مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً من العناصر المهمة للموقف القرآني، والخيار القرآني، وخيار العودة إلى القرآن الكريم: أنَّ الموقف والخيار القرآني يستند إلى زخم تعبوي وتربوي عظيم ومهم جدًّا، ورؤية كاملة، رؤية تفصيلية لمسار عملي شامل وبنَّاء وقوي؛ باعتبار المرحلة طويلةً، وباعتبار الصراع شاملاً، وهذه مسألة مهمة جدًّا، مهمة جدًّا، المسألة ليست مسألة موقف سياسي يصدر في بيان وانتهى الموضوع. |لا| المسألة مسيرة عملية شاملة، تخرج الأمة من وضعيتها التي أطمعت أعداءها فيها، وتبنيها وتنهض بها في مواجهة هذه التحديات وهذه الأخطار التي تستهدفنا من جانب أعدائنا، مسيرة عملية شاملة، وهذه المسيرة تحتاج إلى زخم تربوي، وزخم تعبوي.

 

عندما نرى البرود في كثيرٍ من أبناء الأمة، حالة عجيبة جدًّا من عدم الاستشعار للمسؤولية، حالة من فقدان الغيرة، من فقدان الحماس، من فقدان الدافع، حالة عجيبة من الإحباط، حالة غريبة جدًّا من الإفلاس من القيم المهمة، إفلاس من الكرامة، إفلاس من الشعور بالعزة، ورضا بهيمنة العدو، رضا بالخنوع، رضا بالاستسلام، رضا بالقعود، رضا بأن نكون أمة تعيش أمةً مقهورةً مستضعفة محطَّمة، على هامش ما عليه بقية الأمم، وتحت سيطرة غيرها، رضا بالدونية، والخنوع، والاستسلام، والعجز، هذه الحالة ما الذي يعالجها؟ إلَّا أن يكون هناك ما يعالج الحالة التربوية لدى هذه الأمة، ما ينمِّي حتى في المشاعر والوجدان الشعور بالعزة والكرامة، ما ينمِّي الإحساس بالمسؤولية، ما ينمِّي تلك القيم العظيمة في الإسلام؛ لتعود في أبناء الأمة وجداناً ومشاعر، ثم يترجمها موقف، ويترجمها عمل، ويترجمها خيارات صحيحة، وباتجاهات صحيحة.

 

فالموقف القرآني يستند في القرآن الكريم إلى هذا العطاء العظيم: العطاء التعبوي، كم في القرآن الكريم من آيات ذات طابع تعبوي، توجد عندك الاندفاع، الحماس، الأمل، الثقة، العزة، الكرامة، الشجاعة، الاستبسال، تعالج هذه الأمة من كل تلك الآفات التربوية، التي أثَّرت على الكثير من أبناء الأمة، وعلى العكس من الخيارات الأخرى، لا تمتلك بقدر ما يمتلكه القرآن في هذا الجانب، ليس لها هذا العطاء الذي يقدِّمه القرآن الكريم، العطاء الذي يبني فيك الروحية الإيمانية، التي تجعل عندك الدافع العظيم، وما يصاحب هذا الدافع، وما يرافق هذا الدافع من قيم عظيمة ومهمة جدًّا، تجعل منك عنصراً فاعلاً، وإنساناً عملياً، وتجعل عندك اندفاعاً لفعل المواقف، ولتبني المواقف العظيمة، والتصدي للتحديات والمخاطر مهما بلغ حجمها، ومهما كان مستواها.

 

فالخيار والموقف القرآني يستند إلى هذا الزخم التعبوي، ويستند إلى رؤية كاملة، ليس ناقصاً، هو خيار في كل تفاصيله وجزئياته يمتلك الرؤية كمسيرة عملية، وينطلق بوعي، وقراءة صحيحة للأخطار والتحديات، وأنَّ مواجهتها ليست مواجهة لحظية، ولا آنية، ولا بموقفٍ واحد يصدر وانتهى الأمر؛ إنما- كما قلنا- كمسيرة عملية شاملة، تصلح واقع هذه الأمة، وتنهض بهذه الأمة وتبنيها من جديد، وهذه مسألة مهمة، وبوعي بحقيقة هذا الصراع، وأنه صراع شامل، وأنه في كل ميدان: على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي، على المستوى الاقتصادي… في كل المجالات، هذا صراعٌ شامل يحتاج إلى رؤية متكاملة، وهذا ما يمتاز به هذا الخيار والموقف القرآني الذي يقدِّم الرؤية متكاملةً، ويتحرك بالأمة لتواجه في كل هذه الاتجاهات، كيف تتحرك سياسياً واقتصادياً، وكيف تتحرك إعلامياً، وكيف تتحرك في كل مناحي هذه الحياة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد/1441هـ/ 21 مارس/ 2020م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر