مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ} وهنا، ونحن هنا لا نتحدث عن السياق التاريخي كما قلنا في بداية الحديث؛ لأن المشركين تشابهت قلوبهم في كل عصر وفي كل زمن، والشرك أثره واحد في أهله عبر الأزمان وعبر الجغرافيا أثره واحد.

عندما نعرف عنهم أنهم هكذا ليس عندهم التزامات، ولا عندهم وفاء، وهم في موقفهم من نبي الإسلام سواء من عاصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وهمَّوا بإخراجه، هو موقف نابع من عداوتهم، عداوتهم للإسلام ترتب عليها عداوتهم للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).

فموقف موقف الكافرين من الرسول سواء موقف من عاصروا النبي وكانوا في زمنه فتآمروا عليه مباشرة لاستهدافه قتلاً أو إخراجاً أو ما شابه، أو مشركي زمننا والمشركين والكافرين الذين لم يعاصروا النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) لكن عداوتهم للرسول، حقدهم على الرسول، استهدافهم للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وإن بشكل آخر، وإن لم يتح لمشركي وكافري العصر أن يتحركوا مباشرة لاستهداف شخصية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لكنهم يستهدفون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في مقامه، في أخلاقه، في مكانته في الإسلام، يستهدفونه من خلال الإساءة إليه، التشويه له، القدح فيه، الذم له، التكذيب له، التحريض ضده.

نلحظ في عصرنا هذا حملة كبيرة جداً مخصصة ضد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله). في إحصاء قبل سنوات، قبل سنوات في رصد للمواقع المخصصة في الإنترنت للإساءة إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وتشويهه، قبل سنوات طويلة كان قد بلغ عددها أكثر من ثلاثمائة موقع في الإنترنت مخصصة للإساءة إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وتشويهه والتحريض ضده، أكثر من ثلاثمائة موقع على الإنترنت، صحف مخصصة وغيرها حتى مشاهير الصحف في الغرب تنشر بين الآونة والأخرى وبين حين وحين آخر مقالات أو رسوم كاريكاتيرية أو ما شابه تسيء إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

كتب تؤلف، مقالات تكتب، أضف إلى ذلك أفلام تنتج، أفلام من مثل الفلم الأمريكي الأخير، الفلم الأمريكي الأخير كان فلم سيئ للغاية، فلم سيء جداً جداً فيه أسوأ الإساءات إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، فيه إساءة إلى النبي بالتشكيك في طهارة مولده، إساءة إليه في أخلاقه في صدقه في دينه، إساءة إليه في عرضه في شرفه في كل شيء.

فعبارة: {وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ} هي مرتبطة بعداوتهم لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يقابلها في عصرنا وزمننا هذا عداوتهم لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) واستهدافهم لمقام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحملاتهم المستمرة والدؤوبة لتشويهه وتشويه مكانته، فموقفهم عموماً موقفهم المعادي لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

كل إنسان مؤمن من ركائز إيمانه ومن أساسيات إسلامه أن يكون معظماً لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، محباً لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو كمسلم يدرك عظمة ومكانة وأهمية وقداسة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، والرسول بالنسبة إليه كمسلم أعز من كل عزيز بعد الله، وأعظم من كل عظيم بعد الله، وأغلا من كل غالٍ عليه في واقع حياته، هذا حال الإنسان المؤمن الصحيح الإيمان والسليم الإسلام، واقعه هكذا. وبالتالي الإساءة إلى الرسول تمثل بالنسبة له إساءة كبيرة وجرحاً كبيراً لمشاعره، أسوأ بكثير من لو كانت إساءة إليه أو إلى أقاربه أو إلى أي عزيز عليه في الحياة. إساءة تجرح مشاعرك، تستفزك، تثير فيك حمية الإيمان، وغيرة الإيمان، وعزة الإيمان، وتدفعك لاتخاذ موقف.

ومع هذا {وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} ومثلما مشركو زمن النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) بدأوا بالعدوان على الإسلام والمسلمين وبدأوا بالحرب على المسلمين، هكذا مشركو عصرنا وكافرو زمننا روحية واحدة عند المشركين في كل زمن وفي كل عصر.

هم من يبتدؤون أصلاً بالعدوان، ألم تأت أمريكا بأساطيلها وقوتها العسكرية من غرب الدنيا من غرب الدنيا إلى منطقتنا العربية والإسلامية لاستهدافنا كمسلمين؟ ألم تأت من آخر الدنيا إلى بلداننا الإسلامية لاستهدافنا في أوطاننا وبلداننا؟ ألم تبدأنا هي بتحركها العدائي؟ ألم يبتدأ الإسرائيليون هم ابتدأوا حالة العدوان والتسلط والظلم في فلسطين ثم على الأمة بكلها في مكرهم وكيدهم للمسلمين عموماً؟ هم أساساً بدأوا وتحركوا معتدين متسلطين متآمرين متحركين في مواجهتكم.. فما الذي يجعل المسلمين يتهربون من مسئوليتهم في مواجهة عدوان عليهم وعلى دينهم وعلى معالم دينهم الكبرى بما فيها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ ما الذي يجعل المسلمين يسكتون ويتهربون من هذه المسئولية، بل ويحاولون أن لا يكون هناك أي حديث عنها، بل ولا يخطون أي خطوات جادة تبنيهم ليكونوا في مستوى المواجهة؟. لا إعداد لما استطاعوا من قوة، ولا أي تحرك جاد لمواجهة هذا العدو.. لماذا؟ ما هو السبب؟ مع أن العدو يتحرك يعتدي يستهدف، يستهدف المسلمين، يستهدف معالم دينهم ولا يتحرج من أي شيء، يتناول بالسوء حتى أعز عزيز بعد الله سبحانه وتعالى لدى المسلم كمسلم وهو الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، ما وراء هذه الحالة.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

دروس من سورة التوبة / الجزء الثاني.

ألقاها السيد

عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

الدرس الثاني

بتاريخ: 6/رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر