مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- تحرك كذلك تحركاً بالتصدي لهذه المحالات الرامية إلى القضاء على المسلمين، وتحرك في المدينة المنورة، وحاولوا أن يستنهض المسلمين بالتحرك للتصدي للأعداء، ومن بيئة كانت لا تزال تعاني من حالةٍ من الاستضعاف، ومن التردد لدى البعض، ومن وجود حالات سلبية في الساحة الإسلامية تعيش حالة الضعف، لا تتأثر بالإسلام بالدرجة الكافية التي تساعدها على الوقوف الموقف الصحيح الذي يتناسب مع توجيهات الله -سبحانه وتعالى- ومع طبيعة الظروف ومستوى التحدي والخطر، فرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- استنهض المسلمين وتحرك، واستجاب له البعض، البعض الآخر كانوا مترددين، البعض كانوا سلبيين جدًّا، الحالة السلبية هذه تزعمها المنافقون والذين في قلوبهم مرض، الذين عملوا على التأثير في نفوس الكثير من الناس، والتثبيط، والتخذيل، والإرجاف، والتهويل، وإضعاف العزم لدى الكثير من المسلمين، ولكن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- تحرك ولم يبالِ، ولم يكترث بأولئك الذين كانوا يتحركون على هذا النحو السلبي في تخذيل الناس، وفي إضعاف الموقف من الساحة الداخلية، كما كان حتى البعض ممن تحركوا وانطلقوا لهم موقف متردد، ومخاوفهم كانت مخاوف كبيرة، وكانوا يجادلون رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لكن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ببصيرته العالية، وفهمه الصحيح، وإيمانه العظيم، وعزمه الحديدي الذي لا يلين، كان يحرص على تنفيذ أوامر الله وتوجيهاته، ويجعل لها أولويةً مطلقة، ويتحرك على أساسها دون الاكتراث بكل أولئك المثبطين، والمخذلين، والمجادلين، والمناقشين، والمترددين، والمضطربين، وتحدث القرآن الكريم عن ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ} [الأنفال: 5-6]، وكذلك يتحدث في آيةٍ أخرى: {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: الآية49]، فالحالة هذه التي تحرك فيها رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ومعه الصادقون والأوفياء من المؤمنين الذين انطلقوا بروحيةٍ عالية، واستعدادٍ كبير، واستبسال في سبيل الله -سبحانه وتعالى- ووصلوا إلى منطقة بدر، هذه المنطقة التي تبعد عن المدينة بما يقارب مائة وستين كيلو متراً، وصل إلى هناك والتقى بجيش المشركين هناك، وكان جيشاً كثير العدد، ويمتلك الإمكانيات العسكرية والقدرات العسكرية بحسب نوعها- آنذاك- ما لا يمتلكه المسلمون، ولكن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لم يكن يتحرك في موقفه العسكري بناءً على التكافؤ المادي، التكافؤ في العدد والعدة. لا، كان يعتمد على الله، ويثق بالله -سبحانه وتعالى- ويركِّز على الحالة المعنوية العالية، وعلى الصبر، والاستبسال، والاندفاع الكبير للمؤمنين الذين يعتمدون على الله -سبحانه وتعالى- ويحظون برعايته المعنوية، وبنصره وتأييده في الموقف.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(1) غزوة بدر الكبرى (ترجمة لرؤية الإسلام في الصراع مع الطاغوت)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة عشر

مايو 24, 2019م

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر