مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً فيما يتعلق بالتعامل مع اليتامى: يجب أن يحظى اليتامى في مجتمعنا المسلم بحسن الرعاية، وحسن التعامل من الجميع، من محطيهم الأسري الأقرب، وفي وسط المجتمع، واليوم ونحن نواجه عدواناً ظالماً والشهداء كثر؛ بالتالي اليتامى كثر، والأرامل كثر، اليتامى بين أوساط مجتمعنا موجودون في معظم المدن، في معظم القرى حالة قائمة، الإحسان إلى اليتيم، والإكرام لليتيم من أعظم القرب إلى الله -سبحانه وتعالى- من أعظم الأعمال التي تنال بها الأجر، وتنال بها الفضل عند الله -سبحانه وتعالى- ومن الفرصة للإنسان أن يستغل الفرصة فيما يقرِّبه من الله -سبحانه وتعالى- أن يكسب الأجر، وأن يكسب الفضل، ورد في القرآن الكريم وورد عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- الحث الكبير لحسن التعامل مع اليتامى، سواءً بالعناية بهم من حيث الرعاية المادية، وهي جانبٌ ضروريٌ ومهم، في شهر رمضان علينا أن نفكر جميعاً كيف نهتم بهذه الفئة المنتشرة بين أوساط مجتمعنا، والتي هي جزءٌ مهمٌ من هذا المجتمع، آباؤهم استشهدوا في سبيل الله دفاعاً عن هذا البلد، وعن هذا الشعب، وعن هذه الأمة، وعن حرية واستقلال وكرامة هذا الشعب، أن نفكر بهؤلاء اليتامى، بالاهتمام بهم في هذا الشهر الكريم، مع قدوم العيد أيضاً، بشكلٍ مستمر، أن ندفع عنهم الظلم، إذا عرفنا بمظلومية على أي يتيم.

 

هناك أيضاً معنيون بهذا الجانب، وهم من يتزوجون بالأرامل، البعض قد يتزوج بأرملة شهيد، أو بأرملة متوفى ولها أولادٌ يتامى، ذريةٌ من الشهيد أو المتوفى، وهنا مسؤولية كبيرة تقع على عاتق هذا الذي تزوج بتلك الأرملة في حسن التعامل، التعامل الأبوي، التعامل الإنساني، التعامل الإيماني، البعض قد تؤثِّر عليه- وهذه حالات قد تكون نادرة، لكنها حالات سلبية جدًّا– قد تؤثر فيه حالة الغيرة، البعض تحصل لهم هذه الحالة حالة الغيرة، وهي غيرة في غير محلها، غيرة غير مفهومة، الغيرة مثلاً من ابن الشهيد أو من بنت الشهيد؛ لأنه ابن شهيد لا تريد أن يذكر اسمه في المنزل، أو أن تسمع باسمه، أو أن ينشأ هذا الطفل وهو منشد إلى والده، هذه الغيرة في غير محلها، غيرة شيطانية، غيرة سلبية، البعض تدفعهم هذا الغيرة إلى أن يتعامل معاملةً قاسية أو معاملةً ظالمة مع ابن الشهيد، أو ابنة الشهيد، أو ابن المتوفى، أو بنت المتوفى، الكل من أبناء هذا المجتمع من المحيط الأقرب: سواءً من العم، أو الخال، أو الجد، أو… أي محيط قريب لليتيم، أو- على ما ذكرناه- من الذي يصبح اليتيم ربيباً له، أو تصبح اليتيمة ربيبةً له، الجميع معنيون بحسن التعامل، حسن التعامل وحسن الرعاية قربة عظيمة إلى الله وحالة إنسانية راقية، الإنسان الذي هو إنسان بما تعنيه الكلمة متوازن المشاعر، سليم النفس، طاهر القلب، لا بدَّ وأن يندفع تلقائياً إلى حسن التعامل، لا بدَّ أن تتحرك في نفسه العاطفة الإنسانية، والرحمة الإيمانية؛ فيبني عليها حسن التعامل، وحسن الرعاية، على مستوى الرعاية المادية كما ذكرنا، وعلى مستوى حسن التعامل، التعامل بإكرام واحترام، لا يكون التعامل قاسياً، ومُستَضعِفاً لليتيم هذا أو اليتيمة.

 

وكذلك الرعاية التربوية، اليتامى هم بحاجة إلى أن يحظوا بالرعاية التربوية، التربية على مكارم الأخلاق، التربية الإيمانية، التربية على العزة، العمل على تقوية مشاعرهم ومعنوياتهم؛ لأن من الأشياء المهمة أن يحظى اليتيم برعاية تساعده على اكتساب المعنويات العالية، أن لا ينشأ محطماً بين أوساط المجتمع، بل أن ينشأ بمعنويات عالية، ومعنويات طبيعية، ومعنويات قوية، وإذا كان الجميع يحسنون التعامل معه، أو المعنيون- بالدرجة الأولى- يحسنون التعامل معه، والمجتمع يقدِّر هذه الحالة؛ فسينشأ الأيتام بمعنويات عالية، بل أحياناً يتاح لهم أن ينشؤوا بنفوس أقوى من غيرهم، إذا حظي بتربية جيدة يكون بمعنويات أكثر حتى من أبناء الآخرين الذين قد يكون البعض منهم مدللاً أكثر، قد ينشأ اليتيم بمعنويات جيدة، ومعنويات عالية، ويكونون من ضمن هذا المجتمع حالة طبيعية في الأخير بمعنويات جيدة، وواقع إيجابي، لكن عندما يعاني اليتيم من الظلم، فهذه حالة سلبية.

 

ومن المهم جدًّا أن يركِّز المجتمع على هذه المسألة، قد يكون هناك مؤسسات تؤدي دوراً مساعداً ويمكن مساعدتها في ذلك، ولكن دور المؤسسات لا يكفي ولا يغني، ولا يقوم مقام دور المجتمع، المجتمع يجب أن يكون هو مركِّزاً على هذه المسألة، سواءً من خلال ما يدعم به تلك المؤسسات أو عبرها مما هي مؤسسات موثوقة، وإلا هناك مؤسسات غير موثوقة، عندنا مؤسسة الشهداء مؤسسة موثوقة والحمد لله، وفيها مسؤولون جيدون ومهتمون، ما يأتي عبر المؤسسة، وما يأتي بشكلٍ مباشر لتعزيز الروابط، ما يأتي من خلال الرعاية المادية، وما يأتي من خلال التعامل الذي يرفع المعنويات، الذي يساهم بتعزيز الروابط فيما بين أبناء المجتمع، هذه مسألة مهمة جدًّا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

رعاية اليتيم والوفاء بالعهد

وموقعهما في منطق الإسلام وواقع الإنسانية

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة العشرون مايو 28, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر