مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أمَّا في الآخرة، أمَّا في الجنة، فهو عطاءٌ أعظم، عطاءٌ أوسع، هذه النعم التي أعطانا في الدنيا هي لمحات، هي نماذج، تلفت أنظارنا إلى كرمه الواسع، وفي نفس الوقت هيَّأ الله لنا الطريق التي توصلنا إلى ذلك النعيم العظيم، دعانا إليها، بيَّنها لنا، يسَّرها لنا.

 

طريق الجنة هي اليسرى، ليس صحيحاً ما يتصوره البعض أنها هي الطريق الأصعب، طريق النار هي الأصعب، هي الأسوأ، ولو أنَّ الإنسان يتجه فيها إلى الشهوات بانفلات، ولكنه- في نفس الوقت- يعاني، يشقى في هذه الحياة، ويشقى في الآخرة، لا يرتاح أبداً، لا يصل إلى الراحة الحقيقية، الراحة الحقيقية بالاطمئنان النفسي، والسمو الإنساني، والكرامة الإنسانية.

 

ما يتحقق لك في طريق الجنة هو أسمى، هو أرقى، هو أعظم، هو أهنأ، هو أطيب، هو أفضل، هو الذي ترتاح به، مع الإحساس بالكرامة، بالاطمئنان، بالسمو الإنساني، تسعد به وأنت تشعر بالرضا أيضاً، ليس فيه ما يخزيك، ليس فيه ما يضرب عليك القيمة المعنوية، التكامل في النعم المعنوية والمادية يأتي في طريق الجنة.

 

أما في طريق النار، فلو اتجه الإنسان بانفلات نحو الشهوات، ونحو الجوانب المادية، فهو لن يصل إلى مبتغاه في ذلك، وفي نفس الوقت إنما يزداد بهيميةً، ولا يصل إلى الراحة التي يصل إليها من هو في طريق الجنة.

 

فيجتمع له في طريق الجنة مع النعم المادية النعم المعنوية، يكون لكل شيء راحته، لا يشعر بتأنيب الضمير، لا يشعر بالخزي والهوان، لا يشعر بالانتقاص من كرامته وقيمته الإنسانية والأخلاقية، وينال ما كتب الله له في ذلك، وفي نفس الوقت لا يزال يتطلَّع إلى ما عند الله “سبحانه وتعالى”، مما هو أعظم مما في هذه الحياة؛ لأن ما في هذه الحياة هو نماذج محدودة معينة، في مقابل أن هناك نعيماً عظيماً، واسعاً، راقياً، لا ينقطع، وليس فيه أي منغصات.

 

الإنسان الذي يحمل الوعي تجاه حقيقة هذه الحياة، وأنَّ ما فيها ليس سالماً من كل المنغصات، وليس- في نفس الوقت- مستمراً للأبد؛ إنما سينقطع؛ هو يعيش هذه الحياة بواقعية، يدرك ما فيها أيضاً من ظروف هذه الحياة، من منغصاتها، من مشاكلها، من همومها، ولكنه- مقارنةً بغيره- هو الأحسن في واقع الحال راحةً واطمئناناً؛ لأنه راضٍ عن الله “سبحانه وتعالى”، ويدرك قيمة النعم المعنوية في نفس الوقت، ويتطلَّع إلى ما عند الله “سبحانه وتعالى” من النعيم العظيم، الدائم، الأبدي، الخالص والسليم من كل المنغصات، الذي لا يشوبه كدر، فهو في حالة رضا، يدرك أنَّ آماله الكبيرة آتية، أنَّ طموحاته الواسعة قادمة، أنَّ النعيم العظيم والأبدي في مستقبله آتٍ لا محالة، ولذلك فهو راضٍ عن الله “سبحانه وتعالى”، فالله “جلَّ شأنه” أكرم الأكرمين، أسبغ علينا نعمه، ودلَّنا على الطريق التي ترتقي بنا إلى أسمى النعم، وأعظم النعم، وواسع الرحمة والفضل والبركات.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة العاشرة 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر