الوساوس تشكِّل خطورة كبيرة على الإنسان أنها قد تكون في غلاف معين، هي خفيّة، لا ينظر الإنسان إليها أحياناً، ولا يحتملها أنها فكرةً سلبية، قد يرى فيها فكرةً إيجابية، قد يظن في تلك الخاطرة أنها فهمٌ واستنباطٌ عبقري، وأنه إنسان فهمان استطاع أن ينتبه، وأن يدرك أن الموضوع هو كذا وكذا، وأن ذلك الشخص أراد كذا وكذا، وأن ذلك الموضوع يدل على كذا وكذا... بحسب مجالات الحياة، هي تأتي الوساوس لتدخل إلى كل شؤون حياة الناس، إلى كل مجالات الحياة، فتكون فكرة مزيفة لها قالب إيجابي، لها غطاء محبب إلى الإنسان، ومن ثم يتفاعل معها الإنسان، ويتأثر بها الإنسان، بل قد يفرح بها، البعض قد يفرح ببعض الوساوس، ويظنها استنتاجاً- كما قلنا- عبقرياً وعميقاً، وأنه من شطارته، من ذكائه، من فهمه، انتبه وعرف المقصود؛ وبالتالي يبني على ذلك مواقف، كم يحصل من هذا القبيل في العلاقة فيما بين الناس، يدخل سوء الظن على مستوى الأسرة: ما بين الزوج وزوجته، ما بين الأب وأبنائه، ما بين الأخ وأخيه، على مستوى الأصدقاء، على مستوى الأمة المؤمنة، كم تدخل هذه الوساوس حتى في الموقع القيادي، ما بين القادة، ما بين الذين هم في مواقع المسؤولية، كم تلعب الوساوس فيما بينهم من دورٍ سلبي، وتأثيرٍ سيء على علاقتهم، على تعاونهم، على تفاهمهم، وتترك تأثيرها السيء، وتفعل فعلتها الشنيعة جداً، التي تؤثر عليهم حتى في العمل الصالح، تعيقهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الثامنة: 1441هـ 01-05-2020م.