مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندنا في الساحة الإسلامية بُلينا باتجاهين، كلاهما يشكِّل خطورة بالغة علينا في الساحة الإسلامية، سواءً في المنطقة العربية، أو في غيرها:

 الأول: اتجاه التدجين، بثقافته التدجينية.

 والآخر: اتجاه التوحش الأعمى، الذي هو الاتجاه التكفيري وما يشابهه.

اتجاه التدجين: هو اتجاه يأتي بأساليب متعددة، البعض بالمنطق الديني، يقول لك: [يا أخي الإسلام دين تسامح وسَمِح، الإسلام يعني: دين لا يقبل بالعنف، والحقيقة التي يريدونها من هذا الكلام أن الإسلام دين استسلام وخنوع، دين لا يمتلك أهله أي وسائل للقوة أبدًا، لا معنوية ولا مادية، وأن تكون أمته أمة مستسلمة، خانعة، لا تمتلك أي قدرات، ولا تتوجه أبدًا لأن تكون ذات منَعَة وقوة ودفع عن نفسها، وتنظر بسذاجة إلى واقع الحياة، وكأنه ليس هناك من أخطار، ولا تهديدات، ولا أعداء، وكأننا أمة ليس لها أي عدو، ولا هناك أي تهديد ولا خطر عليها أبدًا، ويحاولون أن يأتوا بآيات قرآنية ويحرفوا معناها، وهكذا يشتغلون في هذا الاتجاه.

 

وهناك في هذا الاتجاه شخصيات علمائية، يقول لك: |لا|، أن تتجه لمواجهة هذه التهديدات، أو تتحدث- أصلًا- تتحدث عن خطر، عن أعداء، عن جهاد، عن مقاومة، عن مواجهة، عن تهديدات، عن استعباد… [|لا|، اسكت، خلاص]، يعني: يشطب عندهم هذا الموضوع نهائيًا، شخصيات باسم علماء دين، ومثقفين دينيين، واتجاه يشتغل على هذا الأساس، يقول لك: [يا أخي اسكت، اسكت من هذا، نريد أن نصلي ونصوم ونزكي، والله نهانا عن الغيبة والنميمة…]، وأربعة وعشرين ساعة يتحدث عن هذا الجانب، كأنه ليس في الإسلام إلا هذا الجانب.

 

أنت تتحدث عن هذا الجانب لماذا؟! أنت يا أخي- يا حضرة العالم الفلاني- تُحَدِّثُنا عن الصلاة، عن الصيام، عن الزكاة، عن الحج، عن ترك الغيبة والنميمة، لماذا؟ لأنها من الدين، تلك أيضًا من الدين، وتلك موقعها من الدين هو نفس الموقع لما تحدثت عنه من: صلاة، وصيام، وزكاة، وحج، وحرمة الغيبة والنميمة، موقعها من الدين نفسه، لا نجاة إلا بها، لا فوز بالجنة إلا بها، لا قبول للدين عند الله إلا بها. |لا|، كل ما تقوله عن هذه قاله الله عن تلك، لماذا أنت تخدع الناس؟ لماذا لا تقدِّم لهم الدين متكاملًا؟ لماذا لا تتقي الله وأنت تكتم بعضًا من دين الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- عن الناس، وتقدِّم صورة نمطية منتقصة عن الدين، تكتم فيها جانبًا من الدين؟! أتدري ماذا قال الله عن الذين يكتمون جوانب أساسية من الدين، هل أنت لم تقرأ تلك الآيات القرآنية، أم أنك قرأتها ولكن تجاهلتها! يقول الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160]، هذه آية، كم في القرآن من آيات كثيرة تشبه هذه الآية، وكم هناك من نصوص عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.

 

إذا أنت تقول: [أنا أحدث الناس عن الصلاة؛ لأنها واجبة عليهم، إذا لم يصلوا سيدخلون النار، وأنا شفيق عليهم، منتبه لهم لا يدخلوا جهنم حين ما يصلوا، وقلق عليهم إذا ما صاموا رمضان لا يدخلوا جهنم، أنا اشتيهم يصوموا؛ يدخلوا الجنة، وأنا منتبه لهم يبطلوا الغيبة والنميمة؛ لأجل لا يدخلوا جهنم].

 

يا أخي، القرآن يقول لنا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ}، لماذا أنت لا تكمل للناس بقية هذه المسئوليات والجوانب؟ لماذا أنت تدجِّنهم؟ لماذا أنت تساهم أن يكونوا أمة جامدة، مدجَّنة، خانعة، خاضعة لأعدائها، في النهاية لن يبقى لك حتى هذه الطقوس والشكليات، يوم من الأيام يمكن أن تحظر، هناك بلدان مُنع فيها الأذان، مثلما حصل في مدينة القدس، مُنِع الأذان- في ناهية المطاف- في الميكرفون، منع في الميكرفون، تؤذن (الله أكبر)، يقول لك: [ممنوع في الميكرفون]، هناك بلدان أخرى مُنِع فيها الحجاب للمرأة المسلمة، وهي حالات سلوكية، حتى السلوكيات وحتى الطقوس- في النهاية- إما لا تبقى، وإما تُفرَّغ من أي قيمة أو أثر في واقع الحياة، تصبح طقوسًا ميتة، جامدة، باردة، لا نفع لها، ولا أثر لها، ولا فاعلية لها، ولا نتيجة لها، والله أرادها أن تكون ذات قيمة ونتيجة وأثر في الحياة، أراد من الناس صلاةً تنهاهم عن الفحشاء والمنكر، أراد لهم صلاةً تعينهم للقيام بمسئولياتهم  {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: من الآية45]، {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} [البقرة: من الآية45]، صلاة تعينهم ليجاهدوا، صلاة تعينهم ليدافعوا عن أنفسهم، ليدفعوا الظلم والباطل والمنكر والشر الطاغوت، صلاة تساعدهم على إقامة العدل، على إقامة الحق، على فعل الخير، على الاستقامة في الحياة، وليس صلاةً ميتة، باردة، جامدة، لا أثر لها، مجرد ضجيج، وحالة من الطقوس التي لا تترك أثرًا في واقع الحياة.

 

ثقافة التدجين البعض يقدِّمونها في الساحة باسم الدين والتدين، البعض يقدِّمونها تحت عناوين أخرى، لاحظ- مثلًا– في المرحلة هذه تأتي منظمات أجنبية، كثير منها ذات ارتباط بالصهيونية العالمية، هذا مؤكدٌ ويقين، كثيرٌ منها له ارتباطات بالأمريكيين، أو بالأوروبيين، أو بغيرهم، بعضها له علاقة مؤكدة بالإسرائيليين، تنشط في الساحة، تهدف بوسائل إما مباشرة، مثل- على حسب تعبيرهم- نشر (ثقافة السلام والتسامح ونبذ العنف)، أو بالإلهاء، والإلهاء استراتيجية رئيسية، إشغال الذهنية العامة، والتحكم في التفكير العام، وصرفه عن الاهتمامات الكبرى.

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

ألقاها السيد/ عبدالملك  بدر الدين الحوثي

السلسلة الرمضانية 1439هـ – المحاضرة الرابعة عشر


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر