مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً في هذا المستوى من الظلم، أكبر الظلم، الأظلم، قائمة الأظلم: الإعراض عن آيات الله تعالى، وعدم القبول بها، فيما يفيده معنى التكذيب بآيات الله، الله -جلَّ شأنه- يقول في القرآن الكريم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}[الكهف: الآية57]، يقول -جلَّ شأنه-: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}[السجدة: الآية22]، يقول -جلَّ شأنه-: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ}[الأنعام: من الآية157].

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا}: لا أظلم، هذا هو في قائمة الأظلم، مثل المفتري على الله كذباً، الذي يساويه في هذه القائمة: قائمة الأظلم، هو من يُذكّر بآيات ربه، آيات الله -سبحانه وتعالى- الذي هو ربه، أنت عبدٌ لله -سبحانه وتعالى-، هو خالقك، رازقك، المنعم عليك، المربي لك.

 

{فَأَعْرَضَ عَنْهَا}: لم يقبل بها، لم يعمل بها، لم يلتزم بها، لم يستجب لها، تجاهلها، تركها، أهملها، وانطلق بناءً على هوى نفسه أو أهواء الآخرين، هنا أنت تدخل في قائمة الأظلم؛ لأن منهج الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يتحقق به العدل في هذه الحياة، ولأنك أسأت إلى من؟ أسأت إلى ربك، إلى الله -سبحانه وتعالى- المنعم عليك، هذه الإساءة هي ظلمٌ كبير، هي حيفٌ عن الإنصاف والعدل، هي تنكرٌ لمن؟ لمن هو ربك وولي كل نعمةٍ عليك، في مقابل أن تنطلق على أهواء مدعومة من الشيطان الرجيم، أو من شياطين الإنس، أو شياطين الجن، هذه الإساءة البالغة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهذا التنكر لآياته التي هي حقٌ وعدلٌ، وعلى ضوئها يترتب تحقيق العدل في هذه الحياة، وإقامة القسط في هذه الحياة؛ لأن العدل لن يتحقق إلا بمنهج الله -سبحانه وتعالى-، بالتمسك بآياته، لا يمكن أن يتحقق العدل في واقع الحياة بدونه، هذا الإعراض هو ظلم، وهو إساءة بالغة إلى الله -سبحانه وتعالى-، تنكرٌ كبيرٌ جدًّا، وهو من أعظم الظلم، وهو الذي سيتفرع عنه الكثير من الانحرافات والمظالم في هذه الحياة، هل يمكن أن تعرض عن آيات ربك، ثم تسير في هذه الحياة قائماً بالقسط، ملتزماً بالعدل؟ لا يمكن، الخروج عنها هو خروجٌ عن العدل، خروجٌ عن الحق، خروجٌ عن القسط.

 

هنا يقول -جلَّ شأنه-: {فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}[الكهف: من الآية  57]، من العقوبات على هذا النوع من الظلم من الجرائم هذه العقوبة: عقوبة الخذلان، أن يخذل الإنسان، أن يسلب التوفيق من الله -سبحانه وتعالى-؛ حتى لا يتأثر بآيات الله -سبحانه وتعالى-، كأن قلبه أصبح مغطى، ومغطى بغطاء لا ينفذ إليه ولا يصل إليه نور الحق والهداية، وكأن سمعه فيه الوقر: الصمم، كأنه لا يسمع، فهو يسمع، ولكنه لا يتأثر نهائياً بآيات الله -سبحانه وتعالى- ولا يتفاعل معها، وبذلك كأنه في حالة صمم، كأنه لم يسمعها أصلاً، تكون النتيجة: {وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}، خذل، خذل والعياذ بالله!

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} [الكهف : 57]، قد يتأثر ويتقبل من أي شخصٍ آخر، من طاغية، من مجرم، من قرين سوء، من مضل، قد يتأثر ويتقبل منه؛ فيما هو رفض ماذا؟ رفض آيات ربه، ورفض ما هو من الله -سبحانه وتعالى- وأعرض عمَّا هو من الله -سبحانه وتعالى- الذي هو ربه، ولي كل نعمةٍ عليه، والخالق له، والرازق له،{فَأَعْرَضَ عَنْهَا}؛ فهو ينطلق في واقع هذه الحياة بعيداً عن منهج الله، الذي يضمن إقامة العدل وتحقيق العدل في الحياة، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}[السجدة: الآية22]؛ لأنه يصبح إنساناً مجرماً، المعرض يصبح إنساناً مجرماً، ولا بدَّ أن يطاله العقاب الإلهي.

 

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الرابعة عشرة 1441هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر