مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نتأمل في واقع أمتنا الإسلامية، وفي الظروف التي تعيشها شعوب منطقتنا، في المنطقة العربية، وفي سائر العالم الإسلامي، وما تعانيه هذه الشعوب على كل المستويات، من: تحديات، وأخطار، ومشاكل، وأزمات، من انعدامٍ لحالة الأمن والاستقرار، ومشاكل كبيرة على هذا المستوى، وفي هذا الجانب حروب، ونزاعات، وصراعات، وانقسامات، وتباينات…الخ. ثم على المستوى الاقتصادي، والأزمات الاقتصادية خانقة ومؤثرة جدًّا، وشاملة، تشمل كل أمتنا، كل شعوب المنطقة، ما هناك- تقريبًا- أي بلد إسلامي إلَّا ويعاني من أزمة اقتصادية، ومشاكل كبيرة على المستوى الاقتصادي.

 

ثم تأتي إلى بقية المجالات: تجدها كلها في حالةٍ من: المشاكل، والأزمات، والتحديات، والتعقيدات الكبيرة جدًّا، بمعنى: أننا نعيش- كأمة مسلمة ومجتمع إسلامي في المنطقة العربية وغيرها- وضعًا غير طبيعي وغير سليم، واقعًا مأزومًا، واقعًا تطغى عليه الكثير من المشاكل الكبيرة والتعقيدات الكثيرة.

 

ثم نجد في واقعنا، سواءً التحديات التي من خارج بيئتنا وساحتنا، والتي هي عبارة عن مخاطر واستهدافات من قوى وأمم أخرى معادية لنا كأمة مسلمة، أو المشاكل التي نعاني منها من واقع ساحتنا الداخلية، من داخل أبناء أمتنا: فئات، كيانات منتسبة لهذه الأمة، من أبناء الأمة، وباتت تمثِّل إشكالية كبيرة في واقع الأمة من داخل هذا الواقع.

 

نأتي إلى طبيعة هذه المشاكل، وهي تمس بحياتنا في كل شئون حياتنا، تأتي إلى واقع معيشتنا، إلى واقع أمننا واستقرارنا، إلى واقع حتى غذائنا… هذه المشاكل لا ينبغي أبدًا أن ننظر إليها مجردة عن أسبابها، يجب أن نأتي لنعرف ما هي الأسباب، أننا نعيش- كأمة مسلمة ومجتمع مسلم- كل هذه المشاكل، والتحديات، والتعقيدات، وفي كل مجال من المجالات، هل ثمرة إسلامنا الذي ننتمي إليه في مبادئه، وقيمه، وأخلاقه، وتشريعاته… أن ينتج عن التمسك بها، والانطلاقة على أساسها، واقعٌ كهذا، ظروفٌ كهذه، حياةٌ كهذه، مشاكل كهذه؟ أو أنَّ النتيجة المفترضة لهذا الإسلام في مبادئه، وأسسه، وقيمه، وأخلاقه، وتشريعاته، أن نكون على واقعٍ مختلف، بدءًا في ساحتنا الداخلية، وفي واقعنا الداخلي، ثم في أدائنا، وطبيعة حضورنا بين المجتمع البشري، وطبيعة علاقاتنا بسائر الأمم؟

 

عندما نأتي إلى ما نعانيه حاليًا، نجد أن في ذلك بنفسه شاهدًا واضحًا وجليًا على عظمة تلك المبادئ والمعالم الأساسية والمهمة في الإسلام، التي لمَّا أضاعتها الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه، عندما نأتي إلى أول هذه المبادئ، وهو: التحرر من سيطرة الطاغوت، والاستقلال عن التبيعة للمضلين، والطغاة، والمفسدين، والمجرمين… هذا المبدأ عندما أضاعته الأمة ما هو البديل عنه؟

 

البديل أن يسيطر الطاغوت، البديل أن تعيش الأمة في كل شئونها حالة التبعية لأعدائها الذين لا يريدون لها الخير أبدًا، والذين عندما يخططون فيما يخططون لها، أو يرسمونه فيما يرسمونه لها، في أي شأنٍ من شئونها: اقتصاديًا، أو سياسيًا، أو في أي مجالٍ من المجالات، يعملون ما يرون فيه مصلحةً لهم وإضرارًا بالأمة، ويساعدهم على استحكام سيطرتهم عليها أكثر، وإضعافها على نحوٍ أكثر.

 

عندما غاب مبدأ الارتباط بمصادر الهداية والنور، لكي نكون أمةً مستنيرةً، واعيةً، مبصرةً، تنظر إلى الواقع من حولها، وإلى الأحداث من حولها على أساسٍ من نور الله وهديه، وترسم معالم حياتها، ومسارها في هذه الحياة، في كل اتجاه من مجالات الحياة على أساس ذلك الهدى؛ كان البديل هو الضياع، كان البديل هو الأفكار الظلامية الرهيبة جدًّا، التي تجعل الأمة في واقعها وكأنها عمياء، لا تهتدي لرشد، لا تعرف الحلول، تتعاظم مشاكلها، وتكثر إشكالاتها مشكلة على مشكلة على مشكلة، تلك المشكلة لم يجدوا لها حلًّا، وتلك الإشكالية لم يجدوا منها مخرجًا… وهكذا تتعاظم المشاكل، وتتكثف الظلمات التي تساعد الآخرين على التضليل لنا كأمة بشكلٍ أكبر، وعلى الخداع لنا بشكلٍ أيسر… إلى غير ذلك.

 

عندما ضيعنا كأمة بشكل كبير في واقعنا مبدأ: التركيز على تزكية النفوس على أساس هدى الله، والبرنامج التربوي والأخلاقي في الإسلام، ولم يبقَ منه إلَّا أقل القليل، كانت النتيجة أن تتدنس الكثير من النفوس، وأن يكون لديها قابلية كبيرة جدًّا للانحراف بكل أشكال الانحراف: الانحراف الأخلاقي، الانحراف في الطغيان والإجرام والإفساد… كل أشكال الانحراف.

 

عندما فقدنا- أيضًا- مبدأً آخر من المبادئ الرئيسية جدًّا، وهو: مسؤوليتنا كأمة في إقامة العدل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وصلاح واقعنا الداخلي، وبناؤه على أساس تلك المبادئ، والقيم، والأخلاق، والتشريعات، ماذا كانت النتيجة؟ أضعنا مبدأ العدل؛ حلَّ بديلًا عنه الظلم، مَنْ الذي يعاني من الظلم؟ أولسنا نحن كأمة إسلامية، كمجتمع مسلم، كمجتمعات عربية نعيش واقعًا من المظلومية والظلمات لا نظير له في أي بقعةٍ من بقاع هذا العالم؟! النتيجة نعاني في واقع حياتنا، المسألة بالنسبة لتلك المبادئ، ليست فقط مجرد مبادئ دينية التمسك بها يترتب عليه- مثلًا– أجر وثواب للآخرة، هذا يحصل تلقائيًا، الثواب والأجر في الآخرة يحصل تلقائيًا من التمسك بتلك المبادئ، لكن هناك ثمرة عاجلة لها، وضرورية لها، وهادفة منها في هذه الحياة، ثمرتها لو أخذنا بتلك المبادئ، لو استمر المسار: مسار الأمة الإسلامية على مثل ما تحرك به رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بتلك المعالم الرئيسية، لو استمر ذلك المسار؛ لكان واقع الأمة مستمرًا بشكلٍ تصاعدي، بشكل ارتقاء، بشكلٍ يتعاظم ويتطور ويرتقي أكثر فأكثر، وأفضل فأفضل، وأحسن فأحسن، ولَمَا كان مسار الأمة من بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وعبر الزمن يتجه نحو الانحدار، نحو الانحدار، نحو الانحدار، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

امحاضرة السيد الأولى بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر