مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 

بالإمكان إذا كنت تبحث عن السلام، أ وتبحث عن الأمن، كما هو حال العرب الآن في صراعهم مع أعداء الإسلام والمسلمين يبحثون عن السلام، ويـبحثون عن الأمن، فلم يجدوا سلاما ولم يجدوا أمناً وإنما وجدوا ذلاً وقهراً وإهانة، ودوساً بالأقدام. لماذا لا تعودون إلى الله وهو الذي سيمنحكم السلام. أليست إسرائيل هي في موقع سلام بالنسبة للفلسطينيين؛ لأنها مهيمنة عليهم ؟. هل هي التي تخافهم أم هم الذين يخافونها ؟.

 

نحن لو التجأنا إلى الله سبحانه وتعالى – بما فينا تلك الحكومات التي تبحث عن السلام وأولئك الكبار الذين يبحثون عن السلام من أمريكا، ويبحثون عن السلام من روسيا، يـبحثون عن السلام من بلدان أوروبا، بل يـبحثون عن السلام من إسرائيل نفسها – عود وا إلى الله هو الذي سيمنحكم القوة، يمنحكم العزة فتكونوا أنتم المهيمنين على الآخرين؛ لأنكم تمسكتم بالله السلام المؤمن المهيمن، وهناك من الذي يستطيع أن يسيطر عليكم ؟. من الذي يستطيع أن يؤذيكم ؟. من الذي يمكنه أن يقهركم ؟. أوليس هذا هو السلام ؟.

السلام لا يتحقق لك إلا إذا كنت في موقف عزة وقوة ومكانة، أما أن تبحث عن السلام وأنت تحت، - كما يصنع بعض الفلسطينيين، وكما يصنع العرب الآن - فإنما هو استسلام، هو استسلام، وأنت في الواقع تحت رحمة عدوك، بإمكانه أن يضربك في أي وقت، بإمكانه أن يختلق لك مشكلة مع أي بلد آخر فتدخل في حرب مع ذلك البلد كما رأينا.

هل يريد الناس سلاماً بما تعنيه الكلمة، وأمناً بما تعنيه الكلمة ؟. فليعودوا إلى السلام المؤمن المهيمن، الذى كتابه مهيمن على الكتب، الذي سيجعلهم مهيمنين على بقية الأمم وحينها سيحظون بالسلام، وينعم العالم كله بالسلام.

والإسلام هو دين السلام، لكن السلام بمعناه الصحيح، وليس بمعنى إقفال ملفات الحرب من جانب مع أعداء الله وأعدائهم فليس هذا هو السلام .؟ أن نقول: انتهى الأمر نلغي الجهاد، ونلغي الحروب لنعيش مع الآخرين في سلام. هذا هو ما حصل لنا نحن المسلمين، ما عمله كبارنا، ظلوا يلهثون وراء السلام ويناشدون الآخرين بأننا نريد السلام ويـبحثون عن السلام، بعد أن ألقوا آلة الحرب وألغوا اسم (الجهاد)، فما الذي حصل ؟. هل حصل سلام أم حصل دوس بالأقدام ؟. بل حصل استسلام. أليس هذا هو الذي حصل ؟.

إفهم إسلامك الذي سيحقق لك السلام، هو دين الله السلام، لكن بمعنى آخر، متى ما سرت على نهج هذا الدين، متى ما تمسكت بهذا الدين، متى ما اعتصمت بالله المشرِّع والهادي بهذا الدين ستكون قوياً، ستكون عزيزاً، ستكون الأعلى حتى وإن كنتم ترون أنفسكم في وضعية لا تملكون ما يملك العدو من قدرات وإمكانيات مادية {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} (محمد:35).

ألم يستنكر عليهم أن يدعوا إلى السِّلم وهم في موقف يجب أن يكونوا هم الأعلون ؟. فكيف تبحث عن السّلم مع الآخرين وأنت من يجب أن تكون أنت من يحاول الآخرون أن يبحثوا عن السِّلم معك، فتقول لهم: أدخلوا في الإسلام لتحظوا بالسِّلم؛ ليكون لكم ما لنا وعليكم ما علينا. ألم يكن هذا ما عمله الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) في أيام جهاده، عندما يخيرهم بين واحدة من اثنتين: إما الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أو الحرب. أنتم تريدون السلام إذاً أدخلوا في هذا الإسلام لتحظوا بالسلام، وإلا فليس أمامكم إلا السيف. حينها يصح أن نقول عن أنفسنا بأننا قد حصلنا على السلام، وحينها سنعرف معنى كلمة (السلام) الذي شُوِّه معناه، فأصبح يعني الآن الإستسلام للآخرين.

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ} أليس في هذه الأسماء الحسنى - التي تتحدث عن كمال الله سبحانه وتعالى - أليس فيها ما يصنع الثقة في نفوس أولئك الذين ارْتَمَوا تحت أقدام أمريكا وإسرائيل؟. لماذا يعرضون عن الله وهم من يعترفون ويشهدون بأنفسهم بأنهم مسلمون، وأنهم مؤمنون بهذا القرآن الكريم؟ وبرسوله الكريم محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).

هذه هي التي ضربت المسلمين كباراً وصغاراً (عدم الثقة بالله)، عدم الثقة بالله حتى فينا نحن الصغار نخاف من شخص هو مسكين بالنسبة للآخرين فهناك من هو مهيمن عليه، والذي هو مهيمن عليه مسكين بالنسبة لذلك الأمريكي الذي في واشنطن الذي هو مهيمن عليه، والكل مساكين ومقهورون تحت جبروت الله وقهره.

ارتبط بالله رأساً، تجاوز كل هذه الأصنام في هذه الدنيا، وارتبط بالله رأساً، وثق به، وهو من سيجعلك قوياً أقوى مما يملكه هؤلاء من وسائل القوة في هذه الدنيا.

هو أيضاً {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} بما في هذه الأسماء من معاني العزة والجبروت والقهر للأعداء، فأنت عندما تلتجئ إليه لا يمكن أن تقول عنه: "الله هو طيب، لكن نفسه سمحة فإذا كان كذالك فلن يحرك ساكنا مع أعدائنا ونحن عارفين له، فهو يريد نا أن نمسِّح أكتافهم ونحاول نحسن أخلاقنا معهم لأنه مسكين سالك لطريقه لا يريد أن يتدخل في شيء". هل الله هكذا ؟. حاشي الله أن يكون كذالك.

 

الله في الوقت الذي يقول لنا: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} هذه الأسماء التي تبدو رقيقة، ولكنه يقول أيضاً - إذا ما وثقت به وأنت في ميدان المواجهة والصراع مع أعدائك وأعدائه من يريدون ظلمك وقمعك واستذلا لك - هو {عَزِيز} يمكنك أن تمتنع به، هو (جَبَّار، مُتَكَبِّر) سيقهرهم، وسيجعلك أنت من تقهرهم، ألم يقل الله تعالى {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}(التوبة:14).

هو يقول: سأجعلكم جبارين على أعدائكم، ومتكبرين على أعدائكم، لاكن عندما تثقوا بي. عندما تثق بالله، ستثق بمن هو سلام لك وأمْنٌ لك في مقامات السلام معه، وهو عزيز جبار متكبر سيمنحك من عزته وكبريائه وجبروته ما تقهر به أعداءك وأعداءه، ليس هناك نقص إطلاقاً في جانب الله عندما تثق به وتلتجئ إليه.

عندما تشعر بعظمته ليس فيه صفة واحدة كما هي في الناس، والتي نسمعها كثيراً من بعضنا بعض تقول: "فعلاً أن فلاناً رجّال جيْد، ولا يقصر في شيء لكن ليس من أهل هذه المواقف التي تحتاج إلى القوة، ولا قدرة له في مثل هذا الموقف"

أما الله فهو من يكون لك في كل المواقف، ولك بأكثر مما يمكن أن تدرك، ويرعاك من حيث لا تحتسب، ويملأ قلوب الآخرين رعباً بالشكل الذي لا يمكن أن تصنعه وسائل إعلامك، ولا يمكن أن تصنعه أيضاً آليتك العسكرية. هو من نصر نبيه بالرُّعب بمسافة شهر، وكم كان الجيش الذي معه؟. هم أولئك الذين حُوصروا في المدينة عدد قليل، ونصره الله بالرعب، فكان بعض أعدائه من اليهود يخربون بيوتهم ويقطعون نخيلهم أحياناً، ويرحلون خوفاً ورعباً من قبل أن يجيّش الجيوش عليهم.

{الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} بعد هذه الأسماء الحسنى ترى غريباً جداً جداً أولئك الذين يلتجئون إلى غير الله سبحانه وتعالى ما أسوأ حالهم! ما أحط مكانتهم! وما أتعسهم! وما ألأمهم! عندما يلتجئون إلى غير الله، إلى صنم من الأخشاب أو صنم من الحجر أو صنم من البشر؛ لأنهم يخافون، ويرجون منه أشياء، والله قال لهم في هذه الآيات {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} من يمكن أن ترجوه، من يمكن أن تعتمدوا عليه، من يجب أن تخافوه.

ولأنه ليس هناك في هذا العالم، ليس هناك في الوجود من يمكن أن يكون متصفاً بكمال الله سبحانه وتعالى، ولا بجزءٍ من كمال الله سبحانه وتعالى - إن صح التعبير – فإن من الظلم لأنفسنا ومن الإساءة إلى الله ربنا الذي هو {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} من الإساءة البالغة إليه أن نجعل له شركاء فنمنحهم ولاءنا، ومنهم نخاف، وإليهم نرغب.

{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} تن‍زيه لله عن أن يكون له شريك، تن‍زيه لله وتقديس له عن أن يكون له شريك في ملكه، شريك في ألوهيته تنزيه له عن أن يسوَّى به غيره، فيجعل ندَّا له، أو شريكاً له، تنزيه له عن أي قصور أو تقصير في تدابيره لشئون خلقه.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

معرفة الله – عظمة الله – الد رس السابع.

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 25/1/2002م

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر