مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بل إنَّ الله -سبحانه وتعالى- يصف عباده المؤمنين المتقين أنهم في حالة الرجوع والتوبة والإنابة هي بالنسبة لهم حالةٌ مستمرة، وأنهم يلازمونها ويستمرون عليها؛ لأن الإنسان مهما بلغ صلاحه، مهما كانت استقامته، مهما كانت طاعته، قد يسهو، قد يخطئ، قد يقصر، لو لم يكن لنا إلَّا معاصي التقصير، دعك من كبائر الذنوب، والجرائم الشنيعة والفظيعة، التقصير في الطاعات، التقصير في المسؤوليات، كم نقصِّر في مسؤولياتنا، الأخطاء في المعاملة: في معاملتنا داخل الأسرة، في معاملتنا مع الناس من حولنا، كم يحصل من أخطاء، كم يحصل من ذنوب، كم يحصل من معاصٍ في هذين الجانبين: جانب التقصير في الطاعات اللازمة والمسؤوليات، وجانب الأخطاء والمعاصي والذنوب في المعاملة: المعاملة داخل الأسرة، المعاملة خارج الأسرة، المعاملة مع الناس، في كلامك، في أسلوبك في التعامل، كم يحصل من أخطاء، إذا لم يكن الإنسان ملازماً للتوبة، راجعاً بشكلٍ مستمرٍ إلى الله، يطلب من الله المغفرة، يسأل من الله المغفرة بالدعاء، بالاستغفار، ويسعى للاهتمام بالأعمال التي بها أيضاً ننال المغفرة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- وجهنا إلى أن نتوب إليه بالندم على الذنب، بالعزم على الإقلاع عنه، بالاستغفار، وأيضاً وجهنا أيضاً -سبحانه وتعالى- إلى أعمال، جعل من جزاءه على تلك الأعمال الصالحة المغفرة وتكفير السيئات، فاهتمامنا المستمر بالاستغفار (بطلب المغفرة) وبشكلٍ مستمر، واهتمامنا أيضاً بالأعمال الصالحة، الأعمال التي من جزاء الله فيها ومن المكافآت التي يكافئنا الله عليها: المغفرة، أن يمن علينا بالمغفرة، وأن يمن علينا بتكفير السيئات، هذا مهمٌ جدًّا.

 

الله -جلَّ شأنه- يقول عن عباده المؤمنين المتقين في ملازمتهم للاستغفار والتوبة: {الصَّابِرِينَ}، يذكر مواصفات من؟ المتقين، هو يذكر هنا مواصفات المتقين: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}[آل عمران: الآية 17]، يذكرهم هنا بمواصفات إيمانية راقية ومهمة، وهي نماذج من مواصفاتهم الإيمانية، من مواصفاتهم التي تتحقق بها لهم التقوى: {الصَّابِرِينَ}، الصبر الذي يتصفون به، والذي أصبح صفةً لازمةً لهم من كثرة صبرهم، فهم يصبرون في ضبط النفس عن المعصية، حتى لو كانت تهوى شيئاً ما يضبطون أنفسهم عنه، وهم يصبرون في دفع الناس للعمل بالطاعة اللازمة والأعمال التي فيها رضى الله -سبحانه وتعالى- مهما كانت فيها من مشقة على النفس أو صعوبات، مهما كان في النفس من ملل أو ضجر، مهما كان في النفس من عزوف، مهما كان هناك من تعب نفسي أو جسدي، هم يتحملون؛ لأنهم يعون قيمة هذه الأعمال وما سيترتب عليها من النتائج، هم يصبرون أيضاً في تحمل المسؤوليات بما يترتب عليها من تضحيات، أو يترتب عليها من مخاطر، أو يترتب عليها من أوجاع، هم يتحملون؛ من أجل وعيهم وإيمانهم بقيمة هذه الأعمال في القربة إلى الله -سبحانه وتعالى- ونيل رضاه.

 

{وَالصَّادِقِينَ}، مصداقية في انتمائهم الإيماني، مصداقية في حديثهم، في أعمالهم، في التزاماتهم، الصدق عنوان أساس بالنسبة لهم لالتزامهم به.

 

{وَالْقَانِتِينَ}، القنوت: الخضوع لله -سبحانه وتعالى- ليسوا متكبرين، وليسوا مزاجيين، يذعنوا لله في كل الأحوال، حتى فيما لا تهوى النفس، حتى عند الغضب، حتى في الحالات التي قد لا يلتزم فيها البعض، نفوسهم خاضعة لله -سبحانه وتعالى- وبالتالي منقادة لتوجيهاته -جلَّ شأنه.

 

{وَالْمُنْفِقِينَ}، أهل إنفاق، أهل عطاء، ليسوا بخلاء، ينفقون في سبيل الله، ينفقون في أعمال البر، ينفقون لمساعدة الفقراء والمساكين... ينفقون، وحالة هم مستمرون عليها، حتى أصبحت صفةً من صفاتهم، وعنواناً أساسياً من عناوين أعمالهم التي يستمرون عليها، ليسوا موسميين في إنفاقهم (في السنة حسنة). |لا| كلما رزقهم الله ينفقون مما رزقهم الله؛ حتى أصبحت صفةً أساسيةً من صفاتهم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية السابعة 1441هـ.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر