مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور: 25-27]، يتساءلون، يتحدثون عن ذكريات الدنيا، وهم في تلك المجالس في الجنة، يشربون من أطيب شراب الجنة، على سرر الجنة الفاخرة والممتازة، فيستذكرون في تلك الأجواء، وقد اجتمعوا، يجتمع الرفاق، يجتمع الأخوة، يجتمع الذين جمعتهم أخوَّة الإيمان، وألفة التقوى، يجتمعون، فيتذاكرون هذه الحياة، وتجتمع بآخرين، يمكنك حتى أن تزور الأنبياء، والمرسلين، وأولياء الله، وأن تلتقي بهم، وأن تتحدث معهم.

 

في تلك الاجتماعات يتذاكرون عن عالم الدنيا، عن ذكريات الحياة الدنيا، وما كانوا عليه، وعن أسباب نجاتهم وفلاحهم وفوزهم، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}.

 

{كُنَّا قَبْلُ}: في الدنيا، في الحياة الأولى، {فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}: لم نكن مستهترين، ولا متهاونين، ولا مفرطين، كنا نتقي الله، نحذر ونخاف من التفريط، نحذر ونخاف من المعصية، ولم نكن نعيش حالة الاستهتار واللامبالاة تجاه توجيهات الله وأوامره.

 

{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا}: عندما كنا في حالة يقظة، انتباه، حذر من التفريط والعصيان، رجوع إلى الله وتوبة عند الزلات والمعاصي والتقصير؛ كانت النتيجة أن منَّ الله علينا، تفضل علينا، ورحمنا، ووفقنا.

 

{وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}: ووقانا من عذاب جهنم، التي فيها حتى الأوكسجين الذي فيها هو عذاب، من أشد عذاب جهنم.

 

من أشد عذاب جهنم أنك تستنشق هواءها وأوكسجينها الحار جدًّا، الذي عندما تستنشقه- لشدة حرارته- يتعذب به كل جسمك، يدخل وأنت تستنشقه إلى جسمك، فيتحول إلى عذاب وألم في كل جسمك، قال الله عن أهل جهنم: {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ}[الواقعة: الآية42].

 

فبدلاً عن ذلك، وبتقوى الله “سبحانه وتعالى”، وقاهم عذاب السموم، فاستنشقوا من أوكسجين الجنة، من هوائها الطيب، واستنشقوا روائحها العطرية من أشجارها، التي تنشر الرائحة العطرية والزكية فيها.

 

أما سموم جهنم يجتمع فيه الحرارة والنتن، الرائحة القذرة جدًّا، الرائحة المزعجة جدًّا، مع حرارة شديدة، والعياذ بالله.

 

{إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ}، هم أدركوا أهمية الدعاء، فإلى جانب الحذر، الإشفاق، الانتباه من المعصية، الرجوع إلى الله عند الزلة، التلافي للتقصير، الدعاء، الدعاء لا بدَّ منه، الإنسان لا يمكنه أن يستغني بنفسه، يحتاج دائماً إلى معونة الله، إلى ألطافه، إلى هدايته، إلى توفيقه.

 

{إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}[الطور: الآية28]، هو واسع البر، واسع الفضل، واسع الإنعام، وهو أرحم الراحمين، عندما تدعوه، تلتجئ إليه، وتسعى للاستقامة على هديه، وتستجيب له؛ يهديك، يوفقك، هو- في نهاية المطاف- ينجيك من عذابه، يوصلك إلى رضوانه، يوصلك إلى هذا النعم العظيم.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة العاشرة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر