مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في هذه الظروف التي رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- يعلن فيها عن قرب رحيله من هذه الحياة، بكل ما لذلك من تأثير كبير في واقع الأمة، ما يحدثه ذلك من فراغ كبير جدًّا، ما يتركه ذلك من قلق بالغ على مستقبل الأمة ما بعد وفاة نبيها -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما كان يمثله رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفيما كان له من أهمية قصوى، وهو الرسول بكل ما تعنيه الرسالة الإلهية، في موقع النبوة والرسالة، يؤدي رسالته كرسولٍ ونبيٍ لله -سبحانه وتعالى- يبلغ رسالة الله، ويقوم هو عملياً بإقامة دين الله، والتنفيذ لتلك الرسالة الإلهية والتطبيق لها، والإشراف على تطبيقها في واقع الحياة، الفراغ الكبير الذي يمكن أن يتركه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ما بعد وفاته في موقع الهداية والقدوة والقيادة، والتحرك بالأمة في مسيرة الإسلام بكل جوانبها: التربوية، والتنفيذية، والعملية، بكل ما يتعلق بها من مسؤوليات، وبكل ما يرتبط بها من: إجراءات، وسياسات، ومواقف، وتوجهات، يمكن أن يترك هذا الرحيل بما يتركه من فراغ هاجساً كبيراً لدى الناس، ليست المسألة عادية، من حق الناس أن يتساءلوا وأن يقلقوا تجاه مستقبلٍ يحدث فيه هذا الفراغ، وفراغ كبير.

 

رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بكماله العظيم، وهو خاتم النبيين وسيد الأنبياء والمرسلين، وهو الذي بلغ ذروة الكمال البشري في الكمال الإيماني، في الكمال الأخلاقي، في الكمال الإنساني… في كل جوانب الكمال فيما يمكن أن يصل إليه بشر، وبالتأكيد المسألة في غاية الأهمية وفي غاية الخطورة، ولذلك كان النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- في مراحل متعددة، وفي مناسبات مختلفة كان النبي يتحدث بما يحدد للأمة من يرتبط بالنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ضمن دورٍ محدد لإكمال المسيرة الدينية، لإكمال المسيرة الإلهية، لإكمال مسيرة الإسلام، ففي مناسبات متعددة ومتنوعة كان النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- يتحدث عن الإمام عليٍ -عليه السلام- حديثاً مميزاً، ليس مجرد إشادة تشجيعية. |لا| إنما كان يتحدث بعبارات تبيِّن موقع الإمام علي -عليه السلام- في علاقته برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفي دوره المنوط به ضمن مسيرة إقامة الإسلام، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما قال في الحديث المعروف بين الأمة، المتواتر بين الأمة باختلاف مذاهبها عن عليٍ -عليه السلام-: أنه منه بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه– كما قال في الحديث -صلوات الله عليه وعلى آله– لا نبي بعدي، فالإمام عليٍ -عليه السلام- له هذه المنزلة، له هذا الموقع، ويرتبط به هذا الدور: (بمنزلة هارون من موسى، إلا…) المستثنى من هذا الدور فقط هو النبوة؛ لأن هارون كان نبياً، أما الإمام عليٌ -عليه السلام- فليس بنبي، ختمت النبوة برسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو يؤدي هذا الدور بصفة الولاية، الامتداد امتداد الولاية، ولهذا الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- تحدث في هذا الحديث بعبارة تحدد لنا طبيعة الدور المنوط بالإمام علي -عليه السلام- المسؤولية التي عليه، ولكن بأجلى بيان؛ لأن هذا التوصيف الذي ذكر فيه موسى -عليه السلام- ثم هارون -عليه السلام- ثم موقع هارون من موسى -عليهما السلام- وهو موقع الوزير {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي} [طه: الآية29]، المناصر، المعاضد، الخليفة، {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} [الأعراف: من الآية142] قال له، هذا الدور المنوط بهارون -عليه السلام- كان واضحاً في القرآن الكريم ومعلوماً في سيرة الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- أن يقدم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- المسألة ويقدم لها نموذجاً، ويقدم لها مثالاً واضحاً، يحددها، يبينها، يجليها، هو قدَّم ما يكفي ويفي، ثم في مناسبات كثيرة تحدث فيها عن كمال الإمام عليٍ -عليه السلام- الإيماني، عندما قال في معركة خيبر قبل فتح الحصن عندما أراد أن يبتعث علياً -عليه السلام- لهذه المهمة الاستثنائية وتحدث بذلك الحديث المعبر عن الكمال الإيماني القطعي: (رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارٌ غير فرار، يفتح الله على يديه)، هذه المواصفات الإيمانية القطعية التي تتحدث عن ماذا؟ عن مكنون القلب ومخفي الصدر، عمَّا في العمق، التي تشهد بشكلٍ قاطع على ما في أعماق الإمام عليٍ -عليه السلام- من أعلى ومن أسمى ومن أعظم ما يعبر عن الإيمان، الإيمان العظيم، الإيمان الذي يقوم أو ينبعث وينطلق من هذه المحبة المقطوع بها بشهادة الرسول عن الله -سبحانه وتعالى-: (رجلاً يحب الله ورسوله)، فهو على هذا النحو من الإيمان المقطوع به، ثم يقول: (ويحبه الله ورسوله)، ليبيِّن العلاقة المتبادلة هذه: علاقة الإمام علي -عليه السلام- بالله ورسوله، بمحبته الإيمانية العظيمة، في محبته لله -سبحانه وتعالى- المحبة الإيمانية التي قال عنها الله في القرآن الكريم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: من الآية165]، حباً يفوق كل حب، حباً يبعث على الانطلاقة العملية بناءً على أساس الاستقامة ضمن منهج الله وتعليماته -سبحانه وتعالى- بكل رغبةٍ وشوقٍ ولهفة، ثم هذه المحبة العظيمة التي ينتج عنها طهر المشاعر، زكاء النفوس، صفاء النفوس التي تصلح باطن الإنسان؛ فيصلح ظاهره، وتسموا وتصلح أعماله، أما في علاقته بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو يحب رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو أوعى الأمة وأعظمها معرفةً بعظيم منزلة رسول الله ومكانة رسول الله وأهمية رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فكانت علاقته بالرسول كمؤمنٍ بهذا الرسول، متبعٍ لهذا الرسول، مقتدي بهذا الرسول، علاقة مميزة، هو عاش في ظل أجواء التربية النبوية التي حظي بها مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- طول مسيرة حياته، حتى لحق الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بالرفيق الأعلى.

 

كم من مقامات عبَّر عنها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عن الإمام عليٍ -عليه السلام- في منزلته في الإسلام، وفي دوره المهم، وفي مقامه المهم، عندما كان يقول: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)، عندما يردد في مناسبات أخرى الشهادة والنص على أيضاً كمالات إيمانية تتعلق بالإمام عليٍ -عليه السلام- هنا أو هناك، في كل ذلك في كل تلك المناسبات هو كان يؤشر إلى الإمام علي -عليه السلام- وكان يسعى إلى أن يربط الأمة بالإمام عليٍ -عليه السلام- ضمن هذا الدور المهم للإمام علي -عليه السلام-.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم الولاية 1440هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر