مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إنسان على هذا النحو من الاستهتار بالإسلام جملةً وتفصيلًا، من الحقد الواضح والمعلن والبين والمكشوف على رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وإظهاره رغبته الشديدة في الانتقام من رسول الله عن الحروب التي خاضها أسلافه في الجاهلية ضد رسول الله، وتكبَّدوا فيها خسائر، وهو يسعى للانتقام من موقع السلطة، وبالاستفادة مما يتمكن منه في هذه الأمة التي تنتسب إلى هذا الإسلام، فيسعى للانتقام من رسول الله، ويسعى لتصفية الحسابات مع الأوس والخزرج، مع الأنصار، أنصار الإسلام، أنصار رسول الله، ويسعى للانتقام منهم أشد الانتقام، وفعل ذلك في وقعة الحرَّة، التي نكَّل فيها تنكيلًا كبيرًا بأهل المدينة، وبالذات الأنصار وبقايا الصحابة، وقضى على ما بقي- آنذاك- فيها من الوجوه البارزة، مثلًا: كل من حضر معركة بدر أمر بإعدامه، قال لهم: أي واحد تشاهدونه في المدينة ممن حضر مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وشارك في غزوة بدر، التي كانت أول معركة ما بين المسلمين وما بين المشركين، وقُتِل فيها- آنذاك- جدُّ يزيد (والد أمه)، وكذلك أخو جده، وخاله، وأخوه تقريبًا، وبعض المقربين منهم، وجملة من القيادات والشخصيات الفاعلة والبارزة في مجتمع قريش- آنذاك- الذي كان يحمل لواء الشرك والحرب ضد الإسلام، أمر يزيد بن معاوية أن يقتل أي إنسان بقي ممن حضر بدرًا مع رسول الله، أن يتم إعدامه؛ انتقامًا من مشاركته في الجهاد مع رسول الله ضد مشركي مكة.

 

تخيلوا.. إنسان بهذا الحقد على رسول الله، وعلى أنصاره، والمجاهدين معه، وعلى المقدسات، يستهتر بها، كل المقدسات يستهتر بها كلها، سواءً في المدينة، أو في مكة، سواءً المقدسات التي هي معالم: كالبيت الحرام، كالمسجد النبوي، كقبر رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أو المقدسات المتمثِّلة بالإمام الحسين، في أعلام الهداية… كل المقدسات لا حرمة لها عنده، وكل الحرمات بالنسبة للأمة في واقعها، كل إنسان مؤمن له حرمته في دمه، في عرضه، في ماله… كل هذه الحرمات مستباحة من جانب يزيد بن معاوية.

 

إنسان بهذا المستوى من الإجرام، يتجاهر ويتظاهر ويعلن بالفسق والفجور، ولا يستحي أبدًا، ولا يتحرج في أن يظهر بما هو عليه من فجور وفسق وإجرام، يعني: إنسان مجرم من المستوى الأول من المجرمين، قُدِّم ذلك المجرم بكل ما هو عليه من: فسق، وفجور، واستهتار بالإسلام، وحقد على رسول الله وعترته وأنصاره من المسلمين، وعلى الذين شهدوا بدرًا مع رسول الله، و… إلى آخر القائمة الطويلة عنه، يُقدَّم ليكون هو الآمر والناهي في هذه الأمة، والمسيطر على القرار في هذه الأمة، ولتكون بيده وتحت سلطته كل إمكانات ومقدرات هذه الأمة، وهو على نقيض تام مع مبادئ هذه الأمة، مع قيمها، مع أخلاقها، واقعه مختلف تمامًا، ويعتبر تمكينه من ذلك جريمة كبيرة جدًّا، مثلًا: الأمة في حال قبلت أن تكون تحت سلطته، وأن تكون كل إمكاناتها وقدراتها البشرية والمادية، وكل ما بيدها تحت أمره وسلطته، وتحت قراره، يتحرك بها كما يشاء ويريد، كيف سيكون برنامج هذا الإنسان في هذه الحياة، كيف ستكون سياساته؟

 

هو لابدَّ من أن يتحرك في الأمة في اتجاهٍ معين، لن يكون واقعه واقع جمود، مجرد اسم (أمير، أو ملك… أو بأي صفةٍ من الصفات)، لابدَّ من أن يتحرك بهذه الأمة في اتجاهٍ معين، لابدَّ أن يسير بها في اتجاهٍ معين، لن يقف، لن يجمد أبدًا، وسيتحرك من واقع ما هو عليه، في اهتماماته، كيف ستكون اهتمامات إنسان على هذا النحو؟ كيف ستكون سياساته، أولوياته، برنامجه الذي يتحرك بالأمة ليسير بها على أساسه، كيف سيكون؟ سيكون بما هو عليه بلا شك، اهتماماته ستكون مطبوعة بطابعه، أولوياته كذلك، برنامجه كذلك لن يختلف، لن يقدِّم لهم شيئًا من غير ما هو عليه.

 

طبعًا، فيما هو عليه هو على نقيض تام مع مبادئ الإسلام وقيمه وأخلاقه؛ فلا يمكن أن يسير بالأمة على أساس تلك المبادئ وهو على نقيضها، ولا على أساس تلك الأخلاق وهو- كذلك– يختلف معها، ولا على أساس تلك التشريعات وهو أول من يخالفها، لا يمكن أن يسير بالأمة على أساسٍ من ذلك، وبالتالي في بنائه لواقعٍ جديد ينسجم معه، وينسجم مع ما هو عليه: من قناعات، من توجهات، من اهتمامات، من رغبات… لابدَّ أن يغيِّر في واقع الأمة، ويتجه هذا التغيير إلى مبادئ أساسية وجوهرية في الإسلام؛ حتى يتأقلم معه واقع الأمة بشكلٍ تام، ويتطابق مع توجهاته المنبثقة، والناشئة، والناتجة عن ما هو عليه هو في نفسه من: اتجاهات، واهتمامات، ورغبات… الخ. سيتجه إلى تغيير هذا الواقع؛ حتى يتأقلم معه بشكلٍ تام، وهذا يعني: أن يكون هناك تحويل وتغيير وتبديل في واقع الأمة، في مبادئها الأساسية في هذا الإسلام.

 

ولماذا تغير مبادئ أساسية من الإسلام، من دين الله، من نهج رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- تشطب مبادئ، وتزاح أخلاق، وتلغى تشريعات، وتفرض مسارات وتوجهات جديدة، منحرفة ونقيضة-كليًا- لتلك المبادئ الإسلامية، وتلك الأخلاق الإسلامية، وتلك التشريعات الإسلامية؟ لماذا هذه التضحية بأعظم ما لدى هذه الأمة، بأغلى وأعز ما تمتلكه هذه الأمة، وهو دينها الذي هو هدية، عطاء إلهي، دينها الذي يمثِّل صلتها بالله -سبحانه وتعالى- وصلاحًا لواقعها، وفلاحًا وخيرًا لها في الدنيا والآخرة؟ كل هذا من أجل مَنْ؟ من أجل طاغية، مجرم، منحط، دنيء، خسيس، متجرد من القيم الإنسانية والفطرية والدينية والإلهية، إنسان من أسوء المجرمين، من أظلم الناس، من أفسد الناس، من أجرم الناس! بأي منطق يمكن أن نقول: نعم تغيَّر هذه المبادئ الإسلامية، يشطب هذا المبدأ الإسلامي، تحذف هذه القيم، تزاح هذه الأخلاق، وهذه التشريعات بكلها تلغى، وهذه النصوص القرآنية تجمَّد، والأمة تترك الاقتداء برسول الله، وتقتفي أثر يزيد بن معاوية، كل هذا من أجله، لماذا؟! يعني هذا أمر غريب جدًّا جدًّا! مسألة فظيعة جدًّا، فظيعة جدًّا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الخامسة

 

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر