسلحة، إما أشياء تقدم تحت غطاء إنساني، مثلما قُدِّم آنذاك للهنود الحمر في أمريكا، قدِّمت لهم في بعضٍ من الأحيان وسائل، مثلاً: بطانيات وهي مصابة بتلك الجراثيم التي تنشر الجدري القاتل، وفتكت بأعداد كبيرة منهم، مجتمعات أخرى كانت تستهدف أيضاً من خلال ما يقدم لهم تحت عناوين إنسانية، وسائل أو إمكانات معينة ملوثة، ملوثة بفيروسات أو ملوثة بجراثيم تنقل أوبئةً قاتلة، وتستهدف بها تلك المجتمعات، فأحياناً تلوث وسائل معينة وتصل أحياناً مواد طبية، أحياناً مواد غذائية يمكن أن تلوث وأن تقدم لتفتك بمجتمع هنا أو مجتمع هناك، وأيضاً هناك أسلحة متفجرة تنشر تلك الجراثيم، أو وسائل كذلك عسكرية ذات طابع عسكري لنشر تلك الجراثيم، أو نشر تلك الفيروسات ونقلها إلى مجتمع معين؛ لاستهدافه بتلك الأوبئة القاتلة، ونشأ عن هذا ما يسمى بالحرب الجرثومية، ونشأ عن هذا ما يسمى بالحرب البيولوجية، وهذه حقائق معروفة في عالمنا اليوم، معروفة على المستوى العسكري، ومعروفة على المستوى العلمي، وحقائق قائمة في الواقع، ولها شواهد وأمثلة كثيرة من الاستخدامات، ومعروف أن تلك الدول تمتلك هذه الإمكانات.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد/1441هـ/ 21 مارس/ 2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر